محلل سياسي: تقارب عربي ـ أمريكي لدعم العبادي وعزل إيران في العراق

كشفت مصادر عراقية مطلعة النقاب عن أن السعودية ومعها 3 دول عربية تسعى لقيادة توجه جديد في العراق، منطلقه إعادة فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية مع إيران، وهدفه الضغط من أجل تخفيض النفوذ الإيراني في العراق.

وذكر الكاتب والمحلل السياسي العراقي هارون محمد في حديث مع "قدس برس"، أن هذا التوجه العربي، الذي تقوده السعودية وتنخرط فيه الإمارات وقطر والأردن، ينسجم مع توجهات الإدارة الأمريكية، التي تعمل من أجل التقليل من نفوذ إيران في العراق.

وأضاف: "لقد لاحظت الإدارة الأمريكية الجديدة أن أغلب الدول العربية لا تتعاطى مع حكومة حيدر العبادي، على الرغم من أن واشنطن تعتقد أن العبادي أهدأ سياسيا وأخف طائفيا من نوري المالكي، ويمكن أن يصبح شريكا متعاونا مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الإيراني".

وأشار محمد إلى أن واشنطن طلبت من العبادي أن يقوم بجولة عربية يبدأها بالرياض، وأشار إلى أن العبادي أبدى استعداده للقيام بهذه الجولة، لكنه ديبلوماسيا رأى أن يأتي مسؤول سعودي إلى العراق حتى يمكن لهذا المسؤول أن يوجه له الدعوة، وقد حصل ذلك بالفعل أثناء زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد الشهر الماضي.

وأضاف: "الرائج الآن أن جولة العبادي العربية ستتم نهاية الشهر الجاري أو مطلع نيسان (أبريل) المقبل".

وأشار محمد أيضا إلى إلى أن تركيا استضافت اجتماعا لعدد من الشخصيات السنية العراقية، وهم 24 شخصية سنية من داخل العراق، اجتمعوا في أنقرة، وانتخبوا لجنة تنفيذية وأخرى إدارية مقرها في بغداد.

وأضاف محمد: "في هذا المؤتمر أبدت الدول الخمس العربية الأربعة مع تركيا أنها تحث هذه الشخصيات على العمل بفعالية خلال المرحلة المقبلة، وقد أبدت هذه الأطراف استعدادها لإعمار المحافظات السنية المنطوبة، التي احتلتها عناصر داعش، والعمل على إعادة النازحين وتوفير البنية التحتية لهم، والانتعاش الاقتصادي، لأنها تعرف أن حكومة العبادي تعاني من عجز مالي بسبب تراجع أسعار النفط، وغير قادرة على مواجهة احتياجات الموصل ولا الأنبار ولا صلاح الدين ولا ديالى ولا غيرها".

وتابع: "ومن اشتراكات هذه الدول على المجتمعين أن معارضة حيدر العبادي تصب في النهاية في مصلحة نوري المالكي وإيران".

وأشار إلى أن وجود مؤشرات لدى هذه الدول أن العبادي له توجهات غير طائفية وغير موالية لإيران، ولكنه بحاجة لدعم السنة في المرحلة التي ستعقب مرحلة تحرير الموصل".

ولفت محمد الانتباه إلى أن هذه التوجهات تواجه بحملة شرسة من حزب الدعوة وأتباع إيران في العراق، وأن هناك هجوما على السعودية وقطر والإمارات، حتى أن بعض الأطراف طالبت بالتحقيق مع عدد من النواب من أمثال سالم الجبوري ومحمد الكريبي وأحمد المساري وأسامة النجيفي، في محاولة لمنع الدول العربية من القيام بذلك".

وأضاف: "هذا التوجه ينسجم مع الرؤية الأمريكية التي طرحها ترامب لعزل إيران إقليميا، وتنسجم أيضا مع فحوى اللقاء الذي جمع بين ترامب وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وجرى الحديث بينهما علنا عن مخاطر النفوذ الإيراني في المنطقة، وتنسجم أيضا مع المعلومات التي تحدث عنها العبادي أمس الثلاثاء في معهد السلام الأمريكي بواشنطن عن أن عناصر في فصائل الحشد الشعبي ارتكبت أعمال قتل وسرقة ونهب، وقد ووجهت هذه الآراء بتصريحات غاضبة، والشيعة ينتظرون عودة العبادي، الذي أصدره مكتبه اليوم بيانا تحدث فيه عن خلل في الترجمة".

وأكد محمد أن "الدعم الدعم الأمريكي للعبادي مشروط أيضا بالعمل على تقليص النفوذ الإيراني في العراق، وحل المليشيات الشيعية التي تأتمر عسكريا بأوامر قاسم سليماني، وفقهيا وعقائديا بتوجيهات علي خامنئي".

وأضاف: "وهذه  الشروط تتفق أيضا مع الشروط العربية والتركية"، على حد تعبيره.

وكان البيان الختامي للاجتماع الذي انعقد لبعض القوى السنية العراقية في العاصمة التركية أنقرة، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بحضور العديد من الشخصيات السياسية العراقية والعالمية، أكد على "وحدة وأمن واستقرار العراق ورفض أي صيغة أو محاولة لتقسيم العراق أرضا وشعبا".

وزار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نهاية شباط (فبراير) الماضي، العاصمة العراقية بغداد، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي رفيع المستوى.

وتشهد العلاقة بين العراق والسعودية توتراً بعد تقديم بغداد طلبا في آب (أغسطس) الماضي، للرياض، لإستبدال سفيرها ثامر السبهان، على خلفية اتهامه من قبل بغداد بـ"تدخله في الشأن الداخلي العراقي".

ووجّه الجبير، في وقت سابق، انتقادات لاذعة لـ"الحشد الشعبي"(مليشيا شيعية تابعة للحكومة العراقية)، واتهمه بالولاء لإيران، وهو ما أثار حفيظة بغداد، الذي اعتبرت تصريحات الأخير تدخلا "سافرا" في شؤونها الداخلية.

وتختلف وجهات نظر الحكومة العراقية إزاء المواقف التي تتبناها السعودية حيال الأزمة السورية واليمنية، وتتبنى بغداد مبدأ الحل السلمي للأزمتين بعيدا عن التدخل الإقليمي.

وينظر المراقبون إلى أن تعاقب زيارتي ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى واشنطن في أقل من شهر، لم يكن من قبيل الصدفة، بل يعتبر مؤشرا على محاولات التقارب السعودي ـ الأمريكي من العراق.

مواضيع ذات صلة
قيادي إسلامي جزائري ينتقد تقارب حكومة بلاده مع إيران
استغرب رئيس "جبهة العدالة والتنمية" الجزائري (حزب إسلامي معارض) الشيخ سعد عبد الله جاب الله، التصريحات المنسوبة لوزير ا...
2017-03-28 12:33:10
ليبيا.. محلل سياسي يدعو "حكومة الوفاق" لدعم أقوى "للبنيان المرصوص" في "سرت"
رأى مدير "المركز الليبي للبحوث والتنمية" السنوسي بسيكري، "أن دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا لعملية البنيان المرصوص الجارية ضد تن...
2016-06-12 11:17:05
محلل عراقي: العبادي الأوفر حظا لرئاسة الحكومة
أثار تصدر قائمة "سائرون" بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للانتخابات البرلمانية، وتراجع قائمتي "النصر" و"ائتلاف دولة القانون...
2018-05-14 13:32:22