محلل سياسي يدعو الفلسطينيين لإيجاد آلية قانونية تنظم خلافة الرئيس محمود عباس

دعا الكاتب والمحلل السياسي الأردني المتخصص بالشأن الفلسطيني، حمادة فراعنة، قيادات حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، إلى أخذ "مسألة نقاش خلافة الرئيس محمود عباس على محمل الجد وحسمها بشكل واضح لا لبس فيه".

ورأى فراعنة في حديث مع "قدس برس"، أن "الطرف الأقدر على تدشين هذا النقاش، هو الرئيس محمود عباس نفسه، وليس أي طرف آخر، بالنظر إلى حساسية الملف ودقته في هذه المرحلة".

وقال: "هذا ملف حساس بالتأكيد، لكن مطلوب طرحه من الرئيس نفسه بحكم المسؤولية الملقاة على عاتقه، من أجل توفير البديل في حال شغور المنصب لأي سبب".

وأشار فراعنة، وهو نائب سابق بالبرلمان الأردني وعضو لجنة فلسطين فيه، إلى أن "مسألة الخلافة وإن كانت واضحة بالنسبة لمنظمة التحرير إلى حد ما، حيث يتولى أمين سر المنظمة رئاستها في حال شغور المنصب، كما حصل عند رحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، فإن الأمر فيه لبس كبير بشأن السلطة".

وقال: "القانون المنظمة للسلطة يقول إنه في حال غياب الرئيس فإن رئيس المجلس التشريعي هو من يتولى رئاسة السلطة، ورئيس المجلس التشريعي هو الدكتور عزيز دويك، وهو من حماس، وبالتالي لن يتم تفعيل هذه المادة".

واستبعد فراعنة امكانية حدوث اختراق جوهري في المصالحة على نحو يسمح بتفعيل المجلس التشريعي وتوفير المخرج القانوني لأزمة الخلافة في السلطة، بسبب الظروف السياسية الداخلية والإقليمية غير المواتية لذلك.

ورأى أن "المصالحة وإنجاز الوحدة الوطنية التي أوصى بها المجلس الوطني، ستظل شعارا يُرفع من دون أن تكون له ترجمة على أرض الواقع".

واعتبر أن "الرئيس عباس نفسه غير معني بهذه المصالحة، التي إن حدثت فإنها ستحد من صلاحياته وستجعل من حماس شريكا له في القيادة وهو لا يريد ذلك".

كما أن "الأطراف الإقليمية الفاعلة المؤثرة في الشأن الفلسطيني ـ برأي فراعنة ـ لا تريد لحركة حماس أن تكون شريكا في الحكم، لأن شراكتها في منظمة التحرير ستسهم في تعزيز مكانة الإخوان وهم لا يريدون ذلك".

وأضاف: "ذات الأطراف الإقليمية، وهي تحديدا الأردن ومصر والسعودية والإمارات، ترى في مشاركة الجهاد الإسلامي تعزيزا لمكانة إيران، وهم بالتأكيد ضد ذلك".

وأشار فراعنة، إلى أن "ما يعزز ذلك أيضا، هو عدم قدرة عباس على تحمل الثمن السياسي لدخول حماس والجهاد إلى منظمة التحرير عندما يتعلق الأمر بأي مشروع للتسوية والمفاوضات".

ويرى فراعنة أن مقابل هذه العوامل الطاردة من المصالحة لدى حركة "فتح" والرئيس محمود عباس، فإن "حماس" معنية بالمصالحة بسبب عدد من العوامل الضاغطة، سواء تعلق الأمر بأزمة الحكم في غزة وعدم قدرة حماس على الاستمرار فيها، أو بسبب تراجع مكانة الإخوان في دول المنطقة، أو بسبب الضغط الإقليمي عليها للانخراط في المنظمة، وفق تعبيره.

يذكر أن الرئيس محمود عباس، سيترأس مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعا للجنة المركزية لحركة "فتح"، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وهذا هو أول اجتماع يترأسه محمود عباس بعد خروجه أمس الاثنين من المستشفى، ومباشرته اليوم لعمله.

وتداولت العديد من الدوائر السياسية داخل السلطة وخارجها، في الآونة الأخيرة فكرة خلافة الرئيس محمود عباس على احتشام، من دون أن يتحول ذلك إلى موضوع رأي عام فلسطيني.

مواضيع ذات صلة
نائب عن "حماس": محمود عباس "مُنتهي الولاية" وقراراته غير قانونية
قال رئيس "اللجنة القانونية" في المجلس التشريعي الفلسطيني إن القرارات الصادرة عن رئس السلطة، محمود عباس، "غير قانونية كونه منتهي ال...
2016-04-04 15:30:05
اشتية يدعو إلى الضغط على "إسرائيل" لإيجاد مسار سياسي ينهي الاحتلال
طالب رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، "المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل؛ لإيجاد مسار سياسي ينقذ حل الدولتين، وينهي الاحت...
2022-03-23 17:29:10
مصادر لـ"قدس برس": الصراع على خلافة عباس وراء أنباء تدهور صحته
كشفت مصادر خاصة لـ"قدس برس"، اليوم الاثنين، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لم يعد قادرًا على القيام بمهامه بالشكل المطلوب. ...
2022-06-06 13:36:31