تفاؤل كبير يسود الغزيين حول قدوم "حكومة الوفاق" إلى القطاع

بدأت شكوك الناس في قطاع غزة، تتراجع شيئا فشيء حول جدية المصالحة الوطنية، بعد إعلان حكومة الوفاق الوطني أنها ستصل إلى قطاع غزة الاثنين المقبل (3 تشرين أول/أكتوبر)، وإدارة شؤون القطاع بشكل كامل، وتكرار موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نيتها لتسهيل مهامها وتمكينها بشكل كامل.

و اختلف مزاج المواطن الغزي خلال الأيام الماضية بشكل كبير، حيث انه كان قبل أسبوع على قناعة تامة أن المصالحة لن تتم، وان تفاهمات القاهرة الأخيرة مثلها مثل التفاهمات السابقة على مدار عمر سنوات الانقسام العشر، ليتحول خلال اليومين الماضين إلى مزاج إيجابي يتوقع أن تتم المصالحة وهو يتابع التطورات السياسية والميدانية.

وتسائل السائق الغزي شعبان سعد (32 عاما) عن جدية الأنباء التي تحدثت عن قدوم حكومة الوفائق، إلى غزة الاثنين المقبل، في إشارة منه إلى وجود هوامش من الشكوك حو ذلك.

وأضاف، متسائلا "هل ستكون هناك مصلحة حقيقية هذه المرة أم مثل كل مرة؟". في إشارة إلى المرات السابقة من فشل تطبيق المصالحة على الأرض.

وأعرب السائق سعد، وهو يتحدث لمراسل "قدس برس" عن أمله أن يتم تطبق المصالحة على أرض الواقع وتستلم حكومة الوفاق الوزارات في غزة وتحصل انفراجة بعد الحصار المشدد على القطاع

أما المواطن فضل العبد (52 عاما) فقرر تأجيل البدء في بناء منزله إلى حين ما يرى ماذا سيحدث خلال الأسبوع المقبل بعد قدوم حكومة الوفاق إلى غزة.

وقال العبد لـ "قدس برس": "أتمنى أن يكون الوضع الأسبوع المقبل أفضل من الآن وتتسلم حكومة الوفاق قطاع غزة وينتهي هذا الانقسام".

وأضاف: "الناس تعبت كثيرا جراء هذا الانقسام والحصار وآن الأوان أن ترتاح ويحصل انفراجة".

وأوضح انه منذ حل اللجنة الإدارية قبل عشرة أيام تفاءلنا خير بتحقيق المصالحة ولكن لم يكن هذا التفاؤل كما هو الان، حيث زادت النسبة بشكل كبير جدا.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن تفاؤل الناس في غزة في محله لعدة اعتبارات، موضحا أن "الناس تتابع الأحداث وتوثق وتشعر أن الأمور تسيير بمنحنى جدي، وبالتالي تتوقع الناس أن يكون يوم الاثنين المقبل يوم مميز في تاريخ غزة وتنتظر ما ستقدمه حكومة الوفاق لغزة في اليوم التالي".

وأضاف: "لن تجد الحكومة عذرا لعدم تحمل المسئولية، حيث ستمسك بالمعابر والضرائب والكهرباء والمياه البلديات، تعين من تريد وتفصل من تريد".

واعتبر أن وصول الوفد الأمني المصري يوم الاثنين بالتزامن مع وصول الحكومة لغزة وتشكيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لجنة إدارة أزمة برئاسة رامي الحمد الله لتسلم الحكومة "جعلت الناس أكثر تفاؤلا وثقة أن الأمور هذه المرة جدية وليس كثل كل مرة".

وكشف عن اجتماع قائد حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار مع 100 شخصية حكومية وطلب منهم تنفيذ ما يطلبه وزراء حكومة الوفاق.

واعتبر أن تسريب عقد مثل هذا الاجتماع هو احد أهم أسباب ثقة الناس في تنفيذ المصالحة هذه المرة.

وأضاف أبو شمالة السنوار قال للمسئولين الحكوميين "نفذوا كل ما يطلب منكم، الوزير القادم هو المسئول وهو صاحب الصلاحية حتى لو قال لكم غادروا مكتبكم إلى البيوت نفذ".

وأشار أبوشمال إلى تصريحات السنوار، التي قال فيها "نحن الذين بادرنا بالذهاب إلى مصر ونحن الذين بادرنا الطلب من القاهرة لوضع حد الانقسام، وبالتالي الأمر أمر حماس نفسها هي التي تحركت للمصالحة وهي التي الآن تفتح ذراعي غزة للحكومة وعباس".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي ان "حماس" قالت لعباس  "خذ ما تريده من غزة وابقي لنا الأمن الداخلي والسلاح .. وخذوا ما شئتم وقدم للناس ما يطلبون".

وأضاف: "تمكنوا وتحملوا المسئولية هذا شعار حماس في تقديري، وهذا ما أدركه الناس بحسهم الوطني والإنساني والسياسي".

وأكد أبو شمالة انه لا مناص أمام حكومة الوفاق إلا أن تتحمل المسؤولية الان وتتمكن من غزة.

واطلعت وكالة "قدس برس" على "تعميم" داخلي من إحدى الوزارات وجهه الوكيل للمدراء والعاملين في الوزارة لتسهيل مهام الوزير القادم.

 وطالب التعميم التعامل بإيجابية مع الوزير والوفد المراق له وتسهيل عملهم والعمل على إنجاح هذه الزيارة.

ومن جهته أكد اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة لـ" قدس برس" أن  كل الأجواء الآن مهيأة لإتمام المصالحة وإنجاح زيارة الحكومة لغزة للقيام بواجباتها الكاملة تجاه سكان القطاع.

وقال: "كل الوزارات مهيأة لما هو قادم، وستقوم كافة المستويات بتسليم عملها للوزير، ونأمل أن يكون هذا اللقاء الأول في غزة يؤسس لمرحلة وحدوية وطنية تجمع الكل الفلسطيني وتوحد مؤسسات الوطن وان تنهي كافة آثار الانقسام".

وأضاف: "نتطلع أن تكون هذه الحكومة هي الحاضنة للمؤسسات التي من شانها أن تقوم برفع الحصار عن قطاع غزة واستكمال المشروع الوطني الفلسطيني".

وكان رئيس حكومة الوفاق رامي الحمد الله أعلن أنه سيتوجه يوم الاثنين المقبل إلى قطاع غزة على رأس الحكومة وبرفقة كافة الهيئات والسلطات والأجهزة الأمنية وسيتم عقد اجتمع مجلس وزراء هناك.

وأعلنت حركة "حماس"،  قبل أكثر من أسبوع عن حلّ اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق من العمل في غزة "استجابةً للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".

وشكّلت "حماس" لجنة إدارية، في آذار /مارس الماضي لإدارة الشؤون الحكومية في قطاع غزة، فرد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعدد من الإجراءات بحق قطاع غزة، ومنها تخفيض رواتب الموظفين وإحالة بعضهم للتقاعد المبكر، وتخفيض إمدادات الكهرباء للقطاع.

وفي التاسع من أيلول /سبتمبر الجاري، وصل في زيارة رسمية إلى مصر، وفد من حركة "حماس"، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة.

وفي 15 من نفس الشهر وصل وفد من حركة "فتح" برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة ورئيس كتلتها البرلمانية، بالتزامن مع وجود وفد "حماس" هناك. حيث جرت حوارات ومباحثات مكثفة وأفضت لحل اللجنة الإدارية ووصل الوفاق إلى غزة.

ويسود الانقسام السياسي أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف حزيران (يونيو) 2007، إثر سيطرة "حماس" على قطاع غزة، بينما بقيت حركة (فتح)، تدير الضفة الغربية، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهاء هذا الانقسام. 

مواضيع ذات صلة
المصري: ننتظر قدوم حكومة الوفاق لممارسة دورها في غزة
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" انه من المبكر الحديث عن آليات تنفيذ ما تم التفاهم عليه في القاهرة، مشيرة إلى أن الحديث عن هذا ...
2017-09-23 11:36:03
تفاؤل أمريكي بشأن اتفاق لبناني إسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية
أعرب الوسيط الأميركي آموس هوكستين، اليوم الإثنين، عن تفاؤله بالوصول إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، حول ترسيم الحدود البحرية ا...
2022-08-01 12:15:59
تفاؤل ليبي مشوب بالحذر بنجاح حوار الصخيرات
تتجه أنظار الليبيين اليوم الأحد (20|9) إلى منتجع الصخيرات في المغرب، في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه المشاورات الجارية هناك بين فرقا...
2015-09-20 10:39:17