مدريد: واشنطن تفقد دورها كوسيط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
حذر وزير الخارجية الإسباني جوزيف بوريل، من أن واشنطن تفقد دور الوساطة التقليدية في الصراع العربي الإسرائيلي الفلسطيني من خلال "التوفيق" مع إسرائيل.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في مدريد، "يؤسفني أن الولايات المتحدة التي لعبت دورًا طيبًا طوال سنوات في المساهمة في عملية السلام، للأسف تنحي نفسها من لعب دور الوسيط الذي يحظى بثقة كلا الطرفين".
وأضاف: "لقد أخبرني الوزير (رياض المالكي) بقلق شديد بشأن الوضع، نتيجة لمواءمة الولايات المتحدة مع المواقف الإسرائيلية".
ونوه وزير الخارجية الإسباني إلى أنه تحدث مع نظيره الفلسطيني عن "الاعتراف بدولة فلسطينية".
وصوت البرلمان الإسباني بالإجماع في 2014 على الاعتراف بـ "فلسطين"، لكن هذا كان تحركًا رمزيًا إلى حدٍ كبير دون أن تكون له آثار دبلوماسية حقيقية.
بالإضافة إلى إسبانيا، تشمل الدول الأخرى التي اعترفت بـ "فلسطين" بريطانيا وايرلندا والسويد واليونان والبرتغال. كما افتتحت السلطة الفلسطينية سفارة لها في الفاتيكان في يناير الماضي.
وقد صرّح المالكي، بأن الإدارة الأمريكية قررت "أن تكون جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل".
وتابع: "الولايات المتحدة ترى الصراع من خلال عيون إسرائيل، وقد تبنت الموقف الإسرائيلي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات لإنقاذ عملية السلام".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد تعهد بالكشف عن خطة للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني قائلًا إنه يريد التوصل إلى "اتفاق نهائي".
ورفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اعتبار إدارة ترمب وسيطًا نزيهًا للمفاوضات منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون أول (ديسمبر) 2017، وقرر مقاطعة مسؤولي الإدارة الأمريكية.
وفي سياق متصل، أكدت كلٌ من رام الله ومدريد في تعليقاتهما على الإعلان الأمريكي يوم الجمعة إنهاء تمويل الأونروا، أن إسبانيا ستضاعف مساهمتها الخاصة للأونروا، من مليون إلى مليوني يورو.
يُشار إلى أن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، قد قام أمس الثلاثاء، بزيارة رسمية إلى إسبانيا، التقى خلالها بنظيره وزير الخارجية جوزيف بوريل في مقر وزارة الخارجية.