تونس.. تراجع رهانات الاستقطاب بين اليسار والإسلاميين لصالح التوافق
استبعد الكاتب والمحلل السياسي التونسي كمال بن يونس، امكانية توجه الساحة السياسية إلى الاستقطاب مجددا بين اليسار أو الديمقراطيين والإسلاميين في المرحلة الراهنة، وأكد أن شعار التعايش لا يزال هو القاسم المشترك بين أهم العائلات السياسية الفاعلة في المشهد التونسي.
وقال ابن يونس في حديث مع "قدس برس": "لا أتوقع عودة إلى الاحتقان بين اليسار تحت اسم العائلة الديمقراطية والإسلاميين، كل المؤشرات السياسية والتحالفات الراهنة، تؤكد أن التوافق هو القاسم المشترك بين جميع العائلات السياسية التونسية، لأن التحديات الاقتصادية والأمنية واحدة"، على حد تعبيره.
وكانت صحيفة "الشارع السياسي" الالكترونية في تونس، قد تحدثت عن توجه للإعلان عن مفاجأة وصفتها بأنها "من العيار الثقيل"، وقالت بأنه "تم الاعداد لها في غمرة مشاورات تشكيل الحكومة، ويتم الان اعداد ارضية الاعلان عنها".
وتتمثل المفاجأة، وفق "الشارع المغاربي"، في اتفاق غير معلن بين أهم رأسي السلطة التنفيذية الباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد والأحزاب المشاركة في الحكومة باستثناء "حركة النهضة"، على تشكيل كتلة برلمانية واسعة قد تضم اكثر من 100 نائب من العائلة الديمقراطية التقدمة للاطاحة بزعامة كتلة "حركة النهضة" في البرلمان والحد من سيطرتها على مجلس نواب الشعب.
وتشير الصحيفة إلى أن لديها "معطيات تؤكّد رغية وحماس رئيس الحكومة يوسف الشاهد لتشكيل الكتلة الكبيرة التي ستضم كتلة حزب نداء تونس وبقية الكتل التقدمية والديمقراطية وهي كتل افاق تونس والوطني الحر والجمهوري (الممثل بنائب) وبعض المستقلين وكتلة الحرة".
وحسب ذات الصحيفة، فإن هذا المعنى كان حاضرا في كلمة زعيم حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي، أثناء زيارته إلى محافظة "القصرين" الأسبوع الماضي، والتي قال فيها: "سفينة تونس يجب أن تحمل الجميع وأن لا ترمي أحدا، ولكن للأسف في الوقت الذي نقول فيه هذا الكلام الذي نؤمن ونتمسك به تحت عنوان التوافق والوحدة الوطنية، نجد تيارا آخر يرفع لواء الاستئصال والإقصاء وكان يقود البلاد إلى المواجهة ومحاكاة نموذج الانقلاب المصري سنة 2013 عبر ما سمي بجبهة الإنقاذ حيث نجحوا في جمع الجميع ضد النهضة".
وأضاف: "اليوم في 2016 أصبح الجميع بفضل الله، ضد هذا التيار الإقصائي الاستئصالي ولم يحصل إلا على 22 صوتا أثناء التصويت على الحكومة الجديدة".
وتابع: "قوة الخير والتوافق والوحدة الوطنية حتى الآن هي المتغلبة على قوى الاستئصال والإقصاء والحمد لله"، على حد تعبيره.
يذكر أن "حركة النهضة" تمثل واحدة من أهم الأحزاب السياسية المشكلة لحكومة الوحدة الوطنية التي شكلها رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، إلى جانب كل من أحزاب "نداء تونس" و"آفاق" و"الجمهوري" "والمسار" بالإضافة لدعم المنظمات النقابية الرئيسية.