هل تضمّ "إسرائيل" الضفة الغربية وما هي خطواتها.. هذه السيناريوهات المتوقعة؟

الجميع يتساءل هل تضم حكومة نتنياهو أراض من الضفة الغربية إليها، وما السيناريوهات المرسومة لذلك، وما المتوقع فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.. وهل من مواجهة حتمية سيشهدها الشارع الفلسطيني في حال حدوث عملية الضمّ، "قدس برس" أجرت مقابلات لدراسة الموقف الإسرائيلي والفلسطيني للخطوات المطروحة أمام المشروع الإسرائيلي، ما المتوقع وما المأمول.

الباحث في مؤسسة "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، سليمان بشارات، وضع تساؤلًا قبل مناقشة الموضوع: هل ستذهب "إسرائيل" نحو ضم الضفة الغربية؟
 
وقال بشارات خلال حديثه مع "قدس برس"، "السيناريو الأول: "أن تذهب سلطات الاحتلال بتنفيذ قرار الضمّ بشكل كامل وشامل، هذه الخطوة هي الأقل حظًا في التنفيذ، حيث أن السبب في ذلك، يعود إلى تخوف الاحتلال من أن يؤدي ذلك إلى وقوع مشكلة مع المملكة الأردنية، وبالتالي حدوث إشكالية كبيرة، الاحتلال في غنى عنها في هذه اللحظة".
 
وتابع بشارات، "أما السيناريو الثاني، فهو ذهاب إسرائيل إلى ضم مرحلي، عبر ضمّ مستوطنات الضفة، والكتل الاستيطانية فيها، وهي الخطوة المرجحة أكثر في هذه المرحلة، حيث أنها قد لا تجد الكثير من المعارضة الدولية حولها، كون الأمر يتعلق بالكتل الاستيطانية والتي تمارس فيها إسرائيل سياساتها على الأرض وهي قائمة بكل أريحية".
 
ضوء أحمر بوجه السلطة الفلسطينية
وحول الخطوات الفلسطينية التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة هذه السيناريوهات، يقول بشارات، "فقدَ الفلسطينيون الكثير من نقاط القوة في هذه المرحلة، سواءً فيما يتعلق بالانشغال الدولي بجائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية التي ستلقي بظلالها على الكثير من اهتمامات الدول الكبرى".
 
ويتابع، "أو على صعيد الإدارة الأميركية، فهي التي منحت الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لتنفيذ سياساته وقرارته على الأرض، وبالتالي لا يوجد هنالك دولة عربية وإقليمية أو دولية قد تدخل في مواجهة مع الإدارة الأميركية لمنع دعمها عن الاحتلال الإسرائيلي، هذا الأمر قد يدفع بدول الاتحاد الأوروبي والدول العربية والإقليمية بعدم رفض الخطوة الإسرائيلية بقوة، وإن جرى رفض فسيكون خجولًا".
 
السلطة الفلسطينية والاقتصاد
واسترسل بشارات، "أما فيما يخصّ السلطة الفلسطينية فهي بحاجة إلى إعادة ترتيب بيتها الداخلي، عبر الوحدة الفلسطينية الداخلية، إلا أن الواقع مغاير فالوحدة حتى الآن غير ممكن تطبيقها وتنفيذها لاعتبارات كثيرة تتعلق بالفصائل الفلسطينية، حيث أن كل فصيل له اعتبارات رؤى خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
 
وأردف، "الواقع الاقتصادي الفلسطيني متأزم وذاهب باتجاه أزمة اقتصادية، هذا الأمر من شأنه أن يمنع الفلسطينيين من أن يأخذوا قرارات قد تزيد العبء عليهم وتمنعهم من الحصول على مواردهم الاقتصادية".
وأشار بشارات، إلى أن "الشارع الفلسطيني أصبح بينه وبين السلطة الفلسطينية فجوة ثقة، حيث أنه لا يثق سياساتها ولا حتى بالخطوات السياسية التي قد تذهب إليها، الأمر الذي قد يجعل إمكانية التحرك المجتمعي الجماهيري في مواجهة مثل هذه الخطوة الإسرائيلية للأسف ضعيفة".
 
وختم بشارات، "يبقى الأمر رهانًا للزمن، من أي تطورات ميدانية قد تغير مجرى الأمور سواء بتراجع إسرائيل عن هذه الخطوة، أو تأجيل تنفيذها أو عبر تغيرات إقليمية أو دولية أو تغيرات نتيجة آثار جائحة كورونا، والتي قد تؤثر على تشكيلات سياسية أو إقليمية في ظل هذه الظروف".
 
ماذا سيجري إن رحل ترمب عن الحكم؟
بدوره أوضح الكاتب الفلسطيني، علي البغدادي، في حديثه مع "قدس برس" أن "تشكيلة الحكومة الإسرائيلية تعاني من أزمة، خاصة بين بيني غانتس وبنيامين نتنياهو، الأول يريد تأجيل ضم أراضي الضفة الغربية لمدة ستة أشهر أخرى، فيما يريد نتنياهو ضمّ الأراضي فورًا، ليسجل ذلك في تاريخه، وأن يحرص في ذات الوقت على علاقاته مع أنصاره وحلفائه من اليمينيين، بالإضافة لخشية نتنياهو من أن يخسر حليفه الأهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية المرتقبة في حال فاز المرشح المنافس جو بايدن".
 
وتابع البغدادي، "رؤية ترمب تتضمن الموافقة على ضمّ أكثر من 30% من أراضي الضفة، هذه الأمور لها صدى أميركي يدفع نحو الموافقة على هذه الخطوة خاصة في معسكر الرئيسي الأميركي.
 
وتساءل البغدادي، "يبقى السؤال ماذا سيضم نتنياهو، هل ستضم أراضي الأغوار والمستوطنات دفعة واحدة، ما سيمثل تهديدًا بينها وبين الأردن خاصة فيما يتعلق بالمعاهدة بينهم والتي قد يتم إلغاؤها، أم أن الضمّ سيكون بشكل تدريجي، الأمر الذي سيحمي السلطة الفلسطينية من الانهيار، فهي لن تستطيع في حال تنفيذ السيناريو الأول من أن تستنكر فقط!"
 
الردود العربية والغربية حينها..
وأشار الكاتب الفلسطيني، إلى أن "المجتمع الدولي منشغل بأوضاعه الداخلية، خاصة مع تفشي فيروس "كوفيد "19، فيما الوضع العربي فكما هو قائم، ليس له أي وزن، فسوريا مشغولة بنفسها كذلك العراق، فيما بعض دول الخليج تذهب نحو التطبيع مع الاحتلال".
 
ما المتوقع والمأمول من السلطة الفلسطينية
هنا طرح البغدادي، توقعاته وآماله مما قد تقوم عليه السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، ويقول: "فالمتوقع دون المأمول، لأن من المفترض أن للسلطة أدوات كثيرة للتحرك في هذا الملف، الأهم هو أن تبدأ بتحريك الملفات القانونية في المحكمة الدولية، وأن تقف خلف الشعب لتدعمه بانتفاضة ضد الاحتلال، وأن تحقق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وغيرها الكثير من الخطوات".
 
وأشار إلى أن حجم ردة الفعل في عند إعلان صفقة القرن كانت محدودة، إذ أن السلطة لم تشجع الشعب على المواجهة، بل كل ما قامت به هو أنها سمحت بخروج تظاهرات محدودة للتعبير عن رأيها، كي لا تقلب الطاولة".
 
وأضاف البغدادي، "أما المتأمل، فهو أن تستعيد السلطة ثقة الشعب، ما يستعدي ظهورها صلبة للمواجهة قادرة على دفع الكلفة، وإطلاق مشروع فلسطيني كامل وشامل بين الداخل والخارج، وإنهاء حالة الجمود في موضوع الانقسام، وإعادة تشكيل قيادة موحدة مختارة من قبل الشعب، وتبني المقاومة بكل أشكالها المسلحة وغير المسلحة، والشعبية الممكنة منها، وإطلاق العنان للمقاومة في الضفة.. ومقاطعة الاحتلال ومقاومة التطبيع. هذه هي أشياء مأمولة وفي يد السلطة".
مواضيع ذات صلة
مخطط الضم.. هل نجح الأردن في المواجهة.. وما هي السيناريوهات المستقبلية؟
بدبلوماسية نشطة يواجه الأردن الأطماع الإسرائيلية المتسارعة  بضم الأغوار، وأجزاء من الضفة الغربية، فالماكينة السياسية للمملكة ...
2020-07-14 17:45:39
مسؤول كويتي: 2.1 تريليون دولار حجم الجرائم الإلكترونية المتوقعة حتى 2019
رجّح الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية (حكومية)، محمد غازي المطيري، أن حجم الخسائر المتوقعة الناتجة عن الجرائم الإلكت...
2017-03-14 13:57:55
ما هي أبعاد الحرب الروسية - الأوكرانية المتوقعة على الأمن السيبراني العالمي؟
بينما تتجه أنظار العالم قاطبة إلى تطورات الملف الروسي - الأوكراني، بشكل متزايد وسط مخاوف من اندلاع حرب بين الجانبين وسيناريوهات تو...
2022-02-12 18:23:35