كيري في السعودية في مسعى أخير لبحث سبل حل الأزمة في اليمن

والحكومة اليمنية تطالب بضمانات في جدية الحوثيين وصالح للسلام

استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الأحد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي يزور السعودية في إطار مسعى أخير قبل نهاية مهته على رأس الحارجية الأمريكية، لحل الأزمة في اليمن. 

وذكرت وكالة الأنباء السعودية، التي أوردت الخبر، أنه تم خلال اللقاء، الذي جرى في قصر اليمامة بالرياض، بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، إضافة إلى استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، من دون أية تفاصيل إضافية.

وقد حضر اللقاء، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، والسفير الأمريكي لدى المملكة جوزيف ويستفول.

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد كشف النقاب في وقت سابق عن أنه سلم الأمم المتحدة مقترحًا لخارطة طريق لحل الأزمة في البلاد، وأنه ينتظر الرد على ذلك.

جاء ذلك خلال لقاء هادي، أمس السبت، في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد، قيادات تكتل أحزاب اللقاء المشترك (يضم 6 أحزاب إسلامية وقومية ويسارية)، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

وأضاف هادي: "سلمنا المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خارطة طريق تستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار، وقرار 2216، وسلمناها أيضًا لكافة سفراء الدول الراعية الـ 18".

وتابع: "مازلنا ننتظر الرد من قبل المبعوث الأممي حول ذلك".

ولم يذكر هادي تاريخ تسليم المقترح للمبعوث الأممي، غير أن الرجلين اجتمعا في عدن يوم الخامس من كانون أول (ديسمبر) الجاري.

وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي قد التقى أمس السبت في الرياض مساعدة وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن المخلافي إعرابه عن تقدير اليمن للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الامريكية، في سبيل التوصل لمخرج سلمي وحل مستدام وعادل للصراع في اليمن.

وقال إن: "الحكومة تعاطت بشكل ايجابي مع كل جهود السلام وجهود المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ وشاركت في مشاورات السلام المتعددة، ولكن الانقلابيين المدعومين من ايران استهانوا بكل هذه الجهود ولَم يقدموا اي مؤشرات حقيقية لرغبتهم في وقف إطلاق النار وانهاء الانقلاب او الانسحاب وتسليم السلاح في كل المراحل بما في ذلك مراحل الاتفاق على وقف إطلاق النار".

وأضاف المخلافي: "إن الانقلابيين لم يلتزموا بجميع المتطلبات ومنها تنفيذ الاتفاق للمشاركة في لجنة التهدئة والتنسيق وعدم التزام ممثليهم بالحضور إلى ظهران الجنوب وإظهار جدية في الرغبة في تحقيق السلام والافراج عن المعتقلين".

ولفت الانتباه الى أن "عملية الخطف لازالت تتوسع وتصعد الميليشيا من وتيرة الحرب وأعمال الاختطاف والتعذيب ومحاولة فرض سلطة الامر الواقع بتشكيل حكومة غير شرعية، وهو ما يتطلب بأن تكون هناك ضمانات قوية وفعلية للتثبت من جدية الطرف الاخر في السلام واستعداده لسلام حقيقي ومستدام يبدأ بالانسحاب وتسليم السلاح والغاء المليشيا التي تهدد اليمنيين وجيران اليمن".

ونقلت ذات المصادر عن مساعدة وزير الخارجية الامريكي تأكيدها أهمية اعداد وتدريب لجان التهدئة المكلفة بالاشراف على أي وقف مرتقب لإطلاق النار وتواجد جميع الأطراف في مقر اللجنة في ظهران الجنوب وتحقيق السلام المبني على اتفاق دائم وشامل في اليمن .

وأشارت الى اهتمام الولايات المتحدة بأن يتمكن البنك المركزي في عدن من إنجاز أعماله وصرف مرتبات موظفي الحكومة للتخفيف من معاناة المواطنين وصرف الاعانات للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد، وان الولايات المتحدة ستقدم للحكومة اليمنية كل الدعم في إطار المؤسسات الدولية ومع الدول المانحة لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني.

وفي تشرين أول (أكتوبر) الماضي قدم ولد الشيخ خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية بطريقة سلمية، غير أن الحكومة رفضتها مرارًا، وقالت إنها تكافئ الانقلابيين وتشرعن لانقلابهم، في حين وافق الحوثيون وحلفاؤهم على الخارطة بشكل مبدئي وقالوا إنها تمثل أرضية للنقاش.

ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، مخلّفة أوضاعاً إنسانية صعبة.

وتقود السعودية منذ 26 آذار (مارس) 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس هادي، بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس السابق".

مواضيع ذات صلة
مسعى أممي جديد لبحث سبل تفعيل الحل السياسي لأزمة "الصحراء الغربية"
استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أمس الثلاثاء بالقصر الملكي بالرباط، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى ال...
2017-10-18 08:46:03
الرئيس البشير إلى السعودية في مسعى لنزع فتيل الأزمة الخليجية
توجه الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض، لبحث دعم مبادرة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر ا...
2017-06-19 10:56:39
لقاء بين كيري ولافروف في جينيف بعد غد الجمعة لبحث الأزمة في سورية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأمريكي جون كيري بجنيف بعد غد الجمعة، وأن اللقاء سيبحث الأزمة في...
2016-08-24 10:48:04