أزمات المنطقة تعطل ماكينة الصناعة الأردنية وتخفض صادراتها

تخيّم حالة من الهدوء والركود شبه التام على منطقة الحدود الأردنية السورية؛ حيث العشرات من مركبات الشحن تصطف في مدينة الرمثا المحاذية للحدود، دون حراك؛ فعمليات نقل البضائع التي كانت تقوم بها قبيل اندلاع الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، باتت اليوم متوقفة بشكل تام بسبب إغلاق الحدود.

سائقون يحتمون بظلال مركباتهم من حر الصيف، يمكثون على مقربة من الحدود بانتظار فتح المعابر في أية لحظة وعودة النشاط إلى قطاع الشحن، فيما تغلق المطاعم والاستراحات والمتاجر ومحال الصرافة أبوابها.

ويقول رئيس "غرفة صناعة الأردن" عدنان أبو الراغب، إن اغلاق الحدود الأردنية مع كل من العراق وسوريا أثّر بشكل كبير على نشاط التصدير وأدى إلى تراجع الصادرات.

ويبيّن أبو الراغب في حديث لـ "قدس برس"، أن 30 في المائة من الصادرات الأردنية كانت تتّجه إلى الأسواق العراقية والسورية، وقد توقفت الآن بشكل تام نتيجة إغلاق الحدود.

وفيما يتعلّق بجملة الحلول المقترحة لرفع حجم الصادرات الأردنية وإنعاش الاقتصاد المحلي، يشير أبو الراغب إلى أن القطاع الصناعي يسعى إلى فتح أسواق جديدة في إفريقيا للتخفيف من حدة أزمة تراجع صادراته في الأسواق المجاورة.

وأغلق الأردن حدوده مع العراق العام الماضي نتيجة الأوضاع الأمنية، وسيطرة تنظيم "داعش" على المدن القريبة من الحدود، كما جرى إغلاق الحدود مع سوريا في نيسان من العام 2015، بعد سيطرة المعارضة السورية على المعبر في مدينة درعا، ونظرا للاشتباكات التي تدور على الجانب السوري المحاذي للحدود مع الأردن.

وانخفضت صادرات "غرفة صناعة عمان" خلال الأشهر الخمسة الماضية من العام الحالي، إلى سوريا المغلقة حدودها البرية مع الأردن، بنسبة 56 في المائة، متراجعة إلى 13 مليون دينار، مقابل نحو 30 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وأدى اغلاق الحدود الأردنية مع كل من العراق وسوريا نتيجة الأوضاع الأمنية، إلى تراجع تصدير البضائع الأردنية إلى كل من ليبيا واليمن والعراق وسوريا وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

وبين أبو الراغب أن القطاع الصناعي الأردني شهد نشاطاً في الإنتاج، إلا أن انخفاض الصادرات يشكل أزمة لدى القطاع الصناعي الأردني.

وحول جهود فتح معبر "طريبيل" العراقي، قال أبو الراغب "إن محاولات فتح الحدود مع العراق تعطلها الأوضاع الأمنية على الحدود، والمعارك الدائرة قرب المعبر".

وسجلت صادرات "غرفة صناعة عمان" إلى العراق خلال الأشهر الخمسة الماضية من العام الحالي، انخفاضاً بنسبة 29 في المائة، جراء استمرار إغلاق معبر "طريبيل" الحدودي، مسجلة 219 مليون دينار مقابل 310 ملايين دينار للفترة نفسها من العام الماضي.

كما انخفضت صادرات منطقة شرق عمان الصناعية (أقدم مدينة صناعية في الأردن)، خلال الأشهر الخمسة الماضية من العام الحالي إلى 151 مليون دينار، مقارنة مع 158 مليون دينار متأثرة باستمرار إغلاق الاسواق التقليدية.

وانخفضت صادرات مدينة اربد القريبة من الحدود السورية، للأسواق العالمية والعربية بنسبة 2 في المائة خلال شهر أيار/ مايو الماضي، وحققت 32.3 مليون دينار مقابل 32.8 مليون دينار لنفس الشهر من العام الماضي.



* الدينار الأردني = 1.4 دولار أمريكي

 

ــــــــــــــــ

من أحمد شاهين
تحرير زينة الأخرس

مواضيع ذات صلة
وزيرة الصناعة الأردنية تبحث مع نظيرها المصري ''قيود القاهرة على المستوردات''
ذكرت مصادر أردنية أن وزيرة الصناعة والتجارة "مها العلي"، تبحث مع نظيرها المصري "طارق قابيل"، اليوم الاثنين، مشكلة الاشتراطات المصر...
2016-04-04 12:41:30
غرف الصناعة الأردنية تستنكر قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس
استنكرت غرفتي صناعة الأردن وعمّان، القرار الأمريكي القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس  واعتبار المدينة عاصمة لدولة الاحت...
2017-12-09 12:25:41
"الصناعة والتجارة" الأردنية: لا تأثير لحادثة السويس على مخزون المواد الأساسية
أكدت وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، اليوم الأحد، أنه لا تأثير لحادثة جنوح باخرة في قناة السويس على مخزون المواد الأساسي...
2021-03-28 14:33:57