حراك لإعلان الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين
أكتوبر 1, 2022 6:29 م
تستعد مجموعة من المؤرخين وعلماء الآثار الفلسطينيين لإطلاق اتحاد يمثلهم في الخارج والداخل، ينطلق من رؤية وطنية فلسطينية، لتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة أكاذيب الخرافات الإسرائيلية.
وعقد الاتحاد مؤخرًا مؤتمره التأسيسي ما بين غزة والضفة والخارج عبر تنقية "فيديو كونفرنس"، لعرض النظام الداخلي، ورؤية اللجنة التحضيرية، وحصر العضوية للتحضير لإجراء الانتخابات.
إعداد منذ عام
وأوضح مؤسس وعضو اللجنة التحضيرية للاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين، ضرغام فارس، أنه "بالتعاون مع مجموعة من زملائه، عكفوا منذ قرابة العام للتحضير لعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد".
وقال فارس لـ"قدس برس" إن "القائمين على الاتحاد، بصفته الهيئة التأسيسية، وخلال مؤتمره التأسيسي، عرضوا ما أعدوه، والذي تمثل في مسودة النظام الأساسي، وأهم مواد النظام الداخلي، ليكون متاحًا لجميع المؤرخين والآثاريين الفلسطينيينن، وقابلاً للتعديل بناءً على ملاحظاتهم التي ستصل".
وشدد على أهمية وجود اتحاد يجمع ويوحد المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وذلك "للإجابة على العديد من التساؤلات، وهي أين نحن، قيادة وشعبًا ومؤسسات أكاديمية، من العمل المنظم الذي انتهجته الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال، لتشريع الاحتلال تاريخيًا ودينيًا".
وأضاف: "إذا كان هناك خلاف بين المؤرخين وهواة التأريخ، والمأجورين الذين يتعمدون التضليل، ألا نستطيع الدفاع عن تاريخنا وقضيتنا العادلة؟".
وأشار إلى أن ذلك "من خلال الخروج بقراءة علمية واحدة موحدة مكتملة لتاريخ فلسطين، يتم اعتمادها على الأقل من طرف القيادة السياسية وجميع السياسيين والدبلوماسيين الفلسطينيين".
توحيد الجهود في الداخل والشتات
وتابع فارس: "من خلال توحيد المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وتوحيدهم ضمن استراتيجية علمية وطنية، نستطيع بدء التواصل والتشاور والتكامل فيما بيننا".
وأردف: "لدينا قراءة علمية لتاريخ فلسطين أجمع عليها كبار المؤرخين والآثاريين على مستوى العالم، ونستطيع تقديمها للعالم بكل ثقة وجرأة لأنها علمية محايدة وتنقض المزاعم الصهيونية وتنصف قضيتنا العادلة".
وشدد فارس على أن "الاتحاد يحرص على تقديم صورة علمية مكتملة لتاريخ فلسطين، في الإطار والمضمون، وبلغة بسيطة تناسب غير المختصين بالتاريخ والآثار، وتنقض مرتكزات الفكر الصهيوني الخرافي مثل السامية والرابط العرقي".
واستطرد أن الصورة التي يسعى الاتحاد لتقديمها "توضح كيف كان ظهور الديانة اليهودية في فلسطين تطورًا في نظام الحكم وفي مفهوم الإله، وأنه تطور محلي أنتجه السكان الأصليون متعددوا الأعراق، وليس طارئا دخيلاً جاء من العراق، ولا غزوًا جاء من مصر".
وقال المؤرخ الفلسطيني: "يجب أن نتصالح مع تاريخنا ونقرأه بطريقة علمية محايدة، بعيدًا عن التربية الدينية والتعبئة العرقية، التي تهيمن على طريقة تفكير معظمنا".
واستردك: "عند ذلك سندرك، وبالأدلة التاريخية والأثرية، أننا أصحاب الأرض والتاريخ، وأن كل ما شهدته فلسطين منذ العصور الحجرية إلى اليوم من حضارات وأحداث هو تاريخ أجدادنا، وموروثنا الثقافي، بكل مكوناته الملموسة وغير الملموسة".
وأضاف: "سندلل على أن اليهود الذين جلبتهم الحركة الصهيونية من مختلف أنحاء العالم، لا يربطهم بفلسطين أي رابط عرقي أو تاريخي، وإنما رابط ديني فقط".
وأوضح أن ذلك "لأن الديانة اليهودية انتشرت في فلسطين وخارجها دون ضوابط عرقية، ومن الأمثلة التاريخية التي تؤكد ذلك، اعتناق الديانة اليهودية من طرف مملكتي حِمْيَر والخزر".
وأشار فارس إلى أن المؤرخين من مؤسسي الاتحاد قاموا "بصياغة مسودة النظام الأساسي للاتحاد، وأهم مواد النظام الداخلي، بصيغة تعكس رسالتنا العلمية والوطنية وتصب في خدمة مسؤوليتهم المجتمعية".
وبيّن أن هذه الرسالة "تتمثل في العمل ضمن الأسس العلمية على خلق رأي عام فلسطيني، يتمسك بحقوقه الوطنية وبأراضيه المحتلة، وبحقه بالعودة وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني".
وشدد على أنهم يسعون كذلك إلى "خلق رأي عام عربي إسلامي وعالمي مؤيد وداعم للحقوق الفلسطينية".
دعوة للانتساب
ودعا فارس المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين أن "يبدؤوا بتقديم طلبات الانتساب، ليتسنى لهم حصر العضوية وإجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن".
ونوّه إلى أن "كل من يحمل شهادة جامعية في التاريخ أو الآثار يحصل على عضوية الاتحاد، إضافة إلى الإرشاد السياحي، أو السياحة والآثار، أو أحد فروعها".
وأشار إلى أن "أي شخصية لها اهتمامات وأبحاث علمية منشورة تتعلق بآثار فلسطين، من الممكن وجودها كعضو شرف، دون حق الانتخاب أو الترشح".
واستطرد: "مازلنا في اللجنة التحضيرية مجموعة من الأكاديميين وحملة الدكتوراة، نعمل على حصر العضوية، وأنه لا انتخابات قبل حصر العضوية، ولا تمثيل للاتحاد قبل الانتخابات".
وأردف أن "الاتحاد لن يحقق أهدافه العلمية والوطنية بالمستوى الذي نطمح إليه دون التفاف المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين حوله وتنفيذ سياساته، وهذا لا يكون إلا بالانتساب وبانتخابات تفرز من يحظون بثقة غالبية المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات".
تصنيفات : الأخبار