"صائدو النازية"... صفحة "تيليغرام" للمستوطنين تحرض لقتل واعتقال الفلسطينيين في الضفة

منذ السابع من أكتوبر الماضي، تنشط صفحة باسم "صائدو النازية" التي يديرها مستوطنون متطرفون على منصة "تيليغرام"، حيث تقوم على التحريض المباشر على السياسيين والناشطين والصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كما طالت مؤخرا حملات التحريض الصحفيين والناشطين من قطاع غزة.
وترصد المجموعة ما يحدث في الميدان، وترصد عمليات اعتقال وتصفية النشطاء، ثم تقوم بالإشارة لاحقاً أن هذا الناشط تم اعتقاله أو تمت عملية تصفيته، في إشارة إلى مستوى التقدم في عمليات الاستهداف الناتجة عن التحريض.
وترصد أيضا ما تنشره الصفحات التابعة للمتاجر والمطاعم وحتى محلات الملابس، من دعايات واعلانات قد يتحججون أنها تدعو أو تدعم المقاومة أو تستعين بأسماء المقاومين وصورهم للترويج لبضائعهم. وهنا يتم إعادة نشر الإعلان على صفحة صائدو النازية، مع دعوات للمستوطنين لملاحقتهم، ولجيش الاحتلال لاغلاق تلك المؤسسات وتخريبها واعتقال اصحابها.
ويقول المختص في الشؤون العبرية عزام أبو العدس لـ"قدس برس" إن "المتتبع للمنشورات على هذه الصفحة يدرك انها تسعى لإيصال رسالتين أساسيتين، أولهما للناشطين والقادة الفلسطينيين أن هناك من يقوم بمتابعتهم ورصد تحركاتهم وأنشطتهم ومنشوراتهم، ثم تأتي الرسالة الثانية: وهي التحريض عليهم لقادة جيش الاحتلال بالاعتقال والتصفية".
ويتابع من "الواضح تماماً أن المجموعة لا يديرها نشطاء مستوطنون فقط، بل يشير حجم المعلومات المقدمة عن التاريخ الشخصي لكل واحد من المستهدفين وأبرز تحركاته ومنظومة علاقاته أنها تحتوي على ضباط مخابرات نشطين، أو حتى ضباط سابقين لديهم إمكانية الولوج إلى مصادر المعلومات السرية لدى أجهزة أمن الاحتلال".
ويضيف: "هذه الصفحة تتقصد إيصال رسائل عنيفة أهمها التهديد بالتصفية والقتل، نظراً للتصميم الموحد الذي تقدمه، وهو إشارة القناص على رأس المستهدفين الذين يتم الإشارة لهم، في دلالة على نية تنفيذ عمليات القتل، أو التحريض عليها، وهو ما يظهر في جملة المنشورات التي يتم إضافتها باستمرار للتحريض على المواطنين والنشطاء".
ويعقب أبو العدس على ذلك بقوله "إن القائمين على الصفحة تعمدوا في انتقاء مسماها في الاتكاء على معتقدات قديمة في الثقافة الغربية، وهي موضوع الإجماع على معاداة النازية والاتفاق على اجتثاث مؤيديها، في محاولة لدغدغة المشاعر الغربية التي لطالما بقيت متيقظة لكل ما يتعلق بموضوع معاداة السامية وارتداداتها المختلفة".
"كما تحاول الصفحة من خلال هذا المسمى أن تنزع عن المستهدفين صفة الإنسانية وأبسط الحقوق، وهو ما بات يطلق عليها بتجريم النشطاء من أجل شرعنة عملية تصفيتهم، إذ يبدو هذا اللعب على المشاعر أخطر ما يمكن أن يحدث في هذا السياق"، وفق أبو العدس.
الصحفيون.. المستهدفون الأوائل
وكان مركز مدى لمحاربة التحريض على منصات التواصل الاجتماعي، نشر سابقا قائمة بأسماء عدد من الصحفيين والناشطين الذين تعرضوا للتحريض على صفحة "صائدو النازية"، فقد حرضت ضد الصحفي حاتم حمدان بالقتل والاعتقال، بعد أن نشرت صورته وعليها علامة استهداف حمراء، وكتبت على الصورة اسمه ومكان سكنه وأنه ناشط لدى حركة وأنهم يتمنون من العدالة أن يقتصوا منه.
كما تعرضت الصحفية رولا حسنين للتحريض عبر الصفحة بنشر صورتها وكتابة العبارات التحريضية ضدها، وأيضا الصحفي محمد تركمان والصحفية سمية جوابرة التي سبق وتعرضت للاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي لنحو أسبوعين، قبل الافراج عنها.
ولم يكتف الاحتلال ومستوطنوه بالجرائم التي يرتكبونها في قطاع غزة، بل عملوا على التحريض لقتل الصحفيين هناك. فقد تعرض المصور الصحفي حسن إصليح لحملة تحريضية واسعة، طالب من خلالها المستوطنون من جيش الاحتلال بالوصول إليه وقتله.
كما حرض المستوطنون على الناشطين المقدسيين، ومن أبرز من تعرض للتحريض المرابطتان المقدسيتان هنادي الحلواني وخديجة خويص، ونتيجة لذلك تعرضتا للاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وافرج عنهما لاحقا.