ما زال العالم يعاني من مشكلة الاختلال الإخباري، وهي أزمة مزمنة. فقبل عقدين من الزمن خرجت “لجنة ماكبرايد” بتقرير مثير عن الواقع الذي يخضع له تبادل الأنباء في العالم، تضمن إثارة لدواعي القلق من عمق الاختلال القائم في التدفق الإخباري بين الشمال والجنوب، خاصة أنّ أربع وكالات عالمية فقط تحتكر بث الأنباء، بينما تبدو الأمم النامية مجرد مستهلك لها. لقد شكلت تلك الحقائق المذهلة التي وقفت عليها اللجنة المذكورة التي شكلتها اليونسكو لدراسة مشكلات الاتصال دافعاً لإبداء الأمم النامية مزيداً من الاكتراث بتفعيل حضورها في سوق الأخبار وتفعيل أداء وكالات الأنباء الوطنية. وقد تعزز الاتجاه نحو تأسيس وكالات أنباء وطنية في العالم العربي منذ السبعينيات، حيث تتبع لوزارات الإعلام في الغالب، كما عليه الحال في معظم الدول النامية. ومع ما أبدته تلك الوكالات من تفاوت من قطر إلى آخر، فإنّ الفجوة الإخبارية بين الشمال والجنوب ظلت قائمة مع استمرار اعتماد وسائل الإعلام على القليل من وكالات الأنباء المتنفذة. ومن جانبها تدرك وكالة "قدس برس إنترناشيونال" للأنباء خلفيات تلك الفجوة وانعكاساتها، وترى أنّه ينبغي على خدماتها الإخبارية أن تنسجم مع واقع العالم العربي واحتياجاته، وأن ينبع أداؤها من الخصائص الثقافية التي ينطوي عليها هذا العالم. ولذا أولت على مدى أكثر من عقدين من الأداء المتواصل عناية خاصة للمواد الإخبارية المتصلة بالتنمية والعلوم والثقافة واللغة. وتعكف على رصد الأعمال الإبداعية والفعاليات الثقافية والإصدارات البارزة في العالم العربي والبلدان النامية والفقيرة، دون أن تهمل الدور المناط بها كوسيلة أنباء في الإسهام في التواصل الثقافي عبر العالم. كما أنّ شروع الوكالة ببثها المنتظم منذ الأول من حزيران (يونيو) 1992 كان قد تم على أرضية إدراكها للمسيرة التي قطعتها وكالات الأنباء الوطنية في الأقطار العربية وللدور التكاملي الذي يؤمل منها كأول وكالة أنباء عربية مستقلة. وبهذا يكون من نافلة القول أنّ وكالة "قدس برس إنترناشيونال" تعي جيداً أنها تطرح خدماتها في ساحة إعلامية تخضع في معظمها لاحتكار قلة من وكالات الأنباء، وقد كانت هذه الحقيقة ذاتها قد أثارت قلق أوساط دولية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو"، ما دفعها إلى إطلاق الدعوة إلى إقامة نظام إعلامي عالمي جديد في العام 1976 وما تلاه. كما أنّ “قدس برس” لم تغفل أيضاً أهمية العامل التراكمي الذي أفادت منه الوكالات الإخبارية الكبرى في العالم ذات الإرث الكبير في العمل الإعلامي والصحفي. ولكنّ “قدس برس” رأت بالمقابل أنّ فرصها في المنافسة إنما تنبع في حقيقة الأمر من انتمائها المباشر إلى العالم الذي تعنى بمخاطبته في المقام الأول، أي العالم العربي، وهو ما يجعلها أقدر على فهم احتياجاته الإعلامية وطرح خدمات إخبارية تتسق مع خصائصه ومتطلباته. كما أنّ عليها أن تعزف عن كثير من الممارسات النمطية السائدة في وكالات الأنباء في الدول النامية، التي لم تفلح في اجتياز الحدود السياسية للأقطار التي أنشأتها، فالوكالة تدرك من جانبها عمق التحدي الذي يواجهها والحاجة الماسة إلى طرح خدمات تتمتع بقدر عال من التميز والمستوى المهني المرموق.
وكالة "قدس برس" للأنباء، شركة محدودة، مقرها الرئيس في بريطانيا ولها مكاتب إقليمية وفروع ومراسلون في أرجاء العالم. والوكالة هيئة مستقلة تأسست في الأول من حزيران (يونيو) 1992 وهدفها تقديم الخدمات الإعلامية متعددة الأوجه، وتسعى لتحري الموضوعية والحيادية في عملها. وتعتبر فلسطين ساحة رئيسية ومحورية في تغطيات الوكالة الإخبارية، إضافة إلى فلسطينيو الشتات، فيما تواكب الوكالة مختلف القضايا ذات الصلة بالساحات الإقليمية والدولية. و تقدم الوكالة ضمن خدماتها الإخبارية المتنوعة تغطية لمسائل سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية وأدبية وفنية، من خلال شتى القوالب الصحفية. ترتبط الوكالة بمئات الجهات الإعلامية والمؤسسات البحثية والأكاديمية حول العالم، تحصل على خدماتها الإخبارية وتغطياتها المتواصلة، كما أنّ لها اتفاقات تعاون مع عدد من وكالات الأنباء بهدف تبادل الأخبار والمعلومات والإفادة من الخبرات المتوفرة لدى كلّ جانب. و تقوم الوكالة بإيصال خدماتها الإخبارية للمشتركين عبر البريد الإلكتروني وعبر الموقع الخاص بالمشتركين على شبكة الإنترنت، تقدم الوكالة أنواعا عدّة من الخدمات الإخبارية، لتلبية احتياجات المشتركين على تنوّعها.