نابلس.. حملات خيرية وتكافلية تناصر المحتاجين على الغلاء

مع حلول شهر رمضان المبارك، يستعيد العمل الخيري في الضفة الغربية المحتلة نشاطه وحضوره بأساليب متعددة، في محاولة لتغطية الفجوات التي يعاني منها المواطن الفلسطيني في ظل أوضاع معيشية صعبة تتسبّب بها سياسات الاحتلال الاقتصادية المفروضة عليهم.

وتتضافر الجهود الخيرية، كل بحسب تخصصه، سعيا لتزويد العائلات الفلسطينية باحتياجاتها الأساسية في ظل ظروف ضاغطة، تزداد وطأتها مع حلول المناسبات كعيد الفطر، في مشهد تكافلي يعزز من صمود الفلسطينيين في وجه المحتل.

وأكد رئيس جمعية "التضامن الخيرية" (إحدى المؤسسات العاملة في مدينة نابلس)، علاء مقبول، على  تفاعل المواطنين الفلسطينيين بالمشاركة مع حملات الخير، بالتبرع المادي والعيني، الذي ساهم في تعزيز نشاطات الجمعية في توفير الطرود الغذائية واللحوم ومسلتزمات الشهر الكريم، بالإضافة إلى افتتاحها معرضا للملابس.

وأضاف خلال حديث مع "قدس برس"، أن هناك خمسة آلاف يتيم وأكثر من 1650 أرملة، يتلقون مساعدات مستمرة من قبل الجمعية، توفرها تبرعات عينية يقدمها تجار ومواطنون فلسطينيون لمساندة الشرائح المحتاجة ومن ضمنها؛ العائلات الفقيرة وذوي الإعاقة والمرضى.

ولفت مقبول إلى التنسيق بين كافة المؤسسات الخيرية ولجان الزكاة في مدينة نابلس، لضمان استفادة قدر أكبر من المحتاجين.

وناشد رئيس الجمعية فاعلي الخير الى المزيد من التكافل في شهر رمضان المبارك، لإدخال الفرحة على قلوب الأرامل والايتام والمحتاجين من الشعب الفلسطيني، في ظل ما يعانيه من أوضاع حياتية صعبة، بسبب ممارسات الاحتلال وعقوباته الجماعية.

وفي السياق ذاته، قال مدير مكتب "هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية" في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، إن الهيئة أطلقت حملة "بذور الخير" خلال شهر رمضان في فلسطين، بقيمة أربعة ملايين دولار أمريكي.

وأضاف راشد خلال حديث مع "قدس برس"، أن الحملة تعتبر أضخم الحملات الإنسانية التي تنفذها الهيئة منذ انطلاقها في فلسطين قبل 26 عاما، على قاعدة "أن عون أهل فلسطين واجب على كل إنسان عربي ومسلم حر".

وأشار إلى أن الحملة تتضمن تنظيم الإفطارات الجماعية وتوزيع السلال الغذائية، حيث سيتم توزيع آلاف الطرود الغذائية على العائلات الفقيرة، لافتا إلى أن الحملة ستشمل جميع الأراضي الفلسطيني، رغم انحيازها الواضح والأكبر لصالح مدينة القدس.

 وبيّن أن الحملات تسعى إلى التأكيد على معاني التراحم العربي والاسلامي، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يبقى "محورا رئيسيا، لانه يتعرض لتحديات وجودية وحقيقية"، كما قال.

من جهة أخرى، وفي ظل الحملات الخيرية والتكافلية التي تنظمها مؤسسات وهيئات خيرية، يعمد بعض التجار إلى رفع الأسعار مستغلين حاجة الناس وإقبالهم الكبير على شراء السلع.

وفي هذا الإطار، أوضح مدير جمعية "حماية المستهلك" في مدينة نابلس، إياد العنبتاوي، أنهم يقومون مع حلول المناسبات المختلفة والتي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء احتياجاتهم، بالعمل على رصد الأسعار ومدى التزام التجار بما يتم إصداره من قبل الجهات المختصة من قوائم إسترشادية بخصوصها.

وأضاف العنبتاوي خلال حديث مع "قدس برس"، أن بعض التجار يستغلون إقبال الناس على الشراء لرفع أسعار السلع دون مراعاة للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطنين.

وأشار إلى ان الجمعية تبذل جهودا من خلال الزيارات الميدانية ومتابعة حركة الشراء والبيع، على رصد التجار وأصحاب المحلات غير الملتزمين، سواء بالأسعار أو بمدة انتهاء صلاحيات الانتاج، وإبلاغ الجهات المعنية، لافتا إلى أنه تم سابقا تقديم بعض التجار للقضاء نتيجة "الشجع"، ورفعهم أسعار السلع لطريقة مضطربة.

وأرجع مدير جمعية "حماية المستهلك"، أسباب أرتفاع الأسعار في بعض الأحيان، مع اقتراب شهر رمضان والأعياد وغيرها من المناسبات، للمواطنين أنفسهم، حيث تشهد الأسواق حركة لافتة وكبيرة لعمليات الشراء، كثير منها غير مبرر، خاصة أن البضائع والمنتجات متوفرة طوال الوقت، إلا أن الإقبال اللافت من قبل الناس يدفع بعض التجار الى رفع الأسعار واستغلال حاجة الناس.

وبيّن أن الجميعة عملت خلال السنوات الماضية على إطلاق حملات لتوعية المواطنين حول الأسعار، ودعوتهم إلى أخذ الحاجة فقط وعدم التهافت وراء شراء كميات كبيرة من الاحتياجات، مشيرا إلى أنهم لجؤوا في بعض الأحيان إلى الدعوة لمقاطعة بعض البضائع من ملابس وأغذية ولحوم في حال عمل تجار على رفع أسعارها استغلالا لظروف أو مناسبات معينة.

بدوره، التاجر مصطفى السخل، أقرّ أن هناك استغلالا من بعض التجار لحاجة الناس وإقبالهم على الشراء، حيث يقومون برفع الأسعار من أجل الربح بصورة أكبر، إلا أنه أشار إلى أن هناك جانبا مشرقا في هذا الجانب، وأن آخرين يقومون ببعض حملات التخفيض على الأسعار مع قدوم شهر رمضان المبارك.

وأوضح أن هناك ارتفاعا بالأسعار لا يتحمل مسؤوليته التجّار أنفسهم، وهو الارتفاع الذي يكون مرتبطا بالاقتصاد العالمي، خاصة أسعار المتطلبات الأساسية مثل الرز والسكر والطحين وغيرها من السلع.

وأضاف السخل الذي يملك إحدى المحلات التجارية الكبيرة في مدينة نابلس، خلال حديث مع "قدس برس"، أن ترخيص الاسعار يأتي من أجل خدمة المستهلك ومساندة المحتاجين منهم، لافتا إلى ان الحملات تعود بالفائدة كذلك على التاجر نفسه، الذي يتمكن من بيع كميات كبيرة من البضائع مقابل ربح قليل.

وبيّن أن حملات تخفيض الأسعار هي منافسة إيجابية، يجب تعزيزها خلال شهر رمضان والمناسبات المختلفة، وذلك لتقديم العون للعائلات الفقيرة، خاصة أن المواطن الفلسطيني يُعاني من وضع اقتصادي سيء في ظل الاحتلال وممارساته المختلفة التي تعمل على تراجع أوضاع الناس ومنها الاقتصادية، على حد قوله.


ــــــــــــــ

من محمد منى

تحرير إيهاب العيسى

 

مواضيع ذات صلة
"الحقيبة المدرسية".. حملة تطوعية لتأمين مساعدات للطلبة المحتاجين
أطلق إعلاميون ونشطاء فلسطينيون في مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، حملة خيرية تطوعية، تحت عنوان "الحقيبة المدرسية"، ويتم من خلاله...
2017-08-13 13:54:27
100 ألف دولار من فلسطينيي بريطانيا لتدفئة المحتاجين في قطاع غزة
طالب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا حافظ الكرمي الحكومة البريطانية بالاعتذار عن وعد بلفور واصفا إياه بـ "أسوأ الوعود بالتاريخ،...
2017-11-20 09:29:04
لبنان: عودة المظاهرات احتجاجا على الغلاء وتراجع العملة المحلية
قطع محتجون لبنانيون، اليوم الاثنين، طرقا رئيسية وفرعية في عدد من المناطق اللبنانية احتجاجا على الغلاء واستمرار ارتفاع سعر صرف الدو...
2020-04-27 17:59:05