سورية.. آمال ضعيفة على مفاوضات جينيف وتزايد مؤشرات التقسيم

تستمر اليوم الاربعاء جلسات المباحثات غير المباشرة بين الفرقاء السوريين بوساطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة السادسة من الحوار السوري ـ السوري.

ومن المنتظر أن يعقد دي مستورا جلسة مباحثات مساء اليوم الأربعاء مع الوفد الحكومي السوري، لمتابعة مناقشة أربع قضايا رئيسية، وهي: عملية انتقال سياسي ودستور جديد وإجراء انتخابات ومكافحة الإرهاب.

وكان دي ميستورا قال خلال مؤتمر صحفي في جنيف أمس "من المنصف أن نقول إن هذا الاجتماع سيكون مختلفا عن الاجتماعات السابقة فجميع الوفود ستكون حاضرة وليس هناك جدول أعمال حيث اتفقنا على جدول الأعمال في الجولتين السابقتين واتفقنا على أربع سلال كلها مهمة وستمضي بشكل متوازن".

هذا ودعا الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، نذير الحكيم، المملكة المتحدة إلى دعم مفاوضات جنيف للوصول إلى الحل السياسي المستند لبيان جنيف وقراري مجلس الأمن 2118 و2254، والقاضي بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية لا مكان لبشار الأسد وزمرته أي مكان فيها.

وقال الحكيم خلال لقاء له أمس الثلاثاء مع كل من توم شبيرد ونبراس حسن المسؤولين السياسيين حول الشأن السوري في القنصلية البريطانية في تركيا: إن "الدعم البريطاني في الحل السياسي ضروري جداً نظراً لدورها المؤثر ولثقلها كدولة عظمى".

وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا قد أعلن أمس أن الجولة الجديدة ستكون مهمة في ظل مذكرة آستانا حول مناطق تخفيف التوتر في سورية.

يذكر أن روسيا وتركيا وإيران كانت قد اتفقت في مذكرة وقعت في الرابع من أيار (مايو) الجاري بالعاصمة الكازاخية "أستانا"، على إقامة أربع مناطق منفصلة "لتخفيف التوتر" لمدة ستة أشهر على الأقل، قابلة للتمديد في حال موافقة الدول الثلاث الضامنة.

وبموجب المذكرة فإن "تخفيف التوتر" يشمل إدلب ومناطق مجاورة لها في محافظات اللاذقية وحماه وحلب، وتقع المناطق الثلاث الأخرى شمال محافظة حمص، والغوطة الشرقية (شرق دمشق)، وبعض المناطق جنوبي سوريا وتحديدًا في محافظتي درعا والقنيطرة.

ولم تفض خمس جولات سابقة من المحادثات إلا إلى القليل من التقدم صوب إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ ست سنوات، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف شخص.

وفي العاصمة البريطانية لندن، نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية تقريرا لها اليوم الأربعاء، نقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية"، عن الاتفاق، الذي توسطت فيه روسيا، لإنشاء مناطق تهدئة في سورية، أكدت فيه أن الهدف من مناطق التهدئة المتفق عليها في سورية هو وقف القتال، الذي يمزق البلاد منذ 6 أعوام، ولكنه قد يتحول إلى صراع دولي محتدم من أجل بسط نفوذ كل دولة في هذه المناطق.

وتضيف الصحيفة: "إن الصراع سيكون على المناطق، التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، بين الجماعات، التي تدعمها الولايات المتحدة من فصائل المعارضة المسلحة، والجماعات التي تدعمها إيران في صف النظام السوري".

وتتوقع أن تندلع معارك بين الجانبين لأسباب لا علاقة لها بسورية، وإنما تحركها المصالح الاستراتيجية للقوى العظمى في العالم.

وتنقل الكاتبة عن معارضين ودبلوماسيين رأيهم أن المناطق الأربع، التي حددت في اتفاق أستانا في كازاخستان، تمثل مناطق نفوذ لقوى عظمى، تدعم كل واحدة منها جماعة مسلحة أو فصيلا مقاتلا. ويحذر الدبلوماسيون والمعارضون من أن يؤدي الاتفاق إلى تقسيم سورية.

وتقول الصحيفة: "إن الاتفاق، الذي أبرم في أستانا بين روسيا وإيران وتركيا، يركز جهود تجميد القتال في أجزاء من محافظتي حمص وحماة، وسط سورية، وكذا في المناطق الجنوبية والشمالية، ولكن مناطق في الشرق والجنوب بقيت خارج الاتفاق".

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين اعتقادهم أن الروس يسعون إلى إبرام صفقة مع الولايات المتحدة، في سورية، تم تجميدها في فترة الرئيس السابق، باراك أوباما، بينما يرى آخرون أن روسيا تعمل على عرقلة تقدم الفصائل المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة شرقي سوريا، وتمكين النظام وحلفائه مثل إيران من السيطرة على بقية المناطق".

وتنقل الصحيفة عن مسؤول خليجي قوله: "إن روسيا تأخذ على إيران عدم دعمها لجهود وقف إطلاق النار، وتمسكها بفكرة الحسم العسكري في سورية، ولكن موسكو بحاجة إلى طهران لأنها القوة المهيمنة على الأرض".

مواضيع ذات صلة
سورية.. "الاتحاد الديمقراطي الكردي" لن يشارك في مفاوضات جينيف
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات له اليوم: "إن مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستافان دي ميستورا أبلغه بأنه لن يوجه ال...
2016-01-27 09:58:20
سورية.. الغموض يلف مصير مفاوضات جينيف بين المعارضة والنظام
يخيّم الغموض على مصير المفاوضات بين الفرقاء السوريين في مدينة جينيف السويسرية، بعد استخدام روسيا والصين لحق النقض "الفيتو" لعرقلة ...
2017-03-01 12:16:35
سورية.. تصعيد عسكري في الرقة وفي ضواحي دمشق عشية مفاوضات جديدة في جينيف
أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن "هدف الإنزال العسكري للتحالف الدولي ضد "داعش"، في الطبقة&...
2017-03-23 11:39:37