الغنوشي لـ "قدس برس": "النهضة" ليست في حرب مع "نداء تونس"

وصف زعيم حركة "النهضة" التونسية الشيخ راشد الغنوشي، دعوات التظاهر لإسقاط قانون المالية للعام الجاري بأنها جزء من حملة انتخابية مبكرة استعدادا للاستحقاقات المحلية المرتقبة في أواخر نيسان (أبريل) ومطلع أيار (مايو) المقبلين.

وأعرب الغنوشي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" عن أسفه لأن بعض الأحزاب السياسية ناقشت الميزانية في البرلمان وأسهما في تمريرها، لكنها تذهب إلى الشارع لتنادي بإسقاطها.

وقال: "دعوات التظاهر في الشارع لإسقاط ميزانية العام الجاري هي عنوان انتخابي بامتياز، حيث أنها تأتي مباشرة بعد تحديد الهيئة العليا للانتخابات موعد استحقاق المحليات ودعوة الرئيس الشعب التونسي إلى الانتخاب".

وأضاف: "هذا يعمي أن البلاد دخلت طورا سياسيا جديدا من التجاذبات، وكل حزب يأخذ مسافة من الحزب الآخر، ويسلك خطاب النقد لغيره وتزكية نفسه. وهناك أحزاب معارضة تريد الاستفادة من الوضع الاجتماعي الصعب، على أساس معارضة الحكومة والعمل على إسقاط الميزانية، بعد أن ساهمت في مناقشتها وتمريرها في البرلمان".

وأضاف: "وهذا عمل لا يتناسب مع الديمقراطية، لأن القوانين التي تمر في البرلمان، في النظم الديمقراطية، لا تسقط في الشارع، هذا مسلك غير ديمقراطي، وإنما بالحوار داخل المؤسسات".

وعما إذا كان الزمن الانتخابي هو الذي يفسر إعلان حزب "نداء تونس" أنه سيخوض الانتخابات البلدية منافسا لحركة "النهضة"، قال الغنوشي: "نحن في والنداء لم نتحول إلى حزب واحد، فق كنا متنافسين، وهذه هي طبيعة العلاقات الحزبية. لكننا لسنا في حالة حرب".

وأضاف: "لقد تمكنا من نقل الخلافات من حالة العنف إلى مستواها القانوني والدستوري، والتنافس في هذا الإطار بين الأحزاب طبيعي".

وأشار الغنوشي إلى أن هذا النقاش لا يعني القطع مع سياسة التوافق القائمة، وقال: "علينا أن نتذكر أن الحكومة الحالية قائمة على أساس هذا التوافق القائم بين 6 أحزاب و3 منظمات وطنية واجتماعية، وهذا التوافق سيستمر طالما كانت فيه مصلحة وطنية".

وأضاف: "لكن إذا قدرت الأطراف في التحالف الحكومي، بأنه التوافق لم يعد سياسة حكيمة واختارت الانتقال إلى طريقة أخرى، وقتها يمكن الحديث عن الانتقال إلى نمط آخر من الحكم، وهو بالتأكيد ليس انتقالا من السلم إلى الحرب وإنما إلى طريقة أخرى يسمح بها القانون والدستور".

واستبعد الغنوشي سيناريو العودة إلى الاستئصال ضد الإسلاميين، وقال: "هناك من يريد تسخين بعض السياسات القديمة وإعادة إحيائها، والتي كادت أن تودي بالبلاد إلى التهلكة، وأودت بالربيع العربي إلى حالة من الاقتتال".

وأضاف: "في تونس لازالت سياسة التوافق والبحث عن المشترك التي يقوم عليها الحكم هي القائمة بدل تعميق الصراعات التي تتحملها الديمقراطيات الناشئة".

وتابع: "الشعب التونسي ناضج، وقد اختار التوافق لما رأى فيه من سلم وإنقاذ من التهلكة. وهو يرى ما يجري حوله في العالم العربي الذي يكاد يكون غابة محترقة، بينما بقيت تونس في حالة من السلم والتوافق".

لكنه أشار أيضا إلى أن "قوات الاستئصال ستظل موجودة لكنها على الهامش من المشهد السياسي"، على حد تعبيره.

وكانت حركة "نداء تونس" قد أكدت في بيان لها أول أمس السبت أن حركة "النهضة" ستكون المنافس الرئيسي لها خلال الانتخابات البلدية المُقرر تنظيمها في 6 أيار (مايو) المقبل.

وأقرت بأن التحالفات التي عقدتها بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2014، "تسببت في التباسات في الموقف، وانتقادات داخل صفها الذي اخترقته الصراعات والانشقاقات التي كانت في جزء منها نتيجة هذا التوجه"، وذلك في إشارة مباشرة إلى تحالفها مع حركة النهضة.

وتزامن هذا مع تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية ضد قانون الميزانية الجديد، الذي تسبب في رفع عدد من أسعار المواد الأساسية، في ظل وضع اقتصادي صعب تعيشه تونس.  

مواضيع ذات صلة
تونس.. التعديل الحكومي يعزز تواجد "نداء تونس" و"النهضة" في الحكم
كشفت مصادر تونسية مطلعة النقاب عن أن وجود حركتي "نداء تونس" و"النهضة" في التركيبة الجديدة للحكومة بعد التحوير الوزاري، الذي انتظره...
2016-01-07 10:08:58
تونس.. "النهضة" متمسكة بالتوافق الوطني مع "نداء تونس" والبلديات في موعدها
أكدت حركة "النهضة" أن التغيير الوزاري جاء لتسديد الشغورات وإدخال المزيد من النجاعة على عمل الحكومة التي تنتظرها استحقاقات وطنيّة م...
2017-09-07 09:17:33
تونس.. "نداء تونس" يعلن "النهضة" منافسا رئيسيا له في البلديات المقبلة
أعلن حزب حركة "نداء تونس" رسميا، أن "الحركة ستتقدم للانتخابات البلدية المرتقبة في أيار (مايو) المقبل، بقائماتها الحزبية المفتوحة ع...
2018-01-07 10:10:25