حد السيف وسراب.. نصر للمقاومة وخيبة وهزيمة للاحتلال

لم يكد الاحتلال الإسرائيلي يستفيق من صدمة "حدّ السيف" حتى وجهت له كتائب القسام؛ الذراع العسكري لحركة "حماس"، صفعة جديدة بإصدار فيلم "سراب".

وبينما تحاول "أم محمد" إخفاء آثار خيبتها، حتى صدم الاحتلال بـ "كمال" أو "كمولة" الذي ابتلع الطعم بينما كان يجهز نفسه لعيد "الأرقام".

خيبات متتالية تزيد من مساحة العار والخزي في عيون الصهاينة لقياداتهم الذين سيحاولون إخفاء آثار إخفاقاتهم العسكرية والأمنية.

بين حد "السيف" و"سراب" يقرأ المراقبون الروابط بينهما رغم الفارق الزمني لأحداثهما وكيف يمكن أن يكون الرد الإسرائيلي إزاء هاتين العمليتين.

وأوضح الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي مهران ثابت، أن عملية "سراب" منفصلة عن "حد السيف" من حيث الزمان والمكان. منوهًا إلى أن عملية سراب حدثت بين عامي 2016 و2018.

واستدرك ثابت في حديث لـ "قدس برس"، أن الرابط ين العمليتين هو توقيت نشر أحداثهما، ما يعزز كسر وتهشيم الصورة الأسطورية لجهاز الشباك في أذهان الناس.

وأردف: "خاصة وأن أصداء عملية حد السيف لا تزال حاضرة على الصعيد الداخلي الفلسطيني وكذلك لدى الاحتلال الصهيوني".

وأكد ثابت أن "عملية سراب ستزعزع البيت الصهيوني الداخلي، وأركانه بكافة مؤسساته العسكرية المتمثلة بالجيش والأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الشاباك".

وذكر أن فيلم "سراب" وجه عدة رسائل للعدو الصهيوني؛ بأن عمله بات مكشوفًا وأساليبه أصبحت مفضوحة للمقاومة وأن ما قبل "سراب" ليس كما بعدها وأن المقاومة أضعفت جهاز الشاباك في قدرته على المناورة والتحكم ورسم الخطط وتوجيه ضربات أمنية حساسة وإحداث شرخ بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.

وأضاف: "اليوم السحر انقلب على الساحر وتلقى الاحتلال صفعة قوية وفضيحة مدوية في أروقة الشاباك والجيش".

ونوه: "اجتماعات حثيثة ومكوكية حصلت بين قيادات أمنية وعسكرية صهيونية لتحليل ومعرفة خيوط وتفاصيل هذه الفضيحة الغير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني".

وأشار ثابت إلى أن ما كشفه القسام في هذا الفيلم "جزء بسيط من المعلومات التي بحوزته. أعتقد أننا أمام مفاجآت جديدة للقسام على الصعيد الأمني والاستخباراتي".

وحذر أن الاحتلال لا يؤمن جانبه وخصوصًا في هذه المرحلة الحساسة التي يعيشها بسبب الأزمة السياسية التي تعصف به وعدم قدرة الأحزاب الإسرائيلية على تجاوز عقدة الانتخابات وتهم الفساد التي تلاحق نتنياهو.

وتابع: "لا شك أن كل هذه الأمور سيكون لها انعكاسات أمنية على قطاع غزة ومن غير المستبعد أن يرتكب نتنياهو حماقة في خطوة للهروب والتغطية على كل هذه الإخفاقات".

ولفت النظر إلى أن "إسرائيل قد تقوم بعمليات أمنية". مبينًا أنه ليس من الضروري أن تستهدف شخصيات وازنة مع إمكانية أن يكون هذا الاحتمال واردًا وبقوة ويمكن أن يحاول الاحتلال تكرار العملية الفاشلة في خانيونس (حد السيف) بهدف اختراق منظومة اتصالات المقاومة.

من جهته، يعتقد الكاتب الفلسطيني أحمد قنيطة، أن قيادة الاحتلال السياسية والأمنية التي ابتلعت الطعم الذي ألقاه لهم ضباط استخبارات القسام على مدار عامين من الخداع والتضليل، ستبتلع أيضاً هذه الفضيحة المدوية التي كشف عنها القسام في فيلم "سراب" مؤخراً.

وقال قنيطة في حديث لـ "قدس برس"، ذلك الطعم سيتم بلعه بصمت وهدوء ودون إحداث أي ضجيج سواء على الصعيدين العسكري والإعلامي.

واستطرد: "هذه فضيحة من العيار الثقيل أثبتت وجود ثغرات خطيرة في المنظومة الأمنية الصهيونية التي يتباهى بها قادة الاحتلال وانخدع بها الكثير من قادة العرب".

واستدرك: "لا يتم معالجة هذا الإخفاق بالردود العسكرية خصوصاً في ظل تمكّن المقاومة من فرض معادلة الردع على العدو".

وأشار إلى أن "مقص الرقيب العسكري دائماً ما يكون حاضراً لمنع النشر والتعليق في وسائل الإعلام العبري على مثل هذه الإصدارات التي يبثها القسام بين الحين والآخر".

وأوضح أنه على المستوى الأمني في دولة الاحتلال يعتبر مثل هذه الأحداث قضايا تتعلق بالأمن القومي ويحظر الحديث حولها لما تسببه من إضرار بسمعة الجيش ومنظومته الأمنية والاستخبارية.

وأردف: "سيكتفي قادة العدو باستخلاص الدروس والعبر من هذه الاخفاقات المتتالية".

وأكد أن إصدار "سراب" ومن قبله "حد السيف" يدل على عجز وفشل المنظومة الأمنية للاحتلال في التعامل مع ملف المقاومة في غزة.

منوهًا إلى أن "هذا من شأنه أن يعمل على زعزعة ثقة المجتمع الصهيوني في قيادته السياسية والأمنية، في ظل وجود مقاومة قوية وراشدة، أذلت كبرياء الجيش عسكريًا وأمنيًا واستخباراتيًا، الذي يعتبره العدو من أهم نقاط قوته ويفاخر به أمام دول العالم أجمع".

واستدل قنيطة بالشرخ الذي سببته الإخفاقات العسكرية بين مستوطني الشمال والجنوب، حتى بات مستوطنو الجنوب "غلاف غزة" يشعرون أنهم "مواطنون" من الدرجة الثانية بسبب فشل دولة الاحتلال في إيجاد حلول لصواريخ غزة.

ولفت النظر إلى الفشل السياسي في الوصول لتشكيل حكومة للاحتلال للمرة الثالثة خلال عام بسبب الخلاف على ملف غزة وغيرها من الملفات الساخنة.

وأضاف: "ثم تأتي هذه الصفعة المدوية للمنظومة الأمنية والاستخبارية من جديد لتزيد من تعميق الشرخ وترشّ الملح على الجرح، حتى بات المغتصبون الصهاينة يفقدون الثقة في النظام السياسي والأمني برمته، ويشككون في قدرته على تحقيق الأمن والاستقرار لهم".

وأردف: "وهذا ما تريده قيادة المقاومة بالتحديد من مثل هذه الإصدارات".

مواضيع ذات صلة
مشعل: "سيف القدس" قربتنا من التحرير وهزيمة الكيان
قال رئيس حركة "حماس في منطقة الخارج" خالد مشعل إن معركة "سيف القدس" فاصلة، وقرّبتنا من هدف التحرير وهزيمة الكيان الصهيوني، وأحيت م...
2021-05-25 17:56:36
نتنياهو : سنصنع السلام مع الفلسطينيين بحد السيف
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن السلام لا يتأتي إلا بحد السيف، مشيرا إلى أن ما بذله رؤساء حكومات اسرائيل منذ ا...
2015-10-27 10:46:21
كتائب القسام: عملية "حد السيف" تُواصل إسقاط قادة الاحتلال
ذكرت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، أن عملية اقتحام وحدة خاصة من جيش الاحتلال لقطاع غزة، والتي أطلق عليها اسم "حد الس...
2019-02-20 11:42:07