مع اقتراب موعد التنفيذ .. مخاوف أردنية من خطوة إسرائيلية مرتقبة لضم غور الأردن

منذ الاعلان عن الخطة الأمريكية للسلام بالشرق الأوسط والتي تُعرف بـ "صفقة القرن" المزعومة"، في 28 كانون ثاني/يناير الماضي، تتزايد المخاوف الأردنية الرسمية لجهة بدء الجانب الإسرائيلي تنفيذ بنود الصفقة، تحديداً ما يتعلق بضمها لغور الأردن.

الأردن الذي أعرب عن مخاوفه من الخطة الأمريكية برمتها، أبدى تحذيراته المتكررة وقلقه المتزايد إزاء الضغوط التي تفرضها واشنطن على عمّان، لجهة الموافقة على "صفقة القرن" المزعومة، والقبول بنتائجها بالرغم من أنها تـنهي أي دور أردني في القضية الفلسطينية.

وجاء الرد الأردني الرسمي على الصفقة على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي، بعد إعلان الخطة الأمريكية، بالتأكيد أن "المبادئ والمواقف الثابتة للمملكة الأردنية إزاء القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية الأردنية العليا هي التي تحكم تعامل الحكومة مع كل المبادرات والطروحات المستهدفة حلها".

وحذر الصفدي، في بيان صدر في حينه، من "التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضمّ الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس".

وشدد على "إدانة الأردن لهذه الإجراءات التي تُعتبر خرقاً للقانون الدولي وأعمالاً استفزازية تدفع المنطقة باتجاه المزيد من التوتر والتصعيد".

البحث عن المصلحة الوطنية

مع تأكيد مصادر مقربة من صنع القرار بالمملكة في تصريحاتها لـ "قدس برس" على أن الأردن "يرفض بصورةٍ قاطعة أية خطة، أو خطوةٍ تنتقص من سيادته أو لا تنسحم من مصلحته العليا".

في المقابل، فإن ضم غور الأردن يعني بأن أكثر من مليون إسرائيلي سيحلون محل الفلسطينيين هناك، ما يعني بالضرورة توجه الفلسطينيين نتيجة التضييق الذي سيتعرضون له للتفكير بالهجرة القسرية للمرة الثالثة في تاريخ النزاع الفلسطيني مع الإسرائيليين نحو الأردن.

مع الإشارة إلى أن منطقة غور الأردن تشكل نحو 30 في المائة، من مساحة الضفة الغربية، وتمتد من جنوب بحيرة طبرية وصولاً إلى شمال البحر الميت، وتبلغ طول حدود الضفة الغربية البرية مع الأردن حوالي 70 كيلومتر، أما البحرية فتبلغ 35 كيلومتر.

خطوة كارثة وأطماع إسرائيلية

لطالما سعت تل أبيب لوضع اليد على منطقة غور الأردن، نظراً لما تعتبرها منطقةً إستراتيجيةً وأمنيةً مهمةً بالنسبة لها، فضلاً عن احتوائها على ثروات طبيعية ومائية واقتصادية عديدة، في حين يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن البراري الضم حال حدوثه "خطوة كارثية على الأردن" موضحاً أن فكرة ضم تلك المنطقة "يمينية بدأت عام 1967 بهدف تعزيز أمن الحدود الإسرائيلية".

وبحسب الخطة الأمريكية فإن "الدولة الفلسطينية" المستقبلية لن يكون لها أي اتصال جغرافي مع الأردن إلا من خلال معبرين تحت السيطرة الاسرائيلية، وهما معبر الملك حسين، وجسر الأمير محمد.

الأردن الرسمي الذي يصر على رفض "صفقة القرن" لما تمثله من خطر إستراتيجي على المملكة، دفع العديد من قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية للتحذير من أية "خطوات أحادية الجانب من تلك التي ستؤثر على العلاقات مع عمان".

تجاوز للخطوط الحمراء

بدوره قال النائب أحمد الرقب من أن "صفقة القرن" وما تحمله من بنود، فيها غبن شديد للدولة الأردنية".

وقال في تصريحاتٍ لـ "قدس برس": "ما ينتظره الأردن في قادم الأيام من خلال تنفيذ بنود صفقة القرن، ما هو إلا مساس وتجاوز لكافة الخطوط الحمراء مثل السيادة الأردنيّة على المقدّسات، وضم الصهاينة للأراضي الفلسطينيّة في غور الأردن وما يمثله ذلك من خطورة بالغة، وبالتالي الأردن هو المتأثّر سلباً، بعد الفلسطينيين من الصفقة الأمريكية".

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، أنه سيطلب من حكومة البلاد الموافقة على ضم المستوطنات بالضفة الغربية ومنطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت (شرق)، بعد الانتخابات التي من المزمع عقدها في الثاني من آذار المقبل.

وتشكل منطقة الأغوار التي تبلغ مساحتها قرابة 720 ألف دونم، 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية، ويعيش فيها حوالي 50 ألف فلسطيني بما فيها مدينة أريحا، وتشكل ما نسبته 2 في المائة من مجموع السكان الفلسطينيين بالضفة، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.

وتقسم مناطق الأغوار إلى ثلاث مناطق "أ" وتخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ونسبتها 7.4 في المائة من مساحتها الكلية، ومناطق "ب" وهي منطقة تقاسم مشتركة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ونسبتها 4.3 في المائة، ومناطق "ج" وتخضع لسيطرة اسرائيلية كاملة وتشكل أكثر من 88 في المائة من المساحة الكلية.

وتقام على مناطق الأغوار الفلسطينية 31 مستوطنة إسرائيلية غالبيتها زراعية ويسكنها أكثر من 8 الآف مستوطن، بينما أنشأت سلطات الاحتلال في تلك المناطق 90 موقعا عسكريا منذ احتلالها عام 1967 وهجرت أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ نفس العام.

ويمثل غور الأردن جزءا حيويا من الدولة الفلسطينية المستقبلية باعتباره سلة غذاء الضفة الغربية وحدودها الخارجية مع الأردن.

وأعلنت تل أبيب مرارا أنها لن تتخلي عن سيطرتها على منطقة الأغوار الواقعة على طول الجانب الشرقي من الأراضي القريبة من الحدود الأردنية لأسباب أمنية.

ويطالب الفلسطينيون بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك غور الأردن، على الحدود بين الضفة الغربية والأردن.

مواضيع ذات صلة
الإذاعة العبرية: نتنياهو ينتظر موافقة واشنطن لضم غور الأردن
كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب، اليوم الأربعاء، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، توجه إلى الإدارة ...
2020-01-22 09:06:13
مصر تحذر من أي خطوة إسرائيلية لضم أراض في الضفة
حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، من أي إجراءات إسرائيلية أحادية تقوض فرص التوصل للتسوية السلمية المنشودة في إطار حل الدولتين بم...
2020-06-03 14:26:10
اشتية: قمة فلسطينية مصرية أردنية مرتقبة في القاهرة
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، اليوم الاثنين، عن قمة ثلاثية ستعقد قريبا في القاهرة بين السلطة الفلسطينية ومصر والأردن. ...
2021-08-30 10:44:11