خبير فلسطيني يدعو إلى تطوير الخطاب الإعلامي العربي لمواجهة التطبيع مع الاحتلال

دعا الاستشاري الإعلامي حسام شاكر إلى ضرورة تطوير رؤية إعلامية لمقاومة التطبيع مع الاحتلال بما يراعي التحوّلات الماثلة في الحالة التطبيعية وملابساتها وفي الواقع الإعلامي وتطوّراته.

وأشار شاكر في ورقة موسعة عن التطبيع وتفاعلاته الإعلامية قدّمها في ندوة بحثية عن التطبيع، عقدتها حركة مقاومة التطبيع في اسطنبول الأسبوع الماضي بمشاركة خبراء وباحثين من دول عربية وإسلامية مختلفة، إلى أن "الخطاب التطبيعي لا يفتقر إلى الهشاشة والسذاجة والتناقض، لكنه ليس معروضاً للمناقشة الجادّة أساساً بل هو خطاب مفروض بقوّة معادلات غير متكافئة غالباً وبسطوة الضخ الدعائي المكثف والترهيب من النقد أحياناً، كما يأتي مشفوعاً بمؤثرات نفسية وعاطفية تتلبسه بغرض تمكينه من النفاذ إلى الأوساط التي يخاطبها".

ورأى أن الخطاب التطبيعي يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف على رأسها "محاولة كسب المشروعية للتوجّه التطبيعي أو السعي إلى نزعها عن التوجّهات التي تعارضها، وتبرير التوجّه التطبيعي وتسويغه والتماس الذرائع له".

وأضاف: "يسعى الخطاب التطبيعي إلى تشويه الأطراف المقابلة الرافضة للتطبيع، وكبح مساعي مقاومة التطبيع، مثلاً عبر التشكيك بها وبولائها (...) ويهدف هذا الخطاب ضمناً إلى تحسين الرصيد المعنوي والأخلاقي الزائف للضالعين بالتطبيع، ومنح الانطباع بتنامي القبول بالحالة التطبيعية والالتفاف الداعم حولها، علاوة على التيئيس والتثبيط من مقاومة التطبيع وكذلك من مساندة قضية فلسطين عموماً"، كما قال.

وذكر أن الخطاب التطبيعي يقوم على "مضامين نمطية متعددة، ذات منحى تبسيطي وساذج غالباً، ولا تفتقر إلى التناقض في ما بينها أيضاً".

وقال: "هذه المضامين قد لا تهدف إلى الإقناع دوماً بل قد تكون لها مقاصد تبريرية ذرائعية، أو لدفع الاتهام صوب وجهة أخرى، أو للتعمية على الموقف بسُحُب دخان تحرف الأنظار عن الواقع".

ودعا شاكر إلى وجود حاجة لتطوير خطاب مقاومة التطبيع، بما ينسجم والتطورات الجارية في المنطقة، وتجاوز الأساليب النمطية، بما يقتضيه ذلك من إعادة صياغة المقولات والحجج المستخدمة في رفض التطبيع.

وأكد شاكر "أهمية المبادرة وصناعة الحدث، من خلال صناعة أحداث تضغط في اتجاه محاصرة التطبيع ومناوأته، عبر خيارات من قبيل الفعاليات الرمزية والحملات وتحرّكات التضامن النوعية والمواقف التي تجتذب الانتباه".

كما شدّد شاكر على أهمية إطلاق طاقات التفاعل الكامنة، من خلال تحريك النخب الإعلامية وجماهير الجيل الإعلامي الجديد وكسب صفوة المجتمعات وقادة الرأي ضد التطبيع، بما يتكفل بإحداث فارق ملموس في منسوب الجهود وكفاءتها"، وفق تعبيره.

يذكر أن حركة مقاومة التطبيع تأسست في عام 2016 على هامش الملتقى الثامن للرواد في العالم الإسلامي والذي عقد في إسطنبول ، لمواجهة سياسة التطبيع بكافة مجالاته، بالإضافة للتصدّي للاختراق الصهيوني وفضح مشاريعه ومخططاته، ورغبة في إحياء وإيقاظ الشعور لدى الشعوب لتقوم بدورها في مواجهة ثقافة الهزيمة والاستسلام التي يسعى الاحتلال لفرضها كأمر واقع لعزل خيار المقاومة.

مواضيع ذات صلة
تقرير: الخطاب العربي على الإنترنت حول اتفاقيتي التطبيع سلبياً
ذكر تقرير صادر عن  وزارة "الشؤون الإستراتيجية" الإسرائيلية، أن 90% من الخطاب العربي  في وسائل التواصل الاجتماعي حول اتفا...
2020-10-12 08:16:53
مختصون يطالبون بتطوير الخطاب الإعلامي المتعلق بالقدس
أكد إعلاميون ومختصون وسياسيون على ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي بما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى باتجاه مخاطبة العالم الغربي، واستثما...
2021-08-19 14:05:56
غزة.. الإعلان عن ميثاق الشرف لمواجهة التطبيع الإعلامي مع الاحتلال
أعلن ممثلو الفصائل الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي والنخب والوجهاء والمخاتير في مدينة غزة، اليوم السبت، عن "ميثاق الشرف لمواجهة ...
2021-02-20 12:43:14