كاتب عراقي: إيران تُهيمن على المشهد السياسي في العراق
رأى خبير في الشأن العراقي، أن ما أفرزته الانتخابات التشريعية الأخيرة في البلاد قبل أربعة أشهر يدلّل على امتلاك إيران لمفاتيح السياسة العراقية، وهيمنتها على المشهد بالكامل؛ وهو ما يتجلّى واضحا من خلال تشكيلها حكومات البلاد منذ انهيار نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003.
ورغم أن نتائج الانتخابات التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، أظهرت خسارة المحور المدعوم من إيران، وحصول التحالفات المنافسة لها على أغلبية كبيرة، إلا أن هذا المحور تمكّن من حسم معركة رئاسة البرلمان العراقي بسهولة تامة.
وتمكن تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري الموالي لإيران، يوم السبت الماضي، من دعم محافظ الأنبار السابق محمد الحلبوسي، وإيصاله إلى رئاسة مجلس النواب، ليصبح بذلك أصغر رئيس للبرلمان في تاريخ العراق.
وفي هذا السياق، يقول الخبير والكاتب العراقي مجاهد الطائي "إن إيران ما زالت تؤكد في كل مناسبة سياسية قدرتها على صناعة الحلفاء، وإبعاد الخصوم"، واصفًا طهران بـ "صانعة الألعاب في العراق، وصاحبة الدور الأكبر في تشكيل حكوماته".
وأضاف الطائي في حديث لـ "قدس برس"، "إيران استغلت انقسام القوى المنافسة لها، ودعمت شخصية سنية غير أيديولوجية تؤمن بمنطق الصفقات والبيع والشراء في العملية السياسية".
ورأى أن استحقاق انتخاب رئيس الوزراء سيكون مختلفًا عن انتخاب رئيس البرلمان؛ فالولايات المتحدة ودول المحيط الإقليمي ترفض أن يكون رئيس الوزراء القادم شخصية "ميليشياوية" غير توافقية وإيران تدرك ذلك جيدًا، وفق قوله.
وتابع "شخصية رئيس الوزراء لا بد أن تكون محايدة وتوافقية، وتستطيع الموازنة بين المصالح الأمريكية والإيرانية، خصوصًا أن الأطراف السياسية غير راغبة بمزيد من الصراعات".
واعتبر أن الوصول إلى شخصية من هذا النوع، يعد أمرًا بعيد المنال، خصوصًا أن الأطراف السياسية المحسوبة على إيران نجحت في تحميل العبادي مسؤولية ما يجري من فساد، وقتل للمتظاهرين، وهو ما أدى إلى تراجع حظوظ الشخصية التوافقية الأبرز في العراق، وفق تقديره.
يشار إلى أن رئيس البرلمان العراقي الجديد ينحدر من قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار، وهو عضو في حزب "الحل" بزعامة رجل الأعمال جمال الكربولي.
وقد دخل عالم السياسة في عام 2014 عندما نجح في الفوز بمقعد في البرلمان، إلى أن تخلى عنه إثر انتخابه محافظًا للأنبار في أغسطس 2017 خلفًا للمحافظ السابق صهيب الراوي، لكنه سرعان ما ترك منصب المحافظ إثر فوزه بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو الماضي، حيث كان يرأس قائمة "الأنبار هويتنا" التي فازت بستة مقاعد برلمانية.