المصالحة الفلسطينية بين الحوارات الثُنائية والإطار الوطني المفتوح

ما إن أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تشكيل وفد من اللجنة المركزية لحركة "فتح" للذهاب إلى غزة للحوار مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ حتى بادرت الأخيرة برغبتها في أن تكون هذه الحوارات في "الإطار الوطني المفتوح وليست حوارت ثنائية"، وهو ما رحبت به الفصائل الفلسطينية، واحجمت "فتح" عن الحديث حوله، مؤكدة سعيها لتحقيق الوحدة الوطنية.

وأكد القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، ضرورة أن تكون لقاءاتهم مع وفد اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بحضور كافة الفصائل الفلسطينية.

وأشار رضوان في حديث لـ "قدس برس" حول الموضوع، إلى أنه لا بُد أن تكون لقاءات المصالحة مع وفد "فتح" في الإطار الوطني العام.

وتابع: "نرغب بمشاركة الفصائل الفلسطينية في هذه اللقاءات واطلاعها، كي تكون مشاركة وشاهدة على مدى التزام الطرفين في تطبيق اتفاق المصالحة، وللمساعدة في تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام".

في السياق ذاته، رفض نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، فايز أبو عيطة، الحديث عن هذا الأمر، متهمًا حركة حماس بشن "حملة تحريضية" على وفد مركزية "فتح" القادم إلى غزة.

وقال أبو عيطة في حديث لـ "قدس برس" اليوم الأحد، إن "فتح" تُصر على إنجاز المصالحة الوطنية مع "حماس"، وأن مهمة وفد اللجنة المركزية للحركة، هي استعادة الوحدة، رغم كل المعيقات التي توضع أمام حركته.

واتهم حركة حماس، بأنها "تبث رسائل سلبية، وتُشرف على حملة تحريضية ضد وفد فتح في الآونة الأخيرة"، داعيًا حماس "بالتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الوفد الفتحاوي، والكف عن الممارسات التي من شأنها أن تفشل محاولات إنجاز المصالحة قبل أن تبدأ".

بدوره، عبر القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش، عن تأييده لأن تكون لقاءات المصالحة الفلسطينية "وطنية وليست ثنائية".

 وذكر سكرتير لجنة القوى الوطنية والإسلامية، في حديثه لـ "قدس برس"، أن الفصائل يجب أن تكون شاهدة "ليس رغبة أو فضولاً منا بالحضور، ولكن المصلحة الوطنية تقتضي وجود الجميع للضغط على الطرفين لكي ننهي هذا الانقسام".

وتابع: "فلا يعقل أن تأخذنا الإجراءات الحالية من الانقسام إلى مخاطر التهميش والانفصال بدلا من استعادة الوحدة والحفاظ على ثوابت شعبنا ووحدته في مقاومة الاحتلال".

وقال عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية"، طلال أبو ظريفة، إنه منذ عام 2005 تم توقيع حوالي 20 اتفاق ثنائي بين "فتح" و"حماس"؛ "جميعها مُنيت بالفشل الذريع لعدم وجود ضمانات وطنية".

وحدد أبو ظريفة في حديثه لـ "قدس برس"، ثلاثة اعتبارات لحوارات المصالحة القادمة؛ أولها أن القضايا التي تناقش هي قضايا وطنية ولا يجوز لطرفي الانقسام أن يستأثروا بها دون العودة لبقية الفصائل.

وأضاف: "ثاني هذه الاعتبارات هي أن الفصائل تشكل السياج الحامي لأي اتفاقيات يتم توقيعها، وثالثها أن الفصائل تشكل ضمانة لإلزام الطرفين ومجابهة أي طرف يتنصل مما تم الاتفاق عليه".

ورأى الكاتب السياسي، إبراهيم المدهون، أن إصرار حماس على أن تكون الحوارات وطنية وليست ثنائية، جاء من إدراكها بأن هناك تنصل من الاتفاقيات التي تتم مع حركة فتح.

وبيّن المدهون في تصريحات لـ "قدس برس" اليوم، أن حماس تسعى لأن يكون هناك ثقل وطني وفصائلي في الحضور والمشاهدة والتعزيز خلال لقاءات المصالحة.

وشدد على أن "حركة حماس تريد أن تعطي جدية لأي حوارات قادمة، وأن يكون هناك بعد وطني وقومي ومهني لها (الحوارات) حتى لا يتم التنصل من أي مسؤولية مسقبلًا".

يشار إلى أن الحوارات بين حركتي "فتح" و"حماس" مستمرة منذ عام 2005 حينما تم توقيع أول اتفاق في ربيع ذلك العام في القاهرة والذي بموجبه شاركت حركة حماس في الانتخابات التشريعية وفازت بها وبعد عامين وقع الانقسام الفلسطيني في صيف 2007، تلاه عدة حوارات واتفاقيات، دون ان يتم إنهاء الانقسام.

ومنذ نشوء الانقسام السياسي الداخلي على الساحة الفلسطينية، تعددت محاولات تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" في جوالات عدة؛ كانت بمكة المكرمة، والعاصمة القطرية (الدوحة)، والمصرية (القاهرة)، والسورية (دمشق)، وفي غزة بالاتفاق الذي بات يعرف بـ "الشاطئ"، وأخيرًا في العاصمة الروسية (موسكو).

وبدأت حالة الانقسام في 14 حزيران/ يونيو 2007، وترتب عليها نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في الضفة الغربية المحتلة تحت سيطرة حركة "فتح"، وأخرى في قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات، تحت سيطرة حركة "حماس".

ويقف أمام تحقيق المصالحة العديد من العراقيل أهمها؛ ملفات الموظفين والمعابر والأجهزة الأمنية، حيث تتهم حكومة التوافق الوطني، حركة "حماس" بعدم تمكينها في قطاع غزة، بينما توجه الحركة الاتهام للحكومة و"فتح" بإهمال غزة وتهميشها وعدم القيام بمهامها، وانتهاء شرعية الرئيس عباس، ومؤسسات منظمة التحرير.

ومن المقرر أن يصل وفد من مركزية حركة "فتح" بتكليف من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى قطاع غزة لإجراء حوارات مع حركة "حماس" لإتمام المصالحة الوطنية ورفع تقرير له في الـ 25 من نيسان/ أبريل الجاري.

ــــــــــــــ

من عبد الغني الشامي

تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
"حماس": إطلاع الفصائل على نتائج الحوارات "تأكيد على الشراكة الوطنية"
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها تعمل على إشراك كافة الفصائل والقوى الفلسطينية في صورة التطورات التي جرت مؤخراً فيما يتعل...
2016-04-09 16:07:39
"تحضيرية" المجلس الوطني تؤكد على الوحدة وإنجاز المصالحة الفلسطينية
أنهت اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، اليوم الأربعاء، دورة اجتماعات لها استمرت يومين (10-11 كانون ثاني/ يناير الحالي)، في...
2017-01-11 15:26:41
الإذاعة التونسية تنظم اليوم الإعلامي المفتوح لدعم القضية الفلسطينية وصمود القدس
تنظم الإذاعة التونسية اليوم الثلاثاء 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري اليوم الإعلامي المفتوح لدعم القضية الفلسطينية وصمود القدس وهي...
2016-11-29 12:31:12