الـ "كابينت" يرجيء اجتماعه للأحد لحسم ملف التهدئة مع "حماس"

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الصادرة، اليوم الخميس، النقاب عن أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "كابينت" لم يحسم موقفه بعد من "التفاهمات" مع حركة "حماس"، وأنه أرجأ اتخاذ القرار إلى جلسة يوم الأحد المقبل.

وبحسب الصحيفة، فوجود تباينات في مواقف الوزراء أعضاء المجلس حول التقدم في المباحثات غير المباشرة مع الحركة، هو ما أجّل اتخاذ القرار إلى جلسة لاحقة.

وقالت الصحيفة: إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شابات، يصف نتائج المباحثات مع "حماس" بـ"التفاهمات" وليس بالتسوية، كما استعرض أمام الوزراء البنود التي جرى التوصل إليها.

وأشارت إلى أن وزير المواصلات، بتسلئيل سموطريتش أبدى معارضته لأي تفاهمات مع "حماس" بشأن غزة، معتبرًا أن ذلك سيعزز من قوة الحركة للسيطرة على الضفة الغربية و"فتح أبواب جهنم علينا"، حسب تعبيره.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة، عن رئيس جهاز المخابرات العامة الـ "لشاباك"، نداف أرغمان، تحذيره خلال جلسة الـ "كابينت"، أمس، من تعاظم قوة "حماس" وتحولها إلى قوة شبيهة بـ"حزب الله" اللبناني، إذا لم تنجح "إسرائيل" في مواجهة تعاظم قوة الحركة من خلال التوصل إلى تفاهمات معها.

وأشارت الصحيفة إلى أن أرغمان حذر من أن الاتفاق قد يؤدي لإضعاف السلطة الفلسطينية في رام الله وتقوية سلطة "حماس" في غزة، وأنه يعارض قرار وزير الأمن، نفتالي بينيت، باقتطاع نحو 150 مليون شيقل (قرابة 43 مليون دولار) من أموال المقاصة الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، فإن أرغمان يعارض فرض إجراءات عقابية على السلطة في رام الله التي تقوم بالتنسيق الأمني في مواجهة الإرهاب (المقاومة)، وأن من شأن ذلك أن يمس في التنسيق الأمني بين السلطة في رام الله و"إسرائيل".

وقال مصدر عسكري رفيع للصحيفة إن "تعاظم قوة حماس قد يكون خطيرا، لكن الخطر من الشمال أكثر خطورة ويجب التجهز لذلك في كل الأحوال".

وأوضح المصدر أن في حال خرقت "حماس" تفاهمات التهدئة مستقبلا، فإن بالإمكان "العودة للحالة القتالية"، حسب تعبيره.

وبحسب الصحيفة، أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بينيت، دعمهما لـ"تهدئة" في غزة.

وأضافت أن المصطلح الذي بات يتداول في الحكومة لوصف الاتفاق بشأن غزة بـ"التهدئة" و"التفاهمات" وليس اتفاق تسوية، وذلك تحسبًا من استغلال هذه التفاهمات ضد نتنياهو خلال الحملة الانتخابية القريبة.

يشار إلى أن حركة "حماس"، نفت، في وقت سابق، وجود أيّ حديثٍ عن اتفاقات تهدئة أو تسوية شاملة مع الاحتلال الإسرائيلي، سواء كان بالضفة الغربية أو في قطاع غزّة.

وأكد الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في تصريحات صحفية، أن ما يجري على الأرض هو تثبيت للتفاهمات السابقة المتعلقة برفع الحصار عن قطاع غزّة، وليس أكثر من ذلك.

والجدير ذكره، أنّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية كان قد أكّد في وقتٍ سابق، على عدم وجود أي مفاوضات سياسية مع الاحتلال، بل تفاهمات لكسر الحصار عن غزة.

وتابع: "نحن في نقاش وحوار مع الأشقاء في مصر حول موضوع الممر المائي، ولم نصل لأي تفاصيل بعد".

وبين الحية في تصريحاتٍ أدلى بها في بداية الشهر الجاري، أنه إذا انتهى الحصار وفتحت المعابر فلا حاجة لنا للممر المائي.

وشدّد على أنّ الاحتلال ملزم برفع الحصار عن قطاع غزة، قائلا: "إذا لم يخفف الحصار عن شعبنا فالمواجهة والانفجار قادم، ومن يحاصر غزة عليه تحمل المسؤولية".

وتقود مصر والأمم المتحدة وقطر، مشاورات منذ عدة أشهر، للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية بغزة والاحتلال الإسرائيلي، تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يفرض حصارا اقتصاديا خانقا على قطاع غزة إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالفوز في الانتخابات التشريعية في 2006، وشمل منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع،

كما قام بشنّ أربع حروب على قطاع غزة، خلال السنوات الماضية، الاولى في 27 كانون أول/ديسمبر عام 2008، واستمرت 21 يوما. والثانية في 14 تشرين ثاني/نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام. والثالثة في 7 تموز/يوليو من 2014، واستمرت 51 يوما، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة "حماس" واستعادة جنوده الأسرى عند الحركة والقضاء على سلاح المقاومة، بحسب مراقبين.

وكانت الجولة الرابعة، من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، في الـ 4 من أيار/مايو 2018، واستمرت نحو 3 أيام، حيث أسفرت عن استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 154 مواطنا، وعلى الجانب الآخر، قُتل 4 إسرائيليين، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، وفق إعلام عبري.

أما الجولة الأخيرة، فكانت في الثاني عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، حيث نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية اغتيال استهدفت بهاء أبو العطا القيادي في "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" وزوجته، شرقي غزة، ما أشعل مواجهة أطلقت فيها الحركة، من قطاع غزة نحو 400 صاروخ.

وأسفرت العملية عن ارتقاء 35 شهيدا بينهم 8 أطفال و3 نساء، وإصابة 111 آخرين بجروح مختلفة، قبل أن يعلن عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية وأممية.

مواضيع ذات صلة
الـ "كابينت" الإسرائيلي يواصل مناقشة اتفاق التهدئة مع "حماس"
ذكر موقع " واللا" الإخباري العبري الإخباري، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "كابينيت"، سيواصل اليوم اجتماعاته التي كان قد بدأه...
2020-01-01 11:14:40
الـ "كنيست" يرجيء التصويت مجددا على مشروع قانون تقييد الأذان
أرجأ برلمان الاحتلال الاسرائيلي "كنيست"، للمرة الثالثة، التصويت بالقراءة التمهيدية، على مشروع قانون فرض قيود على استخدام مكبرات ال...
2016-12-07 16:34:02
الاحتلال يمدد اعتقال الصحفية المقدسية لمى غوشة للأحد المقبل
مددت محكمة صلح الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، اليوم الاثنين، اعتقال الصحفية المقدسية لمى غوشة، للمرة الخامسة على التوالي، ح...
2022-09-12 13:40:33