كيف استعد قطاع غزة لمواجهة فيروس "كورونا"؟

أبدى المواطنون في قطاع غزة تفهمهم للاجراءات الحكومية، بعد الكشف عن أول حالتي إصابة بفيروس "كورونا" المستجد، لمواطنين قدما من باكستان، وتم التحفظ عليهما في الحجر الصحي. 

وعلى الرغم من أن المصابيْن، تم حجرهما عقب دخولهما مباشرة إلى القطاع، إلا أن وزارة الصحة الفلسطينية قامت بحجر 29 شخصا افترضت مخالطتهم للمصابيْن، بمن فيهم وكيل وزارة الداخلية قائد قوى الأمن الوطني توفيق أبو نعيم ونائبه وأخذت منهم عينات من أجل فحصها وذلك لطمأنة المواطنين، بحسب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف.

وأضاف معروف خلال الإيجاز الصحفي، أنه تم اتخاذ العينات اللازمة من الأشخاص الذين خالطوا الإصابتين المعلن عنهم وننتظر النتائج. وتم حجر كافة من خالط الإصابتين المعلن عنهم، ومن ضمنهم مدير عام قوى الأمن الوطني توفيق أبو نعيم ونائبه.

وقال: "لن نتردد في الكشف عن أي حالات جديدة مصابة بـ"كورونا" في القطاع، وكل ما يتم الحديث عنه حول الحالتين المصابتين المعلن عنهما تبقى إشعاعات طالما لم تصدر عن وزارة الصحة، والوضع الصحي للحالتين المصابتين بـ"كورونا" مستقرة".

وأضاف: "رصدنا منذ الصباح حركة نشطة في الأسواق بقطاع غزة، ورصدنا قلة من التجار الذين حاولوا استغلال الظروف وتم عمل 9 محاضر ضبط، ونشدّد على قيامنا باتخاذ إجراءات حاسمة ضد المستغلين، ونطمئن المواطنين بأنّ كافة السلع متواجدة وبوفرة وبمخزون استراتيجي في قطاع غزة، ويتم الاستيراد من المعابر بشكل سلس."

وتابع: "من غير المسموح لأحد التلاعب بالأسعار أو أي محاولة للغش التجاري و سنقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والحاسمة بشأن ذلك".

ومن جهته أكد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة خلال الاجاز الصحفي اليومي انه تم فحص 97 شخصا كانت نتائجها سلبية واثنتين فقط إيجابية والحالتين عادتا من باكستان.

وأشار إلى أن مستشفى العزل الميداني في معبر رفح به 38 سريراً، مؤكدا أنهم يتابعون عن كثب صحة كافة العائدين من المعابر في مراكز الحجر الصحي.

وكشف أنهم التقوا اليوم مع مدير منظمة الصحة العالمية في فلسطين وأطلعوه على الإجراءات وما يتطلب قطاع غزة من إمكانات بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة.

وحمل القدرة الاحتلال المسؤولية كاملة عن الحالة الصحية لأهالي قطاع غزة، داعيا المجتمع الدولي لتلبية احتياجات 2 مليون مواطن يعيشون في حصار إسرائيلي.

ودعا المواطنين للالتزام بالتعليمات الصحية والتواصل عبر أرقام الطارئ، مطالبا الجميع التحلي بالمسؤولية الكاملة لتحصين المجتمع.

وعلى الرغم من الإجراءات المشددة التي فرضتها الجهات المختصة في غزة من منع لإقامة الأفراح وإغلاق متنزه ميناء غزة ومنع التجمعات إلا أن الأوضاع سارت بغزة بشكل طبيعي.

وقامت فرق متطوعة من عدة جهات بتعقيم أسواق ومؤسسات وشوارع مدينة غزة.

وقال المواطن حسام مصطفى (44 عاما) لـ "قدس برس" حالة الطوارئ المعلنة في قطاع غزة ليس جديد على سكان القطاع فقد مروا قبل ذلك بعدة حروب وحصار مشدد.

وأضاف على الرغم من خطورة هذا الوباء إلا انه لن يكون أصعب من حرب عام 2014 والتي استمرت 51 يوما تحت القصف والنار وهدم المنازل والأبراج والتهديدات.

وأثنى مصطفى على الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية المختصة رغم إمكانياتها المتواضعة.

ومن جهته طالب عبد الهادي الأغا وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية، المصلين بأداء الصلاة جماعة مع الأهل والأبناء في بيوتهم.

ودعا الاغا خلال حديثه لـ "قدس برس" الآباء والأمهات إلى استثمار هذه الفرصة لتحويل البيت إلى مسجد ومدرسة، من خلال تفعيل برامج تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه، ومدارسة سير الصالحين، ومتابعة برامج التعليم الإلكتروني، وتعليم الآداب الفقهية والأحكام الشرعية اللازمة لأسرة مسلمة.

واعتبر أن صلاة المسلم في بيته "رخصة شرعية، والأخذ بها أولى لما فيها من منع للضرر، ووقاية للنفس من الإصابة بوباء كورونا".

ودعا المواطنين إلى إيقاف بيوت العزاء، والاكتفاء بالتعزية على المقبرة، دون مصافحة أو معانقة، وعدم تحشيد الناس للجنازات، مشددةً على أن التوجيهات الصادرة عن الجهات الحكومية المختصة واجب الالتزام فيها شرعاً، ما دامت تحقق المصلحة الشرعية.

وقال: "هذه الإجراءات تتناسب مع المرحلة الحالية، وسوف سنتخذ إجراءات أكثر حزمًا واحتياطاً في حال تطورت الأمور".

وطالبت الأغا جميع الميسورين من أبناء الشعب الفلسطيني إلى تحقيق التكافل الاجتماعي وأن يتفقد الغني منهم الفقير، لا سيما الذين تضرر مصدر دخلهم نتيجة هذه الأزمة.

وفجر الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن اكتشاف أول إصابتين، بفيروس "كورونا" في قطاع غزة، ليرتفع عدد المصابين بالفيروس في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية (الضفة الغربية والقطاع) إلى 59 إصابة.

ويفرض الاحتلال الاسرائيلي، على قطاع غزة حصارًا مشددًا منذ 13 عامًا، حيث يُغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.

وأثّر الحصار المفروض على قطاع غزة، على الوضع الصحي للقطاع مما أدى إلى تراجع المنظومة الصحية في ظل نقص الدواء لمستويات قياسية.

وحتى اليوم الأحد، أصاب كورونا أكثر من 340 ألف حول العالم، توفي منهم أكثر من 14 ألفا، أغلبهم في إيطاليا والصين وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتعافى 97 ألفا.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وإعلان حظر تجول، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها الصلوات الجماعية.

مواضيع ذات صلة
صحة غزة تشكل لجنة لمواجهة فيروس "كورونا"
شكلت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الاثنين، لجنة لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا" الصيني. مؤكدة خلو...
2020-02-03 08:42:39
فلسطين .. تشديد الإجراءات لمواجهة الموجة الثالثة من فيروس "كورونا"
أوعز رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، اليوم الخميس، بتشديد الإجراءات وتغليظ العقوبات بحق كل من ينتهك التدابير والإجراءات ا...
2020-11-05 16:58:03
دعوة حماس لتشكيل هيئة وطنية لمواجهة "صفقة القرن".. كيف كانت الردود؟
تباينت الآراء بشأن عزم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تشكيل هيئة وطنية لمواجهة "صفقة القرن"، وسط تأكيد على ضرورة التوحد للتصدي للخ...
2019-04-24 14:54:58