خبراء عرب يستبعدون حصول أي اختراق في العلاقات العربية ـ الإيرانية
حضر ملف العلاقات العربية ـ الإيرانية بقوة ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرون للقمة العربية التي تستضيفها منطقة البحر الميت بالأردن.
وقد اعتبر مراقبون للعلاقات العربية ـ الإيرانية أن كلمة أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في القمة العربية المنعقدوة اليوم الاربعاء في منطقة البحر الميت بالأردن، والتي أكد فيها على أهمية استمرار المشاورات والحوار البناء مع دول الجوار لتحقيق الأمن والاستقرار، هي الرسالة الأبرز، التي تتمسك بالحوار سبيلا لحل الخلافات العربية مع إيران.
ووصف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة القطرية الدكتور محمد المسفر في تصريحات لـ “قدس برس”، حديث أمير دولة الكويت عن العلاقة مع إيران، بأنه “ديبلوماسي ولا يمكنه أن يتحول إلى واقع بالنظر إلى حجم الجرح الغائر في جسم العلاقات بين طهران وباقي العواصم العربية”.
وقال المسفر: “خطابات أمير دولة الكويت توفيقية في غالبها، ولذلك حديثه عن العلاقة مع إيران ليس جديدا، لكن الأمور على الأرض تبدو أكثر تعقيدا مما تبدو في الظاهر، على الرغم من محاولات كل من الكويت وسلطنة عمان التوسط لتذويب الخلافات العربية ـ الإيرانية”.
وأشار المسفر إلى أن إيران مازالت كتائبها في سورية والعراق، ومازالت ترفض التعاطي مع أي حل بالنسبة للجزر الإماراتية لا عبر التفاوض ولا التوسط ولا التحكيم الدولي، كما لم تكف إيران عن الحديث عن تبعية البحرين لها، ولها خلايا إعلامية في بغداد وبيروت وطهران مكلفين بذلك، وأيضا بالوضع في اليمن”.
وأكد المسفر أن المطلوب في أي حوار بناء أن يكون لدى أطرافه الاستعداد وحسن النية، وهو أمر قال بأنه غير متوفر لدى إيران حتى اللحظة.
وأضاف: “المطلوب من إيران أن تعتذر للسعودية وللعالم العربي، وأن توقف تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولا أعتقد أنها في وارجد أن تسمع لخطابات حسن النوايا التي برزت في خطاب أمير الكويت اليوم”، على حد تعبيره.
من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي العراقي هارون محمد، أنه على الرغم من منطلق حسن النية الذي يقف خلف خطاب أمير دولة الكويت بالنسبة للعلاقة مع إيران، فإن ذلك لن ينفع في إعادة تفعيل العلاقات العربية ـ الإيرانية.
وأضاف: “من المعروف أن الكويت كانت دائما تحافظ على علاقات إيجابية مع إيران لوجود جالية إيرانية كبيرة في الكويت وماسكة للمال والشركات، وهذه منذ عهد الشاه، لذلك لا بأس أن تلعب الكويت مثل هذا الدور”.
وأشار محمد إلى أن السؤال الأهم هو: “هل أن إيران على استعداد للتوافق مع جيرانها العرب؟”
وقال: “الوقائع تشير إلى أن إيران ليست في وارد الحوار مع العرب، بل هي تتدخل في الشؤون العربية أكثر من أي وقت مضى، وتسعى لإقامة الهلال الشيعي مع العراق وسورية ولبنان وصولا إلى البحر الابيض المتوسط، بالاضافة لدورها في اليمن وتدخلاتها المكشوفة في البحرين، هذه كلها دلائل تؤكد أن المشروع الإيراني مستمر، وبالتالي من الصعب على الكويت وغيرها أن تلعب دورا وسيطا للمصالحة مع إيران”.
وقلل هارون محمد من أهمية الحديث عن وجود انقسام عربي في الموقف من إيران، وقال: “أعتقد أن البلدين الوحيدين، اللذين يقيمان علاقات تعاون وثيقة مع إيران هما سورية والعراق، وباتلنسبة للعراق هناك مؤشرات في المرحلة المقبلة أن بغداد قد لا تسمح بالتدخل الايراني أن يمون ويستمر كما هو في سورية ولبنان”.
وأضاف: “هناكط تقارير ومعلومات تتحدث عن أن واشنطن أبلغت العبادي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، بأنها لن تسمح باستمرار النفوذ الإيراني في العراق، وقد أشار العبادي نفسه إلى أن القوات الأمريكية الموجودة في العراق ستستمر في الوجود حتى بعد تحرير الموصل من داعش، وهذه رسالة إلى أن هدف وجودها هو النفوذ الإيران في العراق”.
واستبعد هارون محمد أن تنجح إيران في مد جسور التواصل والتعاون مع الدول العربية، ما لم تتجاوب مع المطالب العربية الرئيسية، وعلىة رأسها سحب تدخلها في شؤون الدول العربية”، وفق تعبيره.
ومثلت العلاقات مع إيران واحدة من أهم ملفات القمة العربية المنعقدة الايوم الاربعاء في الأردن، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والنزاعات العربية الموجودة في سورية واليمن وليبيا.