طارق الهاشمي يدعو لمؤتمر وطني عراقي برعاية عربية أو إسلامية

أكد نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، أن "التغيير الحكومي وحده في العراق لا يكفي لإصلاح ما أفسدته تجربة 13 سنة الماضية".

ودعا الهاشمي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، إلى مؤتمر وطني جامع ترعاه جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، يجمع العراقيين ويكون فرصة للاتفاق على شكل الدولة التي ترضي مختلف الاطراف العراقية.

ونفى أن تكون حكومة التكنوقراط وحدها كفيلة بحل أزمة العراق، وقال: "الفتق أوسع من الرقعة المتاحة، الخراب والتراجع وحجم الدمار الذي طال مختلف جوانب الحياة بضمنها القيم المجتمعية يجعل من إصلاح الحال لمجرد تغيير وزاري محدود أو شامل  ضحك على الذقون. ينبغي الرهان على أساليب بحجم الازمة".

وأشار إلى أن "الازمة السياسية الحالية في العراق معقدة"، وقال: "هي صراع بين تيارين، الاول يرغب في تكريس عراق دولة فاشلة وتيار آخر إستوعب الدرس ويتطلع الى عراق ناجح، نظام حكم مستدام يستوعب الجميع ويستند الى حكم المؤسسات والقانون، اللاعبون الرئيسيون الولايات المتحدة وإيران، حيث يتقاسمون النفوذ، أما القوى العراقية فهي تنشط في هامش سياسي محدود من الصعب أن يؤثر على مجرى الاحداث".

ورأى الهاشمي، أن المعارضة العراقية في الخارج لازالت قوية على الرغم من بروز موقع التيار الصدري في الآونة الأخيرة، وقال: "المعارضة طيف واسع وتلاوينها متنوعة رغم أن دور التيار الصدري في إطار أحداث الايام القليلة الماضية كان هو الأبرز وصوته كان هو الاعلى لأن الخلاف داخل البيت الشيعي، لكن المعارضة الحقيقية هي المعارضة الناشطة في الخارج التي تنادي بتغيير النظام، بينما الناشطون داخليا وهم مشاركون في العملية السياسية فهم يتبنون برنامج إصلاحي لاغير ومن بينهم التيار الصدري بالطبع، لاحظ الفرق بين من يطالب بإعلان حالة طوارئ وخطة إنقاذ تشمل الغاء العملية السياسية والغاء الدستور وبين من يطالب بمجرد تغيير الكابينة الوزارية، البون شاسع".

وحول موقع سنة العراق ودورهم في الأزمة أو في حلها، قال الهاشمي: "الصراع الحالي هو صراع على النفوذ بين النخبة الشيعية الحاكمة المدعومة بمليشيات طائفية العديد منها موالي لإيران ولهذا دور العرب السنة محدود وغير مؤثر والاسباب كثيرة".

وقلل الهاشمي من أهمية الرهان على الوساطات الإقليمية والدولية (إيران والولايات المتحدة) لحل أزمة العراق، وقال: "أعتقد هناك تنسيق يومي على مدار الساعة بين اللاعبين الرئيسيين، ايران والولايات المتحدة، لكن هذا التنسيق ثبت بالتجربة أنه يخدم مصالح البلدين فحسب".

وأكد أن المطلوب لحل مشكلة العراق هو "مؤتمر وطني عاجل برعاية الجامعة العربية أو منظمة التعاون الاسلامي، القاهرة 2، أو مكة 2، هذا المؤتمر سيكون بمثابة فرصة للعراقيين أولا لمراجعة تجربة عمرها ثلاثة عشر سنة والخروج منها بدروس مستنبطة، وثانيا الاتفاق على شكل الدولة التي ترضي مختلف الاطراف".

وأضاف: "هنا أؤكد ما أقصد بالاطراف ممثلي المكونات المجتمعية وليس الكيانات السياسية. إن أكبر تحدي يواجهنا في الوقت الراهن الى جانب تفشي الفساد وتفاقم العنف، وتضاؤل هيبة الدولة بفعل هيمنة المليشيات، والتبعية لأيران، هو التعايش المشترك هل لازال قائما أم أنه تمزق بفعل الضربات العنيفة منذ ثلاثةعشر عاما؟ وعلى ضوء الاجابة يجري رسم آفاق المستقبل بل حتى شكل الدولة"، على حد تعبيره.

مواضيع ذات صلة
طارق الهاشمي يدعو السعودية لتجميع العراقيين كما فعلت مع اليمنيين والسوريين
دعا نائب الرئيس العراقي السابق الدكتور طارق الهاشمي، الدول العربية مجتمعة، وخص بالذكر السعودية "إلى الاهتمام بما يجري في العراق، و...
2016-03-24 07:15:46
رضوان: هنية دعا لمؤتمر إنقاذ وطني برعاية مصرية
كشف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل رضوان، عن أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، قد دعا مصر إلى تبني و...
2018-03-05 22:09:40
الصلابي يدعو إلى مؤتمر وطني للسلام في ليبيا برعاية دولة مغاربية
دعا عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي، الدكتور علي الصلابي، إلى مؤتمر وطني ...
2016-12-22 12:45:58