محللون: "العمليات الفردية" على حدود قطاع غزة تُربك حسابات جيش الاحتلال

التزم الجميع الصمت فور الإعلان عن استشهاد الشاب هاني حسن أبو صلاح، فجر الأول من شهر آب/ أغسطس الجاري شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة في اشتباك مسلح أسفر عن إصابة ضابط وجنديين إسرائيليين.

وسادت الرواية الإسرائيلية حول تسلل أبو صلاح شرقي خان يونس وإطلاقه النار على جنود الاحتلال وإلقاءه قنابل يدوية قبل أن يستشهد، دون أن تخرج أي رواية أو موقف من قبل الفلسطينيين، حتى أمس الثلاثاء.

فقد اعتبر رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، يحيى السنوار، أن العملية التي نفذها المقاوم الفلسطيني، هاني أبو صلاح، فجر اليوم الأول من الشهر الجاري، عقب تخطيه حدود قطاع غزة، واشتباكه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي،"فدائية وبطولية".

وقال السنوار، في كلمة له خلال لقائه بعائلات فلسطينية في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، الثلاثاء، إن "العملية قام بها هاني أبو صلاح (...) سنكسر جيش الاحتلال المهزوم، إذا ما دخل قطاع غزة".

ولم تكن عملية الشهيد أبو صلاح الفردية العملية الأولى خلال 10 أيام فقد تبعها بعد ذلك استشهاد 4 فلسطينيين شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع في العاشر من نفس الشهر في اشتباك مماثل وشهيد سادس شمالي قطاع غزة أول أيام عيد الأضحى المبارك.

تغيير الإستراتيجية

وصرّح المتحدث باسم جيش الاحتلال، بأن "هجوم شرق غزة مخطط له ويمكن أن يشير إلى تغيير في الإستراتيجية من جانب حماس".

وحذر من أن هكذا عمليات قد تجر قطاع غزة إلى حرب جديدة في حال استمرت.

وفي السياق ذاته، قال الصحفي الإسرائيلي روعي شارون من قناة "كان" الإسرائيلية :"ثلاث حوادث في قطاع غزة خلال 10 أيام أخطر سلسلة أحداث منذ حرب الجرف الصامد، وفي إسرائيل يصعب عليهم تحديد ما إذا كانت حماس تغمض الطرف عن تلك الحوادث، أو أن منظمة محلية ليست تحت السيطرة هي المسؤولة عنها، في إسرائيل مصممون على استنفاد إجراءات الهدوء وتأجيل المواجهة كلما كان ذلك ممكنا".

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون هذه العمليات بأنها "عمليات فدائية ارتجالية" ذاتية الدفع ثورية المنهج، تظهر غضب كبير بسبب استمرار العدوان والحصار في الضفة وغزة".

وقال المدهون لـ "قدس برس": "الشهداء على السياج الفاصل لم يكونوا تابعين لفصائل أو لم تخرجهم الفصائل لمهمات بل خرجوا من تلقاء أنفسهم".

وأضاف: "ان الحصار الاقتصادي وعدم تنفيذ التفاهمات الأخيرة لا شك يفاقم من الضغط على الشعب الفلسطيني في غزة".

عمليات فردية

وتابع : "استمرار الحصار يعني استمرار خروج العديد من الغاضبين التلقائيين الذين يعبرون بعفوية وانفرادية عن نفسهم وغضبهم".

وشدد المدهون على أن حركة "حماس" معنية بهدوء في ظل التفاهمات الأخيرة، تلكؤ نتنياهو لأسباب داخلية و بسبب المزاودات الانتخابية يفجر الواقع في غزة.

واعتبر أن المقاومة الشعبية غير الموجهة والمخططة قد تكون خيار شعبي لا يستطيع احد إيقافها، فكيف تقنع شباب الضفة والمستوطنات تزيد، والسلطة تتهالك والحلول السياسية معدومة، وكيف توقف شاب يريد أن يموت في سبيل وطنه وأرضه في غزة أمام هذا الحصار القاتل.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي سمير حمتو أن العمليات الفردية هي أسلوب جديد من أساليب مسيرات العودة وكسر الحصار.

وقال حمتو لـ "قدس برس": "إن قيادة مسيرات العودة وكسر الحصار هي من الفصائل والمؤسسات وجميع الطيف السياسي الفلسطيني وخروج أي شاب فلسطيني يعبر عن غضبه من خلال التسلل عبر السياج امر طبيعي في ظل اشتداد الحصار حتى وان تم ذلك دون الرجوع إلى قيادته".

المسيرات متدحرجة

وأضاف: "مسيرات العودة التي انطلقت قبل عام ونصف العام متدحرجة ولها مراحل ربما تكون العمليات الفردية إحدى مراحلها لا سيما أو تم استحداثها وأنها تبقى في إطار الموجهة الشعبية فالمقاومة الشعبية بالبنادق الخفيفة مشروعة في القانون الدولي وكل حركات التحرر استخدمته واعترف بها العالم."

وأشار حمتو إلى أن هذه العمليات يجب ان لا تحرج الفصائل الفلسطينية، موضحا أن عدد كبير من شهداء مسيرات العودة هم عناصر في الفصائل الفلسطينية وبعضهم في اذرعها العسكرية.

وطالب باستمرار أسلوب العمليات الفردية المقننة والمنظمة كي تأتي بفعالية اكبر في إطار خدمة أهداف مسيرات العودة، والعودة لفعاليات سابقة آتت أكلها مثل الحراك البحري والإرباك الليلي وتكثيف البالونات الحارقة.

أما أستاذ العلوم السياسية عدنان أبو عامر، الخبير في الشأن الإسرائيلي، فقد قال، عبر صفحته على "فيس بوك": "إلى حين تبين حقيقة ما حصل على حدود غزة، واستشهاد أربعة فلسطينيين، سيبقى الوضع في القطاع مرشح لأي حدث مفاجئ، كفيل بقلب الأمور ظهرا على عقب".

وأضاف "الظروف حساسة ومتوترة، وعود ثقاب صغير قد يشعل مواجهة لا يريدها الجانبان، على الأقل حتى الآن".

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، قام بفرض حصار اقتصادي خانق على قطاع غزة إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالفوز في الانتخابات التشريعية في 2006، وشمل منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع،

كما قام بشنّ ثلاث حروب على قطاع غزة، خلال السنوات الماضية، الاولى في 27 كانون أول/ديسمبر عام 2008، واستمرت 21 يوما. والثانية في 14 تشرين ثاني/نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام. والثالثة في 7 تموز/يوليو من 2014، واستمرت 51 يوما، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة "حماس" واستعادة جنوده الأسرى عند الحركة والقضاء على سلاح المقاومة، بحسب مراقبين.

وكانت الجولة الأخيرة من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، في الـ 4 من أيار/مايو 2018، واستمر نحو 3 أيام، حيث أسفر عن استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 154 مواطنا، وعلى الجانب الآخر، قُتل 4 إسرائيليين، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، وفق إعلام عبري.

مواضيع ذات صلة
العمليات الفردية.. وسائل غير تقليدية في الصراع تربك حسابات الاحتلال
تعتبر العمليات الفدائية الفردية، من أهم العمليات الفدائية التي تربك أجهزة مخابرات الاحتلال، وتفاجئه بوقوعها دون أن تصله أي معلومات...
2020-12-26 07:13:26
الاحتلال يكشف عن استخدام خوارزمية لمراقبة "الفيسبوك" وإحباط العمليات الفردية
قالت "القناة العاشرة" العبرية إن السلطات الإسرائيلية تستخدم "خوارزمية خاصة" تسمح بمراقبة صفحات "الفيسبوك"، وتساعد في منع عشرات اله...
2016-03-14 10:14:06
خبراء: العمليات الفردية الأخيرة أثبتت فشل الاحتلال وتطور المقاومة
قال الخبير الأمني الفلسطيني، إسلام شهوان، إن العمليات الفدائية الفردية أثبتت نجاعتها بشكل كبير ومؤثر مؤخراً، الأمر الذي سيؤدي لاست...
2022-05-07 14:45:05