نساء غزة يزاحمن الرجال على مهنة "المخترة"

لطالما ظلت مهنة المختار على طوال السنوات الماضية حكرًا على الرجال من خلال عملهم في الإصلاح بين الناس وحل مشاكلهم، إلا أن الواقع الاجتماعي فرض مؤخرا دخول النساء على هذه المهنة بقوة كون أن بعض تلك الاشكاليات تكون المرأة طرفا فيها.

يقول حسني المُغني، رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر (مؤسسة تابعة للرئاسة الفلسطينية)، إن فكرة دخول النسوة إلى العمل العشائري الاجتماعي طرحت قبل ثلاث سنوات، مؤكدًا أن وجود النساء أمر مهم في هذه المهنة.

ويضيف المختار المُغني، في حديث لـ "قدس برس"، "بعض الأمور لا تستطيع المرأة أن تبوح إلا لمن هي مثلها؛ خاصة في الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية، والنساء أكثر دراية في أمور المرأة".

ويشير في هذا الصدد أنه تم تشكيل مجموعة تقارب حوالي 20 مختارة وألحقن بدورات تثقيفية وعشائرية، مبينًا أن هناك الآن خمس نساء في العمل العشائري، ويمارسن عمل الإصلاح بين الناس على الأرض.

ويتابع حديثه: "النساء اللواتي التحقن بالصلح العشائري يقمن بعمل شاق ومضني وأخلاقي في سبيل إصلاح ذات البين والحفاظ على النسيج الاجتماعي وبنية الأسرة وحمايتها من التفكك".

ويشدد المختار المُنغي، على أنه لا يوجد أي تعارض بين عمل الرجال والنساء في المجال العشائري "بل هو عمل تكاملي، وهناك تفاهم كبير بحيث يتم تقديم كل الدعم لتذليل الصعاب"، مؤكدًا أن ظروف قطاع غزة (أثار الحروب والحصار) خلفت مشاكل اجتماعية كبيرة.

ويستطرد: "ما تعرض له المجتمع الفلسطيني من غزو ثقافي من خلال المسلسلات المدبلجة ودخول الإنترنت إلى كل بيت، جعل المجتمع عرضة للكثير من المشاكل الاجتماعية من زواج وطلاق وميراث) والعائلية الكبيرة والعلاقات غير الشرعية".

وأوضحت "المختارة" رضا حسونة (62 عامًا)، أنها تعمل في مجال الإصلاح منذ سنوات طويلة، "ولكن بشكل عائلي واجتماعي، وبدأت بشكل رسمي بعد عدة دورات قانونية واجتماعية، واندمجت مؤخرًا في الهيئة العليا لشؤون العشائر".

وأضافت في حديثها لـ "قدس برس"، "نعمل على الحل الرضائي والإصلاح الاجتماعي، وحققنا انجازات كبيرة خلال السنوات الماضية واستطعنا أن نحمي بيوت وأسر من التفكك، (...) الشرطة والنيابة تحيل لنا قضايا قبل البت بها ونقوم بالإصلاح فيها وتسقط من عند الشرطة".

متابعة: "بعد الحروب الثلاثة التي تعرض لها قطاع غزة والحصار المشدد وارتفاع معدلات البطالة، زادت حدة المشاكل وزاد ظلم المرأة من أهلها وكذلك ظلمها لغيرها، لذلك كان يجب أن نتدخل ونساعد من خلال تقريب وجهات النظر والإصلاح".

ورأت أن كلمة السر في نجاح النساء في العمل العشائري كانت "أن المرأة لا يمكنها أن تبوح بسرها إلا لامرأة"، موضحة أنهن يستعن بالكثير من الاستشارات القانونية وكذلك معرف العادات والتقاليد.

وأكدت المختارة سمية الحنفي (50 عامًا)، أن دورها "تثقيفي للمرأة، بحيث تعرف حقوقها وواجباتها قبل أن تدخل في المشاكل العائلية".

وقالت الحنفي لـ "قدس برس"، إن الدافع لديها للعمل كمختارة ومصلحة اجتماعية هو قربها من الفتيات، كونها تعمل محفظة قرآن كريم ومعرفتها الجيدة بحقيقة هذه المشاكل.

وبينت: "حصلت على الكثير من الدورات القانونية التي أهلتني لكي أقوم بهذا الدور"، مشيرة إلى أن طبيعتها كامرأة جعلتها تصل إلى حقيقة الأمور دون أي زيادة أو نقصان "كون أن المرأة تفضل أن تبوح بأسرارها لمن تثق بها من جنسها التي لا يمكن أن تبوح بها للآخرين مما يؤهلني لمعرفة حقيقة المشكلة وعلاجها".

ــــــــــــــ

من عبد الغني الشامي
تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
رنيم الصفدي .. فلسطينينة تغزو حِرف الرجال وتمتهن الحدادة
على الرغم من مشاقها وصعوبة العمل فيها، تواصل سيدة فلسطينية من قرية "عوريف" جنوبي مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، ممارسة مهنة الح...
2016-10-19 15:52:45
المغني الجزائري الشاب خالد يحيي حفلا فنيا في جدة بحضور الرجال فقط
نشر الفنان الجزائري المثير للجدل، الشاب خالد عبر صفحته على "إنستغرام"، صورة له من المسجد الحرام رفقة المخرج الكويتي يعقوب المهنا، ...
2017-12-14 13:39:26
الاحتلال يقرر منع الرجال دون سن الـ50 من أداء صلاة الجمعة المقبلة في المسجد الأقصى
أعلن ما يسمى منسق أعمال حكومة الاحتلال، مساء الثلاثاء، عدم السماح للرجال دون 50 عاما من أداء صلاة الجمعة المقبلة في المسجد الأقصى....
2022-04-05 19:52:59