هل تلفظ "وادي عربة" أنفاسها.. العلاقة الأردنية الإسرائيلية إلى أين؟

في الوقت الذي تسارعت فيه التصريحات الإسرائيلية، بقرب السيطرة على أراضي شمال الأغوار المحاذية للأردن، وضم أراض في الضفة الغربية، أطل الملك الأردني عبد الله الثاني عبر مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وسط انشغال دول العالم في مكافحة جائحة فيروس كورونا، ليؤكد على الموقف الأردني الذي وصفه بالثابت، والرافض للممارسات الإسرائيلية، محذراً من أن ذلك "قد يؤدي إلى صدام كبير مع الأردن".

وحذرت قناة "كان" العبرية، أمس، من ترجمة ملك الأردن عبد الله الثاني "تهديداته" لتل أبيب إلى خطوات فعلية حال ضمها أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، والذي قد تشمل تخفيض مستوى العلاقات.

وفي تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، قال معلق الشؤون العربية بالقناة، روعي كايس، إن الخطوات يمكن أن تبدأ بتخفيض مستوى العلاقات بين الأردن و"إسرائيل".

وأضاف كايس: "يدرك ملك الأردن جيدا أنه حال تنفيذ خطوة الضم يمكن أن تتحول المملكة بشكل رسمي إلى وطن بديل للفلسطينيين، وبما أن ذلك أكبر كابوس للبيت الملكي الأردني، فقد حان الوقت لتصعيد النبرة تجاه إسرائيل".

استهداف للأردن

بدوره، قال الخبير العسكري، الدكتور قاصد محمود، في تصريحاته لـ "قدس برس"، إن "صفقة القرن رغم أنها تتحدث عن القضية الفلسطينية، إلا أنها في حقيقتها تستهدف الأردن، وسيادته، بل هي موجهة للمملكة بالدرجة الثانية بعد فلسطين، وبالتالي عمان من أكبر ضحايا صفقة القرن".

وحول تصريحات الملك الأخيرة أوضح محمود: "الملك عبد الله الثاني استخدم عبارات دقيقة وواضحة في تصريحاته للمجلة الألمانية، وبصورةٍ دبلوماسية، فقد تحدث عن المواجهة في حال قررت إسرائيل ضم غور الأردن".

وأشار إلى أنه "في حال أصر الاحتلال على المضي قدماً في خطواته بشأن ضم مناطق في الضفة الغربية، فإنه بذلك يكون قد وضع حداً لمرحلة سلام مع الأردن، استمرت منذ ربع قرن، ستنتهي، وتبدأ بمرحلة جديدة من المواجهة".

لهجة خطاب جديدة

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، عمر عياصرة، في تصريحٍ لـ "قدس برس"، إن "الأردن اليوم يتوجه للاحتلال الإسرائيلي بلهجة جديدة خشنة، غير معهودة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية".

وأضاف: "الأزمة اليوم تكبر بين الجانبين، وهناك خيارات متعددة، كما قال الملك عبد الله في تصريحاته الأخيرة، وبالتالي نتساءل عن سقف الخيارات المطروحة أمام الأردن، وهل بالفعل اتفاقية وادي عربة باتت على الطاولة".

وشدد عياصرة على أن "الأردن الرسمي يدرك الحجم الذي يشكله ضم غور الأردن، وبأن هذه الخطوات تمثل تهديداً لأمن الأردن وهويته، وهو ما يرفضه الكل الأردني".

الحدود الشرقية لـ "الدولة العبرية"

وحول طبيعة التفكير "الإسرائيلي" بسيطرتهم على منطقة غور الأردن، عدّ الكاتب الفلسطيني نواف الزرو، في تصريح لـ "قدس برس" أن "جميع الحكومات الإسرائيلية تعتبر منطقة غور الأردن، بمثابة الحدود الشرقية لإسرائيل".

وتابع: "وعلى هذا الأساس أخذت الحكومات المتعاقبة تتبنى المقولة التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، يغال آلون، لكي يتحقق الدمج بين حلم سلامة البلاد من ناحية جيو استراتيجية مع إبقاء الدولة يهودية من ناحية ديمغرافية، يتطلب هذا فرض نهر الأردن حدوداً شرقية للدولة اليهودية".

وأردف: "من المؤسف أن يتنصل العرب من مسؤولياتهم التاريخية والعروبية تجاه فلسطين والحقوق الفلسطينية، ومؤسف أن السلطة الفلسطينية أهدرت الزمن بالمفاوضات على مدار 25 عاماً، والنتيجة أن هذه المفاوضات باتت عبثية دو أدنى نتائج على الأرض".

ويقضي الاتفاق الموقع بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وشريكه في الائتلاف الحكومي المرتقب بيني غانتس، بالبدء في طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة مطلع يوليو/تموز المقبل.

مواضيع ذات صلة
بعد ربع قرن على "وادي عربة".. العلاقات الأردنية الإسرائيلية في الحضيض
يبدو الأردن غاضبًا أكثر من أي وقتٍ مضى، إزاء تعاظم ممارسات تل أبيب تجاه عمّان التي فهم منها أنها تستهدف الأردن الرسمي. ولا يبدو أ...
2019-10-16 10:02:14
هيئة مقدسية: الاعتداء على الأقصى ينتهك "وادي عربة"
دعت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات"، الأمتين العربية والإسلامية إلى التحرّك عبر المنظمات الدولية والقضائية ...
2015-09-14 13:46:08
الأردن.. مجلس النواب يوافق على إعادة دراسة اتفاقية "وادي عربة"
وافق مجلس النواب الأردني، في جلسته التي عقدها اليوم الأحد، على إعادة دراسة اتفاقية "وادي عربة" وجميع الاتفاقيات الموقعة بين الأردن...
2017-12-10 14:41:31