السيسي والبشير يوقعان وثيقة "شراكة استراتيجية"
أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر حسن البشير، اليوم الأربعاء، على أهمية العمل على إزالة المعوقات التي تواجه مسيرة التعاون بين البلدين، دون التطرق للخلاف حول منطقة "حلايب وشلاتين".
جاء ذلك في كلمتي "السيسي" و"البشير"، اللتين بثهما التلفزيون المصري الحكومي، اليوم أثناء انعقاد القمة المصرية السودانية على المستوى الرئاسي، بقصر الاتحادية، بالقاهرة، والتي تلاها مراسم التوقيع على اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر والسودان.
وأبدى الرئيس المصري، حرصه على "رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي (يتم لأول مرة)، تعبيراً عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التي تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية".
وأعلن السيسي خلال كلمته "مساندة مصر لكل الجهود التي يبذلها الرئيس السوداني لإرساء الاستقرار والسلام بالسودان"، مخاطبًا البشير "تابعت بتقدير تحركاتكم وإنجازاتكم، لاسيما فيما يخص مبادرتكم لعقد حوار وطني".
من جانبه، أكد الرئيس السوداني عمر البشير، في كلمته على أهمية التعاون والتنسيق بين البلدين في كل المجالات وضرورة وضع الآليات التي من شأنها أن تعزز علاقات التعاون بين البلدين، مشيرا إلى الجهود التي بذلت من اللجنتين الفنية والوزارية في الوصول الي الاتفاقات المنشودة بين البلدين.
كما دعا نظيره المصري، لحضور المؤتمر العام للحوار الوطني الذي ينطلق بالخرطوم، في 10 تشرين أول/أكتوبر الجاري.
ووقع الرئيسيان "السيسي"، و"البشير"، عقب انتهاء كلمتهما وثيقة شراكة استراتيجية شاملة، وتلا ذلك توقيع عدد من وزراء البلدين، عدة اتفاقيات في مجالات التعاون بين البلدين في مجالات بينها الصناعة، والزراعة، والتعليم العالي، والصحة، والشباب.
ولم تتطرق قمة اليوم، للخلاف المصري السوداني حول منطقة "حلايب وشلاتين"، والذي ظهر بقوة في نيسان/أبريل الماضي، برفض القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة "حلايب وشلاتين"، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، وهو الطلب، الذي لوحت خلاله السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي.
وفي السياق ذاته، قال محمد جبارة، الملحق الاعلامي في سفارة السودان بالقاهرة لـ "قدس برس" إن الرئيسين البشير والسيسي وقعا على وثيقة الشراكة الاستراتيجية ومحضر اجتماعات الدورة الأولي للجنة العليا المشتركة.
وأضاف أن "الوثيقة الاستراتيجية" تشمل اتفاقيات ثنائية صادرة عن (31) جهة حكومية ممثلة في خمسة قطاعات هي: وزراء الخارجية والتعليم والتجارة والزراعة والنقل".
وأشار إلى أن البشير سيشهد مساء اليوم بداية احتفالات "السادس من اكتوبر" في مصر، ذكرى معركة عبور قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973.
إعادة ممتلكات سودانية
من جهة أخرىن أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره السوداني إبراهيم غندور بصدور قرار من رئيس الوزراء بالإفراج عن ممتلكات المُعدّنين السودانيين التي صُودرت العام الماضي
وكان عمال تنقيب عن الذهب في السودان قدموا مذكرة للرئيس السوداني عمر البشير تطالبه بوضع قضية استرجاع ممتلكاتهم التي صادرتها مصر عام 2014، كأولوية على جدول مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
حيث اعتقلت مصر 37 عامل مناجم سوداني احتجزتهم لخمسة أشهر بتهمة التسلل عبر الحدود، ثم افرجت عنهم في أغسطس من العام الماضي، لكنها ظلت تحتجز ممتلكاتهم التي تقدر بنحو 8 مليون دولار ومعدات الكشف عن الذهب التي طاردتها السلطات المصرية.