الغموض يُخيّم على مستقبل الحلّ السياسي في ليبيا

وموسكو ترفض تسليح جيش حفتر

يخيّم الانتظار على المشهد السياسي الليبي، لمعرفة توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وما إذا كانت ستراهن عن حلفائها الأوروبيين لدعم خطة الأمم المتحدة في ليبيا، أم أنها ستراهن على خيار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المنحاز لخيار اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.

وينظر الكاتب والمحلل السياسي الليبي صلاح البكوش في حديث مع "قدس برس"، إلى أن "زيارة قائد الجيش الليبي خليفة حفتر إلى العاصمة الروسية موسكو، تأتي في سياق السعي لفك عزلته الدولية، والبحث عن خيارات لتسليح جيشه في مواجهة حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا".

واستبعد البكوش أن تمتد اليد الروسية إلى ليبيا، وقال: "لا أعتقد أن روسيا في وارد أن تجتاح ليبيا، لأن ليبيا ليست من مناطق النفوذ الروسي، ولا أعتقد أن أوروبا ستسمح بذلك".

وأضاف: "أعتقد أن الأمر في ليبيا سيظل يراوح مكانه في انتظار اتضاح توجهات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، والتي ستركز على محاربة الإرهاب وعلى دعم الاستقرار".

وأضاف: "الأمريكيون يرون ما يحدث في مصر، ويعرفون من يحارب داعش في ليبيا، إذ في الوقت الذي تخوض فيه قوات البنيان المرصوص حربها لتطهير سرت من داعش، كان هم حفتر السيطرة على الموانئ النفطية".

على صعيد آخر استبعد البكوش أن تدخل الجزائر طرفا في النزاع الليبي الداخلي لجهة تسليح جيش حفتر، وقال: "الجزائر حذرة في تعاملها مع الشأن الليبي، وهي معنية بخلق توازن مع مصر، وليست معنية بمناصرة جهة على حساب أخرى في ليبيا".

وحول موقف رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، قال البكوش: "السراج وحكومة الوفاق يعملون على تحريك الملف الاقتصادي الداخلي أولا من أجل التخفيف على حكومة الوفاق والتقدم إلى الأمام، في انتظار اتضاح صورة الموقف الأمريكي"، على حد تعبيره.

وكان القائد العام للقوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة، المشير خليفة حفتر، قد بدأ أمس الأحد، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، يلتقي خلالها بوزيري الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، والخارجية الروسية سيرجي لافروف، ومجلس الأمن القومي، لمناقشة الأوضاع الليبية الراهنة وبحث القضايا المشتركة لتعزيز الاستقرار والتعاون بين الدولتين.

ونقل تلفزيون "روسيا اليوم" عن السفير الروسي في ليبيا، إيفان مولوتكوف تأكيده أن حفتر ناقش مع المسؤولين الروس مسألة توريد الأسلحة الروسية إلى ليبيا، مشددا في الوقت نفسه على أن موسكو لن تورد أي أسلحة إلى ليبيا، قبل رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي أو تخفيفه على الأقل.

من جهة أخرى استقبل الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال أمس الأحد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى، وتناول معه الوضع السياسي والأمني في ليبيا على ضوء الحوار الوطني ما بين الليبيين".

وتأتي زيارة صالح إلى الجزائر في ظل أنباء عن جهود جزائرية لدفع الفرقاء الليبيين إلى المصالحة الوطنية.

يذكر أن ليبيا فيها ثلاثة حكومات، يعترف المجتمع الدولي بواحدة منها فقط هي حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وهي الحكومة الناجمة عن اتفاق الصخيرات في 17 من كانون أول (ديسمبر) الماضي.

مواضيع ذات صلة
تعويضات "متقاعدي الأونروا" المحجوزة في المصارف اللبنانية.. ما الحلّ؟
لا يزال اللبنانيون يعانون من تبعات احتجاز أموالهم في المصارف اللبنانية، رغم تصاعد الاحتجاجات على تردي الظروف المعيشية والاقتصادية ...
2021-10-23 13:19:33
استمرار الغموض حول مصير وساطة الأمم المتحدة في ليبيا
تتجه أنظار الليبيين مجددا إلى منتجع الصخيرات في المغرب، بعد أن أعلن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ل...
2015-10-07 12:33:55
الغموض يلف مصير إدارة المنشآت النفطية في ليبيا
لازال الغموض يلف مصير منطقة الهلال النفطي في ليبيا، بعد سيطرة قوات الجيش الليبي الموالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر عليها. ...
2016-09-14 10:45:54