سعد صايل .. طوّر الأداء العسكري للثورة الفلسطينية ونظم أدائها

خمسون عاما عاشها الشهيد الوطني سعد صايل، قبل أن تنال منه يد الغدر الإسرائيلي، من مشواره النضالي الذي لم يبخل بلحظة منه لخدمة قضيته وشعبه، حتى نال ما يتمناه كل فلسطيني حمل على كاهله هموم شعبه أينما رحل وارتحل.

 حسن سليمان، قريب الشهيد سعد صايل، قال إنه تربى في عائلة مكافحة، في قرية "كفر قليل" قضاء مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، بعد أن خرج إلى الدنيا في العام 1932، حيث أكمل تعليمه في مدارس المدينة.

 وأضاف ابن أخ الشهيد، في حديث مع "قدس برس"، أن  عمه انضم للجيش الأردني عام 1951، ودرس بالكلية العسكرية في المملكة الأردنية ليتخصص في الهندسة عسكرية، وتدرج في الرتب العسكرية قبل أن يرتفع إلى رقبة "عقيد".

وأشار سليمان، إلى أن عدة كتب تحدثت عن الثورة الفلسطينية تطرقت لقريبه الشهيد الذي شارك في معركة الكرامة، قبل أن ينضم إلى صفوف حركة "فتح"، التي ساعد في تعزيز تشكيلاتها العسكرية.

ولفت إلى أن كل من عايش الشهيد لاحظ انكبابه على إعادة تنظيم وتشكيل مجموعات جنود وضباط الجيش الأردني الذين التحقوا بقوات الثورة الفلسطينية، وشكل منهم قوة عسكرية مقاتلة "لواء اليرموك"، لعبت دورا مميزا في تثبيت واستمرار الثورة، بالإضافة إلى إعادة تنظيم وتأهيل قوات الثورة بخاصة قوات "فتح"، وادخل التشكيلات والرتب النظامية.

الشهيد سعد صايل انتخب عام 1980عضوا في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وتولى قيادة غرفة العمليات الفلسطينية والمركزية المشتركة مع الحركة الوطنية اللبنانية، ورفع إلى رتبة لواء.

وصمم الشهيد "ابو الوليد"، كما كان يحب أن ينادى، بحسب ما تشير دراسات فلسطينية، على مفاجأة القيادة الاسرائيلية والانتقام من غارات طيرانها على المخيمات ومواقع القوات الفلسطينية، حيث أدار في تموز/يوليو 1981  مع مجموعات عسكرية معركة المدفعية الشهيرة، وظهرت خبرات كوادرها القتالية والفنية العسكرية المتطورة، والتي قصفت مدينة نهاريا المحتلة وعددا من المدن شمال فلسطين المحتلة لأول مرة.

و خلال غزو إسرائيل للبنان عام 1982، كان الشهيد صايل ضمن المفاوضين غير المباشرين مع المبعوث الأميركي حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والفصل بين قوات منظمة التحرير وجيش الاحتلال، وضمن الاتفاق انسحابا للقيادة الفلسطينية ومقاتليها تحت إشراف قوات متعددة الجنسية أمريكية فرنسية وايطالية.

في يوم الاثنين الموافق 27 أيلول/سبتمبر 1982 أول أيام عيد الأضحى المبارك، وبعد أن أنهى زيارته في القواعد والمعسكرات في منطقة بين الريان وبعلبك جنوب لبنان، وإثر كمين نصب له استشهد القائد الفلسطيني سعد صايل مع اثنين من مرافقيه وجرح عدد آخر، وتم تشييعه في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق.

الحاج حسن سليمان (60 عاما) قريب الشهيد، أكد أن صايل استشهد وهو يردد مقولته "نموت ليعيش شعبنا وتحيا فلسطين"، وفي ذاك رسالة إلى من جاء بعد من المقاتلين أو قيادة الشعب الفلسطيني بضرورة الحفاظ على إرثه وإرث الشهداء الذين ضحوا بدمائهم فداء لأرضهم ومقدساتهم.

وتابع "الحفاظ على إرث الشهداء ياتي باستكمال مسيرتهم، وتعليمها للأجيال، وعدم التفريط بذرة من التراب الذي جُبل بدمائهم".

وأكد سليمان في نهاية حديثه على ضرورة حفاظ القيادة والفصائل الفلسطينية على الثوابت وتحقيق الوحدة لإنهاء الانقسام الذي أنهك الشعب الفلسطيني، وأعاد القضية الفلسطينية إلى الوراء".

كما لفت إلى "ضرورة قيام القطاعات والمؤسسات الإعلامية والثقافية بدورها التوعوي في صقل شخصية الأجيال الفلسطينية وحثها على التمسك بدرب السابقين على طريق النصر والتحرير"، كما قال.

مواضيع ذات صلة
عائلة "سعد صايل" تُطالب بإعادة رفاته من سوريا لدفنها بفلسطين
قالت عائلات شهداء فلسطينيين في مخيم اليرموك (سوريا)، إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قام مؤخرًا بالاعتداء على قبور عدد من شهداء ...
2016-10-17 10:05:29
دعوات لدعم انتفاضة القدس وتطوير أدائها
دعت "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية"  إلى  توفير مقومات الدعم والإسناد لما وصفته بـ "الهبة الشعبية" التي تشهدها ا...
2015-10-21 11:20:54
"قائد اللواء".. فيلم روائي يحكي قصة أحد قادة المقاومة وكيف طوّر أسلحتها
كشف فلم درامي وثائقي، كيف تمكنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من تطوير وسائلها القتالية من الحجارة...
2022-06-05 09:50:54