"جبل المكبر".. تميّزت بعمليات فردية أوقعت 22 قتيلًا إسرائيليًا

بلدة فلسطينية تقع جنوب شرق القدس المحتلة وتتعرض منذ 2008- 2016 لإجراءات إسرائيلية تصعيدية

تشهد بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس المحتلة، منذ الأحد الماضي، إجراءات إسرائيلية تصعيدية؛ إغلاقات وتضييق ومخالفات وتسليم أوامر هدم لعشرات المنازل، كعقاب جماعي يتّبعه الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة القدس (مطلع تشرين أول/ أكتوبر 2015).

ومنذ الإعلان عن هوية منفّذ عملية الدّهس قرب مستوطنة "أرمون هنتسيف" (مُقامة على أراضي جبل المكبر)، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة 15 آخرين، حتى أعلن الاحتلال عن سلسلة من الإجراءات ضد "المكبّر وأبنائها".

رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيشه، زارا المكان وتفقّدا الجنود، واطّلعا على ما جرى خلال العملية التي صُعق الإسرائيليون منها، فكيف لـ 300 جندي مسلح أن يهربوا ولا يتم إطلاق النار على المنفّذ بشكل فوري؛ قبل أن يُطلق مستوطن تواجد في المكان النار على المنفذ وتبعه اثنان من الجنود، حتى استشهد الشاب (ابن جبل المكبر) فادي قنبر (28 عامًا).

ورأى عضو لجنة الدفاع عن أراضي بلدة جبل المكبر، سليمان شقيرات، أن إجراءات الاحتلال "جزء من سياسة ممنهجة لدى الحكومة الإسرائيلية اليمينة المتطرفة"، من خلال ممارسة العقوبات الجماعية.

وقال في حديث لـ "قدس برس"، إن التضييق على شرقي القدس المحتلة "ليس جديدًا، فسياسة الهدم ثابتة إمّا تحت ذريعة عدم الترخيص، أو الحجة الأخرى، وهي تنفيذ عمليات ضد إسرائيل".

وأوضح شقيرات "من الطبيعي أن تجد رد الفعل على الظلم والانتهاكات التي تُمارس ضد أبناء شعبنا الفلسطيني؛ الاعتقالات والهدم والمخالفات وفرض الضرائب ومصادرة الأرض، وكل ذلك يؤدي إلى حالة من الانتقام".

وأشار إلى أن القدس "تتعرض لحالة خنق مع استمرار التوسع في بناء جدار الفصل العنصري، ما يُفاقم معاناتها الاقتصادية جراء الأوضاع الأمنية والسياسية والإغلاقات، واستمرار الاحتلال بممارسة العنف والقوة لتثبيت بقائه، ما يترتّب عليه ردود فعل غاضبة".

وشدد الناشط الفلسطيني على أن "جوهر السياسة الإسرائيلية وهدفها الرئيس شرق القدس، تضييق الخناق على المقدسيين لدفعهم على الرحيل خارج نطاق الجدار".

متسائلاً: "ما ذنب 12 فردًا من عائلة الشهيد قنبر وسحب إقاماتهم، وما ذنب هؤلاء الناس الذي أُخطروا بهدم منازلهم المجاورة لمنزل الشهيد؟!، مستدركًا: "وتلك عقوبات جماعية ومن الطبيعي أن الضغط يولد الانفجار".

وتابع: "الهدف بات واضحًا للجميع وعلى الملأ، وهو تقليص عدد سكان القدس من الفلسطينيين، وإحلال أكبر عدد من المستوطنين مكانهم، ضمن ما يسمى بـالقدس الموحّدة، ليصل عدد المقدسيين إلى 12 بالمائة فقط".

 

"أبناء المكبّر" نفذوا عمليات نوعية قتلت 22 إسرائيليًا

أسماء شهداء من "المكبر" لمعت عملياتهم الفدائية في القدس، وسجّلت ما لا يقل عن 22 قتيلاً؛ ما بين جندي ومستوطن، ابتداءً بعملية الشهيد علاء أبو دهيم (2008)، وانتهاء بعملية الشهيد فادي قنبر الأخيرة (2016)، ولا يُمكن أن نغض الطرف عن عمليات الشهداء عدي وغسان أبو جمل ومحمد جعابيص (2014)، وعلاء أبو جمل (2015)، وبهاء عليان والأسير بلال غانم (2015).

ورأى المحلل السياسي، ياسين عز الدين، أن ما يميز بلدة جبل المكبر العمليات الفردية والنوعية التي نفّذها شبانها، "والتي أوقعت ما لا يقل عن 22 قتيلًا، ومُصابين بالمئات".

ولفت إلى أن بلدة جبل المكبر "شاركت في المقاومة الشعبية بفاعلية، خلال انتفاضة القدس وقبلها في انتفاضة أبو خضير، واستهدفت بشكل متكرر مستوطنة أرمون هنتسيف المُقامة على أراضيها".

وأضاف عز الدين في حديث لـ "قدس برس"، أن عملية الشهيد قنبر لها خصوصية نادرًا ما نجدها في عمليات أخرى، بـ "إحراجها لجيش الاحتلال"، مظهرة إياه بمظهر "العاجز" عن حماية نفسه، وجميع القتلى والجرحى في تلك العملية من الجنود.

وبيّن أن تصوير العملية بمقطع فيديو انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي "زاد الطين بلة، فهذا يؤثر على معنويات المستوطنين، كما يساهم بتشجيعهم على الهجرة من فلسطين بشكل غير مباشر، ويردع يهود الخارج من القدوم إليها، لما رأوا من هشاشة الوضع في القدس؛ العاصمة المزعومة لإسرائيل".

ويؤكّد عز الدين أن العملية الناجحة التي تُسقط عددًا من القتلى الإسرائيليين، "فإنها تشجع الشبان الفلسطينيين على تنفيذ عمليات أخرى وتقليدها، كما تشجعهم على الانخراط بأشكال المقاومة الشعبية المختلفة".

واعتبر أن عمليات أبناء "جبل المكبر" الفردية كانت أغلبها "نوعية"، وتمثل محطات هامة في انتفاضة القدس وقبلها، وهذا ما يفسر ردة فعل الاحتلال العنيفة تجاه البلدة.

وذكر أن الاحتلال يعتمد سياسة فرض العقوبات الجماعية من أجل ردع أي منفذ محتمل، و"ابتزاز" المقاومين من خلال إيذاء أهاليهم وسحب إقاماتهم وهدم منازلهم.

يُشار إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين قد بلغ منذ عام 2012 حتى اليوم، 75 قتيلًا من الجنود والمستوطنين (دون احتساب قطاع غزة وعمليات المقاومة فيه) ومن بينهم 14 قُتلوا في عمليات نفّذها "أبناء المكبر".

وأدت عملية الشهيد علاء أبو دهيم عام 2008؛ وحدها، إلى مقتل ثمانية إسرائيليين، ليرتفع العدد إلى 22 قتيلاً.

ــــــــــــــ

من فاطمة أبو سبيتان

تحرير خلدون مظلوم

 

مواضيع ذات صلة
هدوء حذر في مخيم "عين الحلوة" بعد اشتباكات أوقعت قتيلين
يسود الهدوء الحذر، صباح اليوم السبت، مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا (جنوب لبنان)، غداة اشتباكات وقعت بين قوات أ...
2017-08-19 07:55:07
الإعلام العبري: مقتل 33 إسرائيليًا وجرح المئات بعمليات طعن ودهس
قالت مصادر إعلامية عبرية إن 33 مستوطنًا وجنديًا إسرائيليًا قتلوا، وأصيب نحو 321 آخرين، منذ انطلاق موجة عمليات الدهس والطعن مطلع تش...
2016-03-04 17:52:59
السيسي: حادثة قتل ريجيني "فردية" هدفها ضرب اقتصاد مصر
وصف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، واقعة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر مطلع شباط/ فبراير الماضي، بأنها "حادث فردي"، ...
2016-03-16 12:27:33