محللون لا يستبعدون زيارة نتنياهو للرياض.. دلالات التوقيت والأهداف

لم يستبعد محللون أن تكون زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد تمت بالفعل إلى السعودية، وما نفي المملكة لها، "إلا لحفظ ماء الوجه، وجس نبض الشارع السعودي، وتهيئته لمرحلة تطبيع قادمة مع دولة الاحتلال".

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، نفى في تغريدة له، زياة نتنياهو للمملكة، مؤكدا أن "المسؤولين الوحيدين الحاضرين كانوا أميركيين وسعوديين".

ويعتقد الباحث والمحلل السياسي، سليمان بشارات، في حديثه لـ"قدس برس"، أن "هذه الزيارة بالرغم من التأكيد الإسرائيلي والنفي السعودي لها، إلا أن جميع المؤشرات تدل على حدوثها الفعلي".

وأضاف: "قد تكون آلية الزيارة لم تأخذ الطابع الرسمي المتكامل، بمعنى أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، هو من أخرجها بكامل تفاصيلها، وجمع نتنياهو مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مدينة نيوم على الحدود السعودية الأردنية، دون أن تكون حتى بمثابة مخرج لعدم الخوض السعودي الرسمي بعلاقة مباشرة مع "إسرائيل" في هذه المرحلة، وفي ذات الوقت تحقيق أهداف مشتركة تتطلع إليها السعودية وأمريكا وإسرائيل، تجاه العديد من القضايا".

دلالات التوقيت والأهداف

ويرى "بشارات"، أن "نتنياهو يحاول الاستفادة من الوقت المتبقي للإدارة الأمريكية الحالية في خدمة مشروعه التوسعي والتطبيعي،  قبل أن يغادر دونالد ترمب، وإدراته البيت الأبيض".

والأمر الثاني، "تعزيز دور بومبيو شخصيا للمرحلة السياسية القادمة، وهذا ربما نابع من دافع رغبته بالترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، بعد انتهاء ولاية جون بايدن، فشخصية بومبيو القائمة من منطلق رجل الأعمال والسياسي الطامح، تجعله يستغل العديد من الفرص لتعزيز حظوظه المستقبلية" وفق "بشارات".

على الجانب الآخر، يعتقد "بشارات"، أن ولي العهد السعودي، يهدف إلى تعزيز وتأمين مستقبله السياسي والأمني بالمنطقة، من خلال تقوية علاقاته، التي تشكل الإدارة الأمريكية و"تل أبيب" بوابتها في الحالة الإقليمية والعربية، في ظل حالة التطبيع التي انطلق قطارها من الإمارات، وكذلك إمكانية تعزيز الدور السعودي بالمنطقة، أمام منافسين، تركي محتمل، في ظل رئاسة بايدن، وكذلك في ظل المخاوف من التمدد الإيراني بالمنطقة.

وفيما يتعلق بالمخاوف على المقاومة الفلسطينية، أوضح "بشارات" أن حالة الحصار المفروضة عليها، ومحاولة قطع الإمدادات عنها، والضغط عليها بكل الوسائل، قد تكون مقدمة بالإقدام على عمل عسكري مباشر.

تخوفات مشتركة

بدوره، أشار الكاتب السياسي، محمد حامد العيلة، أن "هنالك رؤية مشتركة بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، في العديد من ملفات المنطقة، وقد تطور هذا التعاون في الآونة الأخيرة، في ظل التخوفات المشتركة من إيران والقوى التابعة لها، إضافة إلى التخوف السعودي المتنامي من الدور التركي المتصادم معها في المنطقة".

وأضاف: "قد يكون الهدف من اللقاء مناقشة هذه المخاوف المشتركة بشكل عام، وعلى وجه الخصوص الملف النووي الإيراني وتنسيق المواقف المشتركة حياله، ومحاولة عرقلة أي مساعي لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدين، تجاه إعادة إحياء الاتفاق من جديد".

وأردف قائلا: "رغم عدم وجود خشية من استهداف عسكري للمقاومة الفلسطينية، من التحالف الإسرائيلي مع دول التطبيع العربية، إلا أن المقاومة متضررة بلا شك، فعلى الصعيد المعنوي تعد الدول العربية هي عمق القضية الفلسطينية، والسعودية دولة مركزية وخساراتها كبيرة للقضية الفلسطينية".

وتابع: "كما أن هنالك ضرر مباشر على المقاومة نتيجة الأدوار التي قد تلعبها هذه الدول بما فيها الرياض، وذلك على صعيد تجفيف منابع تمويل المقاومة الفلسطينية، وعرقلة خطوط إمدادها، وممارسة تضييقات أمنية على الأشخاص والمؤسسات المتعاونة مع المقاومة أو العاملة لأجل القضية الفلسطينية بشكل عام".

النفي السعودي

ويرى "العيلة" أن النفي السعودي للقاء أمر متوقع، وأضاف، "بتقديري أن السعودية لم ترغب في الإعلان عنه، بعكس نتنياهو الذي سرب الخبر، كما فعل في لقائه مع رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، والذي سبق إعلان تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية بثمانية أشهر".

وأوضح أن أسبابا تتعلق بالشأن الداخلي الإسرائيلي، وراء تسريب الخبر، وذلك رغبة من نتنياهو في حرف الأنظار عن تشكيل لجنة تبحث في شبهات فساد، حول صفقة شراء غواصات ألمانية، وتحوم الشبهات حول مقرّبين منه، وقد تطوله شخصيًا، فضلا عن الغضب الشعبي الإسرائيلي المتنامي على خلفية تُهم الفساد، بالإضافة إلى إظهار أن عملية التطبيع لا تزال مستمرة، وأنه يحقق انتصارات جديدة للإسرائيليين في هذا الشأن.

وأشار إلى عدم رغبة النظام السعودي الحاكم في تأكيد الخبر، "لأنه لا يعتقد بأن الأجواء باتت مهيئّة لإضفاء البعد الرسمي على هذه العلاقة، فالمملكة تسير وفق خطة مدرّجة لتغيير موقفها التقليدي المعلن من العلاقة مع الإحتلال، وهنالك العشرات من المؤشرات على وجود هذه العلاقة منذ أعوام، وأهمها مؤخرًا مباركة التطبيع البحريني-الاسرائيلي، فلا يمكن مثلًا لمملكة البحرين أن تخطو هذه الخطوة دون موافقة سعودية، بل ودفع سعودي باتجاهها".

من جهته، يرى المحلل السياسي، مهران ثابت، أن "مربط الفرس في هذه الزيارة أن نتنياهو أخفاها عن وزيري الجيش الإسرائيلي والخارجية، وهي من المناصب السيادية في دولة الاحتلال، مما يعطيها أهمية كبيرة نظرا لسريتها وتوقيتها، وبالتأكيد فإن مسألة التطبيع كانت حاضرة، خاصة، وأن عراب التطبيع في منطقة الشرق الأوسط، يوسي كوهين" كان مرافقا لنتنياهو".

وأشار "ثابت" إلى أن الإسرائيليين يعتقدون أن فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية سيغير وجه المنطقة، وهناك تخوفات متعلقة بالاتفاق النووي، وأيضا هناك تخوفات سعودية من الخطر الإيراني ومشروعها النووي، وهذا ما يروج له الإعلام السعودي، لتبرير التطبيع، باعتبار إيران هي العدو المشترك.

مواضيع ذات صلة
مناورات "درع القدس".. التوقيت والأهداف
نفذت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مناورات عسكرية دفاعية، حملت عنوان "درع القدس"، وشهدت ا...
2021-12-15 16:03:21
"فلسطينيو الخارج" ينظم مؤتمرا دوليا لمناهضة التطبيع.. دلالات التوقيت والتمثيل
في خطوة هي الأولى من نوعها، يستعد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، لتنظيم المؤتمر الدولي الأول لمقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائ...
2021-01-23 20:50:51
بعد زيارة عباس للرياض.. صحيفة تابعة للسلطة تتهم حماس والجهاد بالتبعية لإيران
هاجمت صحيفة تابعة للسلطة الفلسطينية، طهران وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وذلك عقب زيارة قام بها...
2017-11-09 11:50:21