"هآرتس": الإحصائيات الإسرائيلية حول أعداد السكان اليهود "مضلّلة"

رأت أن تضخيم نسبة اليهود في الأراضي المحتلة تأتي في سياق محاولات خلق واقع ديمغرافي جديد

شكّكت صحيفة عبرية، بمعطيات رسمية نشرتها "دائرة الإحصاء المركزية" الإسرائيلية، حول أعداد الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أنها تنطوي على "تضخيم لنسبة المكوّن اليهودي".

وأحصى تقرير الدائرة الإسرائيلية، 8.68 مليون نسمة هم سكان الدولة العبرية عشية الذكرى السنوية الـ 69 لإنشائها على الأراضي الفلسطينية؛ يشكّل اليهود نسبة 74.7 في المائة منهم، مقابل 20.8 في المائة هي نسبة المواطنين الفلسطينيين، في حين أن نسبة الـ 4.5 في المائة المتبقية يشكّلها المسيحيون وأبناء الديانات الأخرى.

ووصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقالها الافتتاحي، اليوم الأحد، المعطيات السابقة بـ "المضلّلة"، مؤكدة أنها "تتضمّن معلومات غير دقيقة ومخادعة، تحوله من تقرير إحصائي جاف إلى وثيقة دعائية ساخرة"، على حد وصفها.

وقالت الصحيفة "إن دائرة الإحصاء الإسرائيلية تحصي اليهود في كل الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، من نهر الأردن وحتى البحر، لكنها تحصي العرب الذين يقيمون داخل الخط الأخضر فقط، وكذلك سكان القدس الشرقية وهضبة الجولان، أما ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة فتبقيهم خارج الإحصائيات، وهكذا تصبح المستوطِنة اليهودية في الخليل مقيمة في إسرائيل، ويتم شملها في المعطيات، بينما لا يتم شمل جارها الفلسطيني".

وأضافت الصحيفة "المشكلة ليست عدم معرفة دائرة الإحصاء الإسرائيلية لعدد الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق؛ فإسرائيل تسيطر على سجل السكان لدى السلطة الفلسطينية في الضفة وحتى في غزة (....)، ويمكن نشر معطيات كاملة حول الجمهور الخاضع للسيطرة المباشرة وغير المباشرة لإسرائيل، لكن عند ذلك ستتقلص الغالبية اليهودية بنسبة ضخمة".

كما أشارت الصحيفة في مقالها، إلى مساحة الأراضي التي تنشرها الدائرة والتي تبلغ 22.072 كيلومترا مربعا، ولا تشمل الضفة وقطاع غزة، متسائلة "هل تعتبر المناطق هذه جزء من إسرائيل أم لا؟ وهل يتم شمل المستوطنين في الإحصائيات القومية، بينما لا يتم شمل أراضي المستوطنات؟ وهل يعيش المستوطنون في الهواء؟"، على حد قولها.

وبحسب "هآرتس"؛ فإن هذه "المعطيات المشوهة ليست اختراعا جديدا؛ فدائرة الإحصاء المركزية تضم المستوطنين إلى سكان إسرائيل منذ 1972، ومنذ ذلك الحين كانت كل جهات الإحصاء الحكومية شريكة في التضليل الذي يحصي عدد اليهود والعرب بشكل مختلف".

ومن الجدير بالذكر، أن عدد الفلسطينيين في العالم بلغ نهاية عام 2016، 12 مليون و700 ألف نسمة، بحسب إحصائيات جهاز "الإحصاء المركزي الفلسطيني".

وارتفع عدد الفلسطينيين في العالم بواقع 4 ملايين و88 ألف في مناطق السلطة الفلسطينية، ونحو مليون و53 ألف بالداخل المحتل عام 1948، وما يُقارب الـ 5 مليون و59 ألف في الدول العربية و696 ألف في دول أجنبية.


ـــــــــــــــ

من محمد منى
تحرير زينة الأخرس

 

مواضيع ذات صلة
"هآرتس": تراجع أعداد المهاجرين اليهود لاسرائيل خلال 2016
أظهرت معطيات إسرائيلية رسمية، تراجع أعداد المهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، للمرة الأولى منذ العام 2012. وبحسب ت...
2016-12-31 12:58:56
نيابة روما: فرضية مصر حول مقتل الإيطالي ريجيني "مضلّلة كاذبة"
أعلنت النيابة العامة في روما، التي تحقق في واقعة مصرع الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في القاهرة مطلع شباط/ فبراير الماضي، عن "كذب م...
2016-06-12 15:36:23
نسبة الفلسطينيين شرقي القدس تفوق الإحصائيات التي نشرها الاحتلال
قال "اتحاد المياه البلدي - جيحون" تابع للاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، إن ما تم نشره من معلومات من قبل دائرة الإحصاء المركزية ...
2017-05-18 09:00:35