استبعاد فلسطيني لدور تركي في المصالحة الداخلية

استبعد محللون وقيادات فلسطينية أن تكون تركيا مرشحة للعب دور مهم في إنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، في ظل المعادلة الدولية والإقليمية القائمة.

تأتي ردود الفعل، بعد كشف مصادر فلسطينية، عن مبادرة يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

استاذ العلوم السياسية، عدنان أبوعامر، قال إنه حتى اللحظة  لم تتبلور أي مبادرة خارجية سواء في قطر وتركيا بموضوع المصالحة، على اعتبار أن مصر لا زالت في صدارة الموقف حاليا.

وحول الأنباء التي تحدثت عن إيفاد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب إلى قطر، ذكر أبوعامر، خلال حديث مع "قدس برس"، "قد تكون هذه الخطوة هي الفعل الصحيح في الزمن الخطأ، لعلنا نخطئ، في ظل وجود قيادة حركة حماس النافذة في قطاع غزة، ووجود اتصالات جيدة بينها وبين بمصر".

وأضاف الأستاذ في جامعة "الأمة" بغزة، أن "الأهم هو مدى جدية حراك الرئيس في هذا السايق، ومدى استجابة حماس له، إذا تم التسليم أن هناك مبادرة فعلا".

وأشار إلى أن تركيا وقطر لعبتا سابقا دورا بارزا في موضوع المصالحة، غير أن هذا الدور تراجع لأسباب فلسطينية داخلية، أو إقليمية خارجية، مشددا على أن دورهما حاليا لن يكون كبيرا.

كما تطرق أبوعامر، إلى التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الذي أكد فيها على تفويض السلطة الفلسطينية لمصر في إنجاز عملية المصالحة.

وكانت صحيفة "الحياة" اللندنية نقلت عمّا أسمتها مصادر فلسطينية مطلعة، أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعد لإطلاق مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وأنَّه وجَّه دعوة إلى الرئيس محمود عباس لزيارة أنقرة في (28 الشهر الجاري) للبحث في التفاصيل.

وقالت المصادر للصحيفة: إنَّ تركيا مرشَّحة للعب دور مهم في إنهاء الانقسام.

وأضافت أنَّ عباس أوفد أخيراً مبعوثاً خاصاً إلى قطر وتركيا هو اللواء جبريل الرجوب لحض القيادتين القطرية والتركية على التدخل لإنهاء الانقسام، موضحة أنَّ الرئاسة الفلسطينية ترى أنَّ الوضع بات الآن مهيئاً أكثر من السابق لإنهاء الانقسام بعد اتّخاذ إجراءات لا سابق لها لإضعاف حكم "حماس" في غزة.

بدورها، نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" علمها عن "المبادرة التركية" للمصالحة الوطنية.

وقال أحد قادة الحركة الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ "قدس برس": "لا يوجد حديث رسمي عن أي مبادرة تركية للمصالحة، ولكن هناك حديث نسمعه في الإعلام حول الأمر".

وفي ذات السياق، نفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني وجود مبادرة لإنهاء الانقسام، قائلا إنَّ "الكلام عن وجود مبادرات دوليَّة في ظلّ المبادرة التي أطلقها الرئيس عباس لإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة غير دقيق".

وتابع مجدلاني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية:" ليس لدينا علم بإرسال الرئيس عباس وفدًا خاصاً إلى قطر وتركيا لحض القيادتين القطرية والتركية على التدخل لإنهاء الانقسام."

وعمّا إذا كانت تركيا مرشَّحة بالفعل للعب دور هام في قادم الأيام بهذا الملف، ذكر مجدلاني إنَّ كلَّ الأطراف التي تربطها علاقة خاصة بـ "حماس" يجب أن تكون مرشحة لمثل هذا الدور للضغط على عليهاودفعها لإنهاء الانقسام نظراً إلى التأثير الكبير  الذي قد  تلعبه أنقرة على "حماس".

جدير بالذكر أن انقساما سياسيا وجغرافيا يسود أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، عقب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، بينما بقيت حركة "فتح" تدير الضفة الغربية، فيما لم تفلح جهود المصالحة والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين. 

 

مواضيع ذات صلة
مسؤولون إسرائيليون: معارضة مصرية لدور تركي في غزة
قالت مصادر إسرائيلية رسمية، إن الحكومة المصرية أعربت عن تحفظها على منح تركيا أي دور في قطاع غزة بموجب اتفاق يتم بحث بنوده بين تل أ...
2016-01-08 11:45:43
السلطة الفلسطينية تدعو لدور دولي لوقف انتهاكات الاحتلال
استنكرت حكومة الوفاق الوطني في الضفة الغربية، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، بقتلها الشاب ضياء عبد...
2015-09-22 11:33:11
باريس تسعى لدور سياسي في الأزمة السورية
تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستقبال اجتماع وزاري دولي حول سورية، يشارك فيها وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأ...
2015-10-25 10:23:01