إسحاق النتشة.. فلسطيني يتحدى إعاقته بإبداع في النحت

لم يبرح الفلسطيني إسحق النتشة من مدينة الخليل (جنوب القدس المحتلة) ذاك المكان الذي انتقاه بعناية منذ ست سنوات، على طرف أحد الشوارع الرئيسية في المدينة حيث حركة المارة، ترافقه عربته البسيطة، وإرادة تحدٍ لكل ما هو مستحيل.

النتشة البالغ من العمر 45 عامًا، تحدى إعاقة أصيب بها وهو طفل، ليبدع اليوم برسمه من النحت على الخشب، ولكنه لا يجد الفرصة الكافية للإبداع في المهارة التي  يحترفها منذ أن كان طفلًا صغيرًا، فالآلة التي يستخدمها في النحت بدائية وتتعطل باستمرار، ولا يقوى على تطويرها، إضافة إلى أن وضعه الصحي لا يسمح له بممارسة أي عمل، فالعمل في النحت على قطع الخشب والحديد، مصدر دخله الوحيد لإعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد.

وتعرض النتشة للإصابة بشلل الأطفال، مما ترك لديه إعاقة في قدمه اليسرى وعدم قدرة على الحركة بشكل طبيعي، لكنه صمم على تحدي هذه الإعاقة، وعدم الاستسلام، ما دفع به نحو الإبداع وامتلاك مهارة النحت على قطع خشب الزيتون والحديد برسومات فنية، وخط الأسماء بطرق تلاقي إعجاب السياح وزوار المكان.

وخلال توقفك في المكان الذي يجلس فيه النتشة بالخليل، يستطيع في بضع دقائق أن يرسم بحركات خفيفة لوحة فنية تظهر إبداعًا وفقًا لما تطلبه.

ويتمسك المواطن النتشة في المهنة التي يمارسها بالنحت على الخشب، رغم ما يقول "إنها لا تحقق ما تحتاجه أسرته، فيضطر للعمل لساعات طويلة يوميًا تحت أشعة الشمس، ليلبي بعض متطلبات أبناءه". 

ويطمح النتشة اليوم بمساعدة من الجهات الرسمية واتحاد المعاقين، لتعزيز هذه المهارة والإبداع لديه، ومساعدته في افتتاح محل تجاري صغير يعيل أسرته وشراء ماكينة للنحت، وأدوات للعمل، كي "لا يبقى على طرقات الشارع"، كما يقول في حديثه لوكالة "قدس برس".

ويطالب السلطة الفلسطينية بدعم هذه الحرف وتعزيز وجودها في الخليل، نظرًا للإقبال عليها، مبديًا استعداده لفتح مشغل لتدريب الشبان، وطلبة المدارس ممن يرغبون في تعلم هذه الحرفة، لكنه يرى أن الأمر بحاجة إلى وقفة ودعم رسمي، خاصة بعد اعتبار مدينة الخليل مدينة حرفية عالمية.

وأعلنت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية في رام الله، رولا معايعة، مطلع الشهر الحالي أن الوزارة قد تلقت رسميًا شهادة من مجلس الحرف العالمي، تعلن مدينة الخليل مدينة حرفية عالمية للعام 2016.

وتم ترشيح مدينة الخليل لدى مجلس الحرف العالمي لنيل هذا اللقب للعام 2016 وقامت لجنة تحكيم دولية منتدبة من قبل مجلس الحرف العالمي بجولة تقييمية تحكيمية ميدانية لمدينة الخليل، للاطلاع على الموروث الحرفي التقليدي بها، وما تمتلكه من مقومات تمكنها ان تتأهل لهذا اللقب، والاطلاع على التفاصيل الواردة في الملف، حيث تم رفع تقرير تقييمي كامل وحازت الخليل على اللقب.

ــــــــــــــ

من يوسف فقيه

تحرير ولاء عيد

مواضيع ذات صلة
"أبو دغش".. شاب فلسطيني يتحدى الإعاقة بريشة الرسم
محمود أبو دغش، شاب فلسطيني في الـ 24 من عمره، يسكن مدينة طولكرم (شمال القدس المحتلة)، أصيب بإعاقة جعلته قعيد كرسي متحرك منذ العام ...
2016-10-23 14:49:05
"إسحاق فرحان": قرار الأردن جنّب الأقصى "مخاطر كبرى محتملة"
عبّر رئيس ملتقى القدس الثقافي، إسحاق فرحان، عن "ارتياحه" لإعلان رئيس الوزراء الأردني "عبد الله النسور" تراجع الأردن عن مخطط تركيب ...
2016-04-19 15:15:10
اتحاد البرلمان العربي: الاحتلال يتحدى القوانين الدولية ويستخف بالعدالة الإنسانية
اعتبر الاتحاد البرلماني العربي، أن مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على "قانون التسوية"، تشريع واضح للسرقة والسلب، وتجسيد لشريعة ا...
2017-02-18 16:17:48