نشطاء وإعلاميون فلسطينيون يطلقون مركزا لمقاومة التطبيع مع الاحتلال

أطلق عدد من الناشطين الإعلاميين الفلسطينيين مركزا إعلاميا متخصصا في مقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على جميع المستويات، حمل اسم "المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع".

ويعرف القائمون على المركز، "التطبيع على أنه ممارسة سياسات على مستوى الحكومات، أو أفعال على مستوى الأفراد والجماعات للتعامل مع اسرائيل أو الإسرائيليين، على أنهم جزء طبيعي في الوطن العربي، وتجاهل ممارسات الحكومة الإسرائيلية والإسرائيليين في إبادة وتشريد الفلسطينيين".

ويرى القائمون على المركز، في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، "جريمة سياسية واجتماعية، تعني التخلي عن المبادئ والقيم الإنسانية الأساسية، التي تعتبر من أهم عناصر الشخصية الإنسانية".

وينظرون إلى التطبيع باعتباره "سقوطا أمام الاحتلال الذي يحمل مشروعاً للهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة".

ويشير القائمون على المركز إلى أن "كل عمليات التطبيع كانت لصالح الاحتلال، وأن المطبعين لم يستفيدوا شيئاً غير الخسارة والانحدار وسقوط أوطانهم بدءا من كامب ديفيد، وصولا إلى كل معاهدات التسوية، ولم يكسبوا إلا جولات سياحية وإغراءات جنسية ومصالح زائلة".

ويهدف المركز، وفق ما جاء في تعريفه على موقعه الالكتروني، إلى "نشر ثقافة مقاومة التطبيع، والتصدي لكل أشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية مع الاحتلال، وذلك من خلال رصد خطوات التطبيع والمواقف التطبيعية، والتنديد برموزه، وتسليط الضوء على مخاطره على الأمة".

ويتضمن موقع المركز مجموعة من الأبواب، يتصدرها باب لائحة الشرف، التي تضم عددا من الأسماء التي تصدت للتطبيع، ومنها عضو الأمانة العام للمؤتمر القومي العربي الكاتب المصري حسن نافعة، والكاتب والإعلامي اللبناني بيار أبو مصعب.

ويقابل لائحة الشرف، "سجل العار"، الذي يعرض لمواقف عدد من الأسماء المطبعة مع الاحتلال، ومنها: رجل الأعمال السعودي خالد الأشاعرة، ورجل الدين المسيحي المصري تواضروس الثاني وله تصريحات عديدة حول بيع أوقاف وممتلكات الكنائس، ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، الذي تحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والإعلامي المصري توفيق عكاشة، ويعرفه بأنه "من أبرز الشخصيات الإعلامية في مصر التي تدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب".

ويخصص موقع المركز، بابا لمتابعة كل الأخبار والتقارير والمقالات، المتصلة بظاهرة التطبيع، سواء تلك التي تقف في وجهه وتقاومه.

وضمن هذا الباب، تمت الإشارة إلى موقف نقابة الصحفيين التونسيين من برنامج "شالوم" التلفزيوني، وهو عبارة عن "كاميرا خفية"؛ حيث يتم دعوة ضيف من السياسيين أو من الشخصيات العامة لإجراء حوار مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية ليتّضح لاحقاً أن الضيف تم استدعاؤه من قبل شخصية رسمية إسرائيلية تعرض عليه التعامل مع إسرائيل مقابل دعم مالي وسياسي.

واستنكرت نقابة الصحفيين التمرير اليومي لمشاهد تتضمن علم الكيان الصهيوني واعتبرته تطبيعا مع هذا الكيان المحتل وتمييعا للقضية الفلسطينية خاصة في ظل الوضع الإقليمي والدولي الذي يتعرض فيه الحق الفلسطيني الى هجمة شرسة.

كما تمت الإشارة ضمن هذا الباب، إلى عدد من المواقف والمظاهر التطبيعية، سواء الرياضية، أو السياسية أو الإعلامية.

وضمن هذا الباب أيضا تم نشر أخبار جديد حركة المقاطعة، المتمثلة في تصويت مجلس مدينة دبلن، عاصمة جمهورية إيرلندا، لدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات للضغط على إسرائيل لحين إنهاء احتلالها العسكري وامتثالها للقانون الدولي.

كما يتضمن الموقع مقاطع فيديو توثق لعمليات التطبيع التي عمدت إليها بعض الشخصيات العربية العاملة في الشأن العام.

ويحذّر القائمون على المركز، من أن "التطبيع السياسي هو الأخطر، من حيث أنه يسهم في بناء الشرق الأوسط الكبير الذي يقوده الكيان الصهيوني، ويسلم بالتفوق الاستراتيجي للكيان الصهيوني اقتصادياً وعسكرياً ومحاصرة أي محاولة لمنافسته".

لكن المركز، لا يقلل من خطورة التطبيع في باقي المجالات، سواء الاقتصادية أو الثقافية أو الإعلامية.

وجدد القائمون على المركز، التحذير من خطورة الانسياق وراء دعوات زيارة الفلسطينيين والعرب إلى الاحتلال، معتبرين تلك الزيارات المتكررة الى الكيان ولقاءات أصحابها مع المؤسسة الصهيونية تحت شعار "السلام" أو غيره، تمنح الكيان الصهيوني مخرجاً لأزمته التي وضعته فيه المقاومة والانتفاضة، وتشجعه على قتل الفلسطينيين وتساهم في تغلغل ثقافته العنصرية والإلغائية الى الدول العربية والإسلامية والى العالم.

يذكر أن الحديث عن التطبيع عاد مجددا إلى الساحة السياسية والإعلامية العربية والدولية، في الآونة الأخيرة، مع بداية الحديث عن المسعى الأمريكي لتنفيذ ما يُعرف بـ "صفقة القرن"، التي رفضها الفلسطينيون ورأوا فيها خطة لتصفية قضيتهم.

مواضيع ذات صلة
نشطاء فلسطينيون يطلقون حملة إلكترونية للتضامن مع "مضايا" السورية
يستعد نشطاء فلسطينيون، لإطلاق حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامناً مع بلدة "مضايا" بريف دمشق، التي تتعرض لحص...
2016-01-06 15:39:11
نشطاء جزائريون يطلقون مبادرة ضد "التطبيع"
أطلقت نخبة من النشطاء الجزائريين، مبادرة أطلقت عليها "حركة التصدي للتطبيع والفوضى"، تتضمّن دعوة كل القوى والشخصيات الفاعلة فكريا و...
2015-09-20 08:30:53
سياسيون وإعلاميون تونسيون.. اغتيال "الموساد" للزواري انتهاك صارخ للسيادة
تستعد العديد من الهيئات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى العمل من أجل تنظيم احتجاجات شعبية على عملية الاغتيال التي تعرض لها مه...
2016-12-18 10:12:49