حقوقي مصري: هجرة العقول والكفاءات بسبب "وطأة" الخوف والملاحقة
شدد رئيس "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، جمال عيد، على أن الرحيل من مصر يأتي لـ "البحث عن أفق سياسي أرحب لا يسيطر فيه الخوف والتفتيش في الضمائر، وبعيدًا عن القمع والتخوين والملاحقة والتشهير".
وقال عيد في تصريح خاص لـ "قدس برس" اليوم الثلاثاء، إن مؤسسته الحقوقية نشرت شهادات لم يكن الرحيل بالنسبة لأصحابها طوعًا واختيارًا، أو هربًا من قضية سياسية أو بحثًا عن لقمة العيش.
وكانت "الشبكة العربية" (حقوقية غير حكومية)، قد نشرت اليوم تقريرًا موسعًا، رأت فيه أن آلاف المصريين قد اضطروا لمغادرة مصر والخروج منها، تحت وطأة الخوف والبحث عن ملاذ آمن.
وأشارت إلى أن الهجرة من مصر شهدت مرحلتين؛ الأولى وكانت بشكل خافت عقب ثورة 25 يناير، والثانية وقد "ازدادت حدتها" بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013.
ورصدت في تقرير بعنوان "التغريبة الثالثة.. هجرة ورحيل المصريين غير الطوعية للخارج"، شهادات العديد من المواطنين المصريين ممن طالتهم "التغريبة"، من حيث أسبابها والظروف التي اضطرتهم إليها، وظروفهم في المنافي الاختيارية.
وتناول التقرير شهادات 12 من الصحفيين والكتاب والمثقفين الذين اضطروا للخروج من مصر.
ورجح الحقوقي جمال عيد، أن تتعرض "الشبكة العربية الحقوقية" لـ "هجوم عنيف"، في وقت يناقش فيه البرلمان المصري قانونًا جديدًا للجمعيات يتضمن مواد مشددة "تقتل مؤسسات حقوق الإنسان" وفق تعبيره.
ومن الجدير بالذكر أن "التغريبة الثالثة" يُقصد بها الفترة التي أعقبت مجيء نظام 3 يوليو 2013، وشملت هجرة الكفاءات العلمية أو الإعلامية وكانت مزيجا بين أغلب الانتماءات والخلفيات السياسية والوطنية.
أما "التغريبة الأولى"، بحسب الدراسة، فكانت للإخوان المسلمين ومؤيديهم في منتصف الخمسينيات خلال حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، مع تصاعد العداء بين القوميين والاسلاميين.
و"التغريبة الثانية"، من اليسار والقوميين في منتصف السبعينات خلال حكم الرئيس الأسبق أنور السادات مع بدء تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" وتقاربه مع الإسلاميين على حساب القوميين واليساريين.
وأفاد التقرير الحقوقي إلى أن "التغريبة" تمت إلى ممالك وإمارات عربية وأوروبية؛ أهمها السعودية قطر وتركيا ودولًا أوروبية، وأخرى آسيوية.
ــــــــــــــ
من محمد عرفة
تحرير خلدون مظلوم