هنية: الانتفاضة سددت ضربة قوية للاحتلال ومخططاته في المنطقة
أكد إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن انتفاضة القدس لم تخرج كل ما في جعبتها، مشيراً إلى أنها أسقطت نظرية الردع الإسرائيلية، وسددت ضربة قوية للاحتلال ومخططاته التي تستهدف المنطقة.
وقال هنية، في كلمة له خلال "ملتقى علماء فلسطين الدولي الأول"، الذي عقد اليوم السبت (28|11) في مدينة غزة: "إذا كان الاحتلال لديه من الخيارات والبدائل لمواجهة الانتفاضة، فإنها لم تخرج كل ما في جعبتها بعد، ومن إنجازاتها أنها أسقطت نظرية الردع الإسرائيلية".
وأضاف: "إن الانتفاضة نقيض لاتفاقية أوسلو، وتتعارض مع نظرية التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولن تمرر إليها مفاهيم المفاوضات".
وأشار هنية إلى زيارة زير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة للمنطقة وما حمله من مطالب إسرائيلية تتعلق بتسهيلات للشعب الفلسطيني وبعض المغريات التي "لا ترقى إلى أن تصل لنقطة دم من شعبنا". حسب تعبيره.
وأضاف: "الزيارة فاشلة بمنظورهم لكنها كاشفة بمنظورنا لطبيعة الدور في وأد الانتفاضة، ومن يصف الانتفاضة بالإرهاب هو وزير إرهابي يدعم الاحتلال الصهيوني".
وأوضح هنية أن الانتفاضة سلطت الضوء على العدو المركزي للأمة في ظل الصراعات الطائفية والدماء التي تسيل في الشوارع العربية، منوهاً إلى أن علماء فلسطين والأمة كانوا حريصين على تجنيبها مظاهر التفتت والخلافات.
وقال: "سنمضي في الانتفاضة مع دور العلماء المركزي في الإطار الناظم لشعبنا من علماء ومجاهدين، فالانصهار بين شعبنا ومكونات الأمة سيقربنا من التحرير والنصر وعودة شعبنا المشرد من الشتات".
وشدد على ان الانتفاضة ستستمر رغم اضطراب المنطقة وانشغال الشعوب بهمومها، لأن قضية القدس تبقى مركزية لأبناء الأمة، مبيناً أن الانتفاضة إنجاز عظيم لأنها قربت روح التواصل بين الأمة وقضيتها المركزية القدس والأقصى.
واعتبر هنية انتفاضة القدس تحول استراتيجي سيصل مداها لكل الشعوب العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن جميع المحاولات والمخططات الرامية لوأدها وإجهاضها ستبوء بالفشل، مضيفاً "الانتفاضة جاءت لتسدد ضربة قوية للاحتلال ومخططاته التي تستهدف المنطقة".
ولفت إلى أن الانتفاضة تجاوزت كل المحاولات لإخمادها لأن العمليات الفردية هي العنوان، مشددا على أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال فلسطين والقدس.
وشدد هنية علي انه لا عودة مطلقا لنظريات دايتون(المبعوث الأمني الأمريكي الخاص للسلطة سابقا) والسلام الاقتصادي بعد هذه الانتفاضة، قائلاً "ما زلنا نمتلك العديد من البدائل لاستمرار انتفاضة القدس".
وأضاف: "نحن اليوم أمام تحول استراتيجي هائل على مستوانا كفلسطينيين، والانتفاضة لم تكن حدثا تاريخيا مفاجئاً".
ودعا هنية الأمة لحشد كل طاقاتها من أجل تحرير فلسطين وإعادة الاعتبار للمقاومة، وأن تعيد وحدة الكلمة وتثبط التوترات، مطالبا العلماء تحديدًا باخذ دورهم.