محللون: ورشة البحرين ستكون نقطة تحول في العلاقات الفلسطينية العربية

رجّح مُحللون فلسطينيون أن تشكّل ورشة البحرين الاقتصادية التي ستنظمها الإدارة الأمريكية بعد شهر في العاصمة المنامة، نقطة تحوّل في العلاقات الفلسطينية العربية، في ظل رفض فلسطيني لعقدها، باعتبارها بوابة لتمرير "صفقة القرن"، عبر الإغراءات المالية والمشاريع الاقتصادية.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون لـ "قدس برس": أنه "من الصعب أن يُكتب النجاح لورشة البحرية الاقتصادية في ظل وعي عربي وإدراك فلسطيني لخطورة مثل هذه التوجهات الأمريكية لاسيما في ظل الانحياز الأمريكي السافر لدولة الاحتلال".

موقف موحد من الورشة

وأضاف: "مواجهة هذه الورشة يتطلب التكاتف الفلسطيني وإعلان موقف موحد منها"، مشيرا في هذا الصدد إلى رفض السلطة الفلسطينية للورشة، والذي عدّه موقفا "ايجابيا" يتماهي مع موقف الفصائل الفلسطينية".

وتابع: "هناك فرصة بأن يكون هناك وحدة عربية لمواجهة صفقة القرن لا سيما في ظل رفض الأردن ومصر والسلطة وفصائل المقاومة الفلسطينية لهذه الورشة".

واعتبر المدهون الرفض الفلسطيني لهذه الورشة سيكون حجر عثرة في وجه الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية في تمرير صفقة القرن.

وشدد على أن الكاسب في الأول والأخير من هذه الورشة هي إسرائيل والولايات المتحدة والخاسر هي القضية الفلسطينية.


الورشة بوابة لـ "صفقة القرن"

 واعتبر المدهون، أن الورشة بوابة لصفقة القرن في الجانب الاقتصادي، محذرا من أنها تمثل إغراءً للسلطة الفلسطينية والأردن للانضمام لهذه الصفقة والقبول بها عبر القبول بمخرجات هذه الورشة.

وأكد المدهون على أن الجانب الاقتصادي في هذه الصفقة هو جائزة للعديد من الدول التي "يجب عليها أن تدفع ثمنا سياسيا لضمان وجودها"، وفق قوله.


ما وراء ورشة البحرين

من جهته، اعتبر الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي استضافة البحرين الورشة الاقتصادية يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإضفاء شرعية على ضم دولة الاحتلال الضفة الغربية.

وأشار النعامي في تدوينة له حسابه على "فيس بوك"، إلى أن هذه الورشة تظهر خطورة الدور الذي تلعبه ما اسمامهم بـ "الدمى العربية المتصهينة في إسناد مخططات أسيادها"، حسب تعبيره.

وقال: "مؤتمر المنامة يهدف إلى إضفاء شرعية عربية على مخطط نتنياهو المعلن بضم الضفة، حيث ستستغل إسرائيل الرفض الفلسطيني لصفقة القرن لتبرير فرض السيادة الصهيونية على الضفة، ثم يقوم ترمب بالاعتراف بالإجراء الصهيوني تماما كما اعترف بالسيادة الصهيونية على الجولان".


رشاوى للفلسطينيين

وأشار النعامي إلى أن الصحفية الإسرائيلية "اورلي أوزلاي" أكدت على أن الورشة تهدف إلى تقديم رشاوى للفلسطينيين لإقناعهم بالتنازل عن حقوقهم الوطنية مقابل المال، موضحا أن ذلك جاء كرد على تصريحات وزير خارجية البحريني خالد بن احمد ال خليفة التي قال فيها "إن المؤتمر يهدف إلى تجنيد الدعم للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وتساءل النعامي : "إن كان مؤتمر المنامة يهدف إلى دعم الفلسطينيين اقتصاديا، كما يزعم وزير خارجية البحرين، فلماذا لم يسارع العرب المشاركون فيه إلى دعم الفلسطينيين في أعقاب قيام ترمب بقطع المساعدات المالية عنهم ووقف الإسهام الأمريكي في موازنة وكالة أونروا؟".

واعتبر مشاركة وزير المالية الإسرائيلي موشي كحلون وعدد كبير من رجال الأعمال والصحافيين الإسرائيليين في الورشة يمثل نقطة ليس في مسار التطبيع مع الاحتلال فحسب؛ بل منطلق لتنفيذ خطة "السلام الإقليمي" لنتنياهو القائمة على ألا ترتبط العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي بالقضية الفلسطينية.


نقطة تحول

أما الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، فقد رأى في تدوينة له عبر صفحته على "فيس بوك: أن مؤتمر المنامة الاقتصادي "سيكون نقطة تحول دراماتيكية في العلاقات الفلسطينية العربية والفلسطينية الداخلية".

وأضاف: "إحجام الفلسطينيون عن المشاركة سيضعهم تحت ضغط مالي جديد قد تشارك فيه دول عربية تلبية لرغبات دونالد ترمب وهذا سيدفع الجهات الرسمية الفلسطينية في اتجاه قطر كخيار وحيد لا يوجد عليه معارضة فلسطينية داخلية واضحة".

واعتبر أن رفض حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية للورشة سيجعل فرصة دولة قطر كبير في جمع الخصمين الفلسطينيين تحت مظلتها الاقتصادية "في خطوة تحدي للسياسة السعودية الغارقة في الوحل الأمريكي"، وفق قوله.

وقال سويرجو: "هذا سيكون له استحقاق جديد بتطور العلاقة القطرية التركية وتقارب قطري إيراني للمحافظة على لعبة التوازنات التي تسير على خيط رفيع" .

وأضاف: "هنا يظهر الدور المصري الرافض لهذا التقارب والذي قد يحدث توتر في العلاقة المصرية الفلسطينية ولكن تجربة التفاهمات بين المقاومة ودولة الاحتلال برعاية مصرية وعدم اعتراض مصر عليها قد يجعل الأمر ممكنا وتتغاضى مصر عن المعارضة لأسباب أمنها القومي ."


ملف المصالحة

وتابع: "كل ذلك سيقود إلى تطور ملحوظ في ملف المصالحة كون كل المحددات السياسية التي ستنظم سياسة حماس والسلطة فيما يتعلق بالموقف من قطر ومصر والبحرين والسعودية والصفقة الأمريكية ستكون واحدة".

ومن المقرر أن تستضيف العاصمة البحرينية المنامة بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، وذلك يومي 25 و26 من شهر حزيران/ يونيو المقبل والتي تهدف جذب استثمارات إلى المنطقة بالتزامن مع تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك في أول فعالية أمريكية ضمن خطة "صفقة القرن".

ورفضت السلطة والفصائل الفلسطينية ورشة العمل، ودعت إلى الدول العربية إلى عدم تلبية دعوات المشاركة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

كما رفض رجال الأعمال الفلسطينيين الذين وجهت لهم الدعوة للمشاركة في الورشة المشاركة بها.

مواضيع ذات صلة
منظمة التحرير تدعو الدول العربية لمقاطعة ورشة البحرين الاقتصادية
حذرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الأحد، من خطوة ورشة البحرين الاقتصادية، المقرر عقدها بالعاصمة المنامة في حز...
2019-05-26 17:24:48
قيادي بمنظمة التحرير يدعو المشاركين في "ورشة البحرين" الالتزام بالقرارات العربية والإسلامية
طالب قيادي في منظمة التحرير، اليوم الثلاثاء، إن السلطة الفلسطينية ستقدم الدول العربية المشاركة في ورشة البحرين إلى الالتزام بقرارا...
2019-06-25 09:05:13
مصدر اسرائيلي: "حماس" تحول دون تطبيع العلاقات مع تركيا
كشف مصدر سياسي اسرائيلي، النقاب عن أن رفض أنقرة اغلاق مكاتب حركة "حماس" لديها، يحول دون انجاز اتفاق المصالحة بين اسرائيل وتركيا. ...
2016-05-29 05:34:47