بوتين يصدر أمرا بخروج روسيا من تحت صلاحيات "الجنائية الدولية"

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أمر يقضي بإيقاف مشاركة روسيا في اتفاقية روما الخاصة بتأسيس المحكمة الجنائية الدولية، ما يعني خروج الأراضي الروسية من تحت صلاحيات المحكمة.

ونشر تلفزيون "روسيا اليوم" المقرب من السلطات الرسمية في موسكو، نص الأمر الذي نشر، اليوم الأربعاء، على البوابة الإلكترونية الرسمية المعنية بنشر التشريعات والمعلومات الحقوقية، الذي يؤكد "أن الرئيس اتخذ هذا القرار استجابة لاقتراح قدمته وزارة العدل الروسية بالتنسيق مع وزارة الخارجية والهيئات المعنية للسلطة التنفيذية، والمحكمة العليا، والنيابة العامة، ولجنة التحقيق الروسية".

وأعطى الرئيس بوتين، وفق ذات المصدر، تعليمات بإبلاغ أمين عام الأمم المتحدة بنية روسيا إيقاف مشاركتها في اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تبناها المؤتمر الدبلوماسي برعاية الأمم المتحدة في روما يوم 17 تموز (يوليو) عام 1998.

وكانت روسيا قد وقعت على هذه الاتفاقية في 13 أيلول (سبتمبر) عام 2000، لكنها لم تصادق عليها حتى الآن.

ودخلت اتفاقية روما حيز التنفيذ في عام 2002، وشكلت الأساس لعمل المحكمة الجنائية الدولية. لكن عددا من الدول لم ينضم إلى هذه الاتفاقية، ومنها الولايات المتحدة والصين وأوكرانيا.

وأشارت "روسيا اليوم" إلى أن قرار بوتين جاء بعد يوم من إدلاء المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بتصريحات أثارت استياء شديدا في موسكو، إذ وصفت بنسودا الأحداث التي أدت إلى انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا بأنها كانت "حربا شنتها روسيا ضد أوكرانيا"، واعتبرت القرم منطقة محتلة.

وذكرت أيضا أن محققي المحكمة يعملون بنشاط من أجل تحديد ما إذا كانت روسيا تتحكم بـ"التشكيلات المسلحة" في جنوب شرق أوكرانيا.

ولم تستبعد بنسودا، وفق "روسيا اليوم"، أن تعتبر المحكمة في أعقاب هذه التحقيقات، أحداث الأزمة الأوكرانية صراعا مسلحا تشارك فيه روسيا.

وكانت أوكرانيا، قد طالبت في أيار (مايو) الماضي المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في ما أسمته المجازر المرتكبة في دونباس، متهمة روسيا وقادة" لوجانسك" و"دونيتسك" الشعبيتين بارتكاب هذه الجرائم.

وتعتبر كييف أن التحقيق في المحكمة الجنائية الدولية سيكون واحدا من أفضل الطرق لضمان محاكمة جميع مرتكبي الجرائم، والاعتراف بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتعويض الضحايا.

وقد أدت الحرب في شرق أوكرانيا إلى مقتل آلاف الأشخاص منذ أن بدأت في ربيع عام 2014.

البداية كانت نهاية العام 2013 باحتجاجات في الميدان الأوروبي في كييف للمطالبة بدخول أوكرانيا إلى الاتحاد الاوربي بعد تعليق حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد.

ازدادت وتيرة هذه الاحتجاجات مع بداية 2014 وأدت إلى مقتل العديد من المحتجين والقوى الحكومية، تأججت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين ابتداءً من يوم 20 شباط (فبراير) 2014

وفي ظل تلك الظروف صوت مجلس النواب الأوكراني على عزل الرئيس يانوكوفيتش في 22 شباط (فبراير).

هذا التغيير في كييف لم يرق لسكان العديد من المناطق في جنوب وشرق البلاد.

وفي يوم 23 شباط (فبراير) وكجزء من نتائج الثورة الأوكرانية ألغي قانون اللغة للأقليات (والذي يشمل الروسية) وتم إعلان اللغة الأوكرانية لغة رسمية وحيدة للبلاد.

فجاء هذا القرار ليصب الزيت على النار في لتلك الأقاليم المستاءة أصلا من التغييرات الحاصلة في عاصمتهم.

وقد رأت تلك الاقاليم وخاصة شبه جزيرة القرم أن خطوة إلغاء قانون اللغات هي دليل على أن المحتجين في كييف يحملون اجندة معادية لروسيا ولهم توجه عنصري.

في 16 آذار (مارس)، أُجري استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا الاتحادية، جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانضمام لروسيا بنسبة 95%.

مواضيع ذات صلة
العاهل السعودي يصدر أمرا ملكيا بإنشاء هيئة "للأمن السيبراني"
أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا، مساء اليوم الثلاثاء، بإنشاء "الهيئة الوطنية للأمن السيبراني". كما جاء...
2017-10-31 21:31:11
القدس .. الاحتلال يصدر أمرا بهدم مسجد ومنزل بـ "سلوان"
أصدرت بلدية الاحتلال، اليوم الاثنين، أمر هدم لمسجد ومنزل في بلدة "سلوان" جنوب القدس المحتلة، بدعوى البناء غير المرخص. وألصقت سلطا...
2020-09-14 14:43:43
غليون: لا أمل في حل أزمة سورية سوى بخروج الأسد
اعتبر الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، أن رئيس بلاده بشار الأسد "نسف في خطابه الأخير أي أمل بالحل السياسي ...
2015-08-27 10:04:48