أكاديمي جزائري: الجزائر حريصة على مشاركة "الإسلام السياسي" المعتدل في تونس وليبيا

كشفت مصادر إعلامية جزائرية وليبية عن زيارة وفود ليبية وتونسية قريبا، إلى الجزائر، من أجل شرح وجهات نظرها تجاه تطورات الأوضاع في البلدين الجارين للجزائر.

وذكر رئيس "مركز الرائد للدراسات" سليمان شنين في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن "الجزائر لم توقف جهودها يوما منذ اندلاع الأزمة في البلدين الجارين، تونس وليبيا منذ أواخر العام 2010، من أجل تأمين الأمن والاستقرار فيهما".

وأشار شنين، إلى أن "الأمن والستقرار في كل من ليبيا وتونس مصلحة جزائرية"، وقال: "تمتلك الجزائر مصداقية عند كثير من الأطراف الفاعلة في البلدين تمكنها من الإسهام في جمعها، لاسيما وأن الجزائر رفعت شعار الحل مع الجميع".

وأكد شنين أن "الجزائر تقدم إطارا لجمع الفرقاء، وتلتزم بالمساعدة بكل ما يمكنها تجاه الدولتين على المستوى الأمني والاقتصادي وحتى الديبلوماسي، المتمثل في مرافقة الديبلوماسية الجزائرية لهذه الأطراف لتحقيق التوافق فيما بينها".

وحسب، شنين، فإن "الأطراف الأساسية في كل من ليبيا وتونس ترغب في استمرار الدور الجزائري الداعم للاستقرار في البلدين".

وأضاف: "لقد كانت الجزائر هي الطرف الأحرص على حضور الإسلام السياسي المعتدل في البلدين، وتحملت ضريبة ذلك، وهي لا تريد إقصاء أي طرف إلا من أقصى نفسه".

وأشار شنين إلى وجود قوى إقليمية، قال "بأنها تعيق دور الجزائر في كل من ليبيا وتونس" دون أن يذكر اسمه".

وكانت صحيفة "الفجر" الجزائرية، قد تحدثت في تقرير لها أول أمس الجمعة، أن "شخصيات ليبية تستعد لزيارة الجزائر من أجل شرح مبادرة جديدة يجري الإعداد لها منذ حوالي شهر، بين طرابلس وتونس وروما، من أجل حلحلة الوضع السياسي، والبحث عن صيغ جديدة لإنهاء حالة الانقسام التي تعيشها ليبيا".

وذكرت الصحيفة أن العاصمة التونسية كانت قد استضافت بعيدا عن الأضواء، عددا من هذه اللقاءات التي جمعت وزراء سابقين في الحكومتين غير المعترف بهما دوليا، "الحكومة المؤقتة" و"حكومة الإنقاذ"، ونوابا، وأن البحث تركز حول توضيح المسار العام لهذه المبادرة التي تحظى بدعم إيطالي رفيع المستوى.

وتضيف مصادر إعلامية أنه سيجري قريبا، الاتصال بالجزائر وتونس ومصر، كما سبق أن تم الاتصال بالمملكة العربية السعودية، لبحث دعم دول الجوار والدول العربية المؤثرة في المشهد الليبي والعربي، مشيرة إلى أن وفودا ليبية مختلطة ستتوجه إلى هذه العواصم بهدف بسط خطوات المبادرة.

وتتمحور المبادرة، وفق الصحيفة، حول فكرة إنهاء حالة الريبة المشتركة وإزالة مخاوف كل معسكر من الطرف المقابل وطمأنة مكوّنات المليشيات المسلحة التي ترفض تسليم  السلاح بسبب خوفها من العقاب، عبر آلية عفو شامل يسقط كل الملاحقات ويفتح صفحة جديدة في العلاقات الليبية ـ الليبية، التي تعقدت كثيرا بسبب إمساك كل طرف بملفات تجاه خصومه.

كما تقوم المبادرة على مشروع يمتد على خمس سنوات، بدءا بالمصالحة، ثم فتح ملفات مؤسسات الدولة وإعادة بنائها على قاعدة وطنية تنهي حالة الانقسام بين الشرق والغرب، دون إقصاء أيّ كان من المشهد الليبي.

وتقف خلف المبادرة، حسب ذات الصحيفة، شخصيات ومسؤولين ليبيين من شرق البلاد وغربها، بينهم نواب من المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، ونواب من برلمان طبرق، ومؤسسات وجمعيات مدنية عديدة، بالإضافة إلى عدد كبير من وزراء "حكومة الإنقاذ" و"الحكومة المؤقتة".

كما كانت صحيفة "الخبر" الجزائرية، قد نفت في عددها لأول أمس الجمعة، خبر زيارة لرئيس حركة "النهضة" التونسية الشيخ راشد الغنوشي إلى الجزائر، مؤخرا وأكدت أن هناك ترتيبات لزيارة قريبة له إلى الجزائر.

والزيارة المتوقعة للغنوشي إلى الجزائر، تأتي في ظل جدل سياسي في تونس حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي كان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قد دعا إليها في مبادرة له أطلقها مطلع حزيران (يونيو) الماضي. 

مواضيع ذات صلة
برلماني جزائري: المصالحة الفلسطينية دليل فشل رهانات استئصال الإسلام السياسي
ثمّن النائب في البرلمان الجزائري سليمان شنين، خطوات المصالحة الوطنية الفلسطينية التي ترعاها مصر بين حركتي "حماس" و"فتح"، واعتبر أن...
2017-10-22 09:15:19
الجزائر تعلن حالة التأهب القصوى على الحدود مع تونس وليبيا
أكد مصدر جزائري رفيع المستوى، أن زيادة الاحتياطات العسكرية الجزائرية على الحدود مع تونس وليبيا ضرورة تمليها التطورات الحاصلة في لي...
2016-02-21 13:45:48
السيسي: مصر حريصة على منع قيام حرب بين غزة وإسرائيل
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم السبت، إن بلاده حريصة على هدوء الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، ومنع قيام أي حرب جديد...
2018-11-03 20:45:26