الإعلام العبري يُصاب بـ "انتكاسة" بعد فشل الانقلاب في تركيا

خرجت وسائل الإعلام العبرية، التي لم تختلف كثيراً عن غيرها من وسائل إعلام دولية وعربية، تروج ما تتمناه من نجاح الانقلاب العسكري، الذي فشل أمس الجمعة في تركيا.

ويرى متابعون ومختصون بالشأن الإسرائيلي، أن وسائل الإعلام العبرية تباينت في مواقفها من الأحداث الجارية في تركيا لحساسية الموضوع، لا سيما عقب الاتفاق التركي الإسرائيلي الأخير.

ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي جلال رمانة، "إن الإعلام العبري أيقن أن الاتفاق التركي- الاسرائيلي أخضع إسرائيل، ولم يرض عنه كثيرون بمن فيهم اليسار الإسرائيلي، الذي اعتبر الاتفاق ورقة سياسية للضغط على بنيامين نتنياهو".

وأضاف رمانة خلال حديث لـ"قدس برس"، "أن مظاهر الشماتة والفرح ظهرت على وسائل الإعلام العبرية، منذ اللحظة الاولى للأحداث ومحاولة الانقلاب في تركيا، حيث بدأت هذه الوسائل تنقل الأخبار عن مصادر مختلفة بغض النظر عن دقتها، وتلك التي تدفع باتجاه نجاح الانقلاب وتعزيزه على الأرض".

وقطعت القنوات العبرية أمس برامجها، وبدأت بالنقل المباشر من وسط اسطنبول، لتغطية الحدث التي اعتبرته ذو تبعات عالمية، ويمكن أن يُغيّر خرائط المنطقة، إلى جانب استضافتها لخبراء ومختصين لقراءة المشهد.

 وأوضح رمانة، أن عناوين رئيسية مختلفة متساوقة مع الانقلاب تصدرت المواقع الإخبارية للصحف والقنوات الإخبارية الإسرائيلية، ومن بينها "أردوغان هرب وطائرتة تحوم في الأجواء الألمانية التي ترفض استقباله"، و "تركيا .. انقلاب علماني"، وأيضا "أردوغان يصيح ويستنجد بالشعب".

وأضاف المتابع للإعلام العبري، "أن انتكاسة أصابت الإعلام العبري، مع توارد الأخبار التي تتحدث عن تراجع الانقلاب، وترجيح كفة الرئيس أردوغان من جديد، حيث بدأت وسائل الإعلام العبرية تتراجع رويدا رويدا عما نشرته وبدأت تتحدث عن استعادة السيطرة وفشل الانقلاب".

ولم يستعبد رمانة، أن توصل التحقيقات التي بدأت بها السلطات التركية إلى وجود صلة بين ما حصل من محاولة انقلاب وجهات أمنية إسرائيلية، "لانهم الإسرائيليون يرغبون بكل تأكيد بسقوط نظام اردوغان، والأيام المقبلة ستُجيب عن هذه التساؤلات لأن ما حصل ليس بالبسيط".

وبيّن "أن الإسرائيليين كان يريدوا عودة تركيا إلى ما قبل فترة العدالة والتنمية، حيث كانت تعتبر الحليف الثاني لدولة الاحتلال بعد الولايات المتحدة، لا أن تكون داعمة للقضايا العربية والفلسطينية ومناهضة لجرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية".

ونشر المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، في صحيفة هآرتس العبرية، تحليلاً على موقع الصحيفة، روج فيه للانقلاب في تركيا.
وقال "حتى إذا صحّت نظرية رئيس الوزراء التركيّ، بن علي يلديريم، بأنّ الضباط الذي حاولوا الانقلاب هم من المؤيّدين لزعيم المعارضة، فتح الله غولن، فإنّ الجيش التركيّ أثب أنّه إذا أراد تمهيد الأرضيّة للانقلاب فهو قادر على ذلك"، حسب زعمه.

ووفق خبراء بالشأن الإسرائيلي، فإن ما يميّز الإعلام العبري عن العربي، هو أنه (العبري) يحفظ خط الرجعة، ولا ينزلق لدرجة مكشوفة، ويضع بعين الاعتبار أن هذا الانقلاب ممكن أن لا ينجح.

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية لا زالت تلتزم الصمت حتى اللحظة بخصوص ما حصل ليل أمس الجمعة في تركيا، وهو ما يراه محللون موقفاً في السياسة بحد ذاته.

ـــــــــــــــــــــ

من محمد منى

تحرير ولاء عيد

مواضيع ذات صلة
صدمة في الإعلام المصري بعد فشل الانقلاب في تركيا
سادت أجواء من الصدمة الأوساط الإعلامية المصرية المؤيدة لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا؛ ففي سقطة مهنية فادحة أصرّت الصحف...
2016-07-16 08:54:58
محلّلون إسرائيليون: فشل الانقلاب في تركيا جعل من أردوغان "رقما صعبا"
تباينت آراء المحلّلين السياسيين الإسرائيليين إزاء المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا مساء أمس الأول (الجمعة)، وقراءاتهم لموقف ح...
2016-07-17 13:57:17
أسير فلسطيني يُصاب بـ "جلطة دماغية" داخل سجون الاحتلال
قالت مصادر حقوقية، إن أسيرًا فلسطينيًا أصيب بـ "جلطة دماغية" أمس الثلاثاء، خلال تواجده في عيادة سجن "الرملة" الإسرائيلي. وأوض...
2018-05-09 08:20:21