برلمان البرازيل يستضيف النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
خصصت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان البرازيلي، مساء الأربعاء، جلسة استماع علنية حول أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدعوة من نواب مؤيدين للقضية الفلسطينية.
ووجهت اللجنة التي يرأسها النائب الفيدرالي ليوناردو مونتيرو، دعوة رسمية غير مسبوقة لعدة شخصيات برلمانية فلسطينية للمشاركة في الجلسة، حضر منهم كل من: حسن خريشة، النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والسفير الفلسطيني في برازيليا إبراهيم الزبن، ورئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال) أحمد شحادة، ورئيس اتحاد المؤسسات الفلسطينية في البرازيل (فيبال) وليد رباح.
وعرضت الشخصيات الفلسطينية انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته وحريته، مطالبين النواب البرازيليين بممارسة مزيد من الضغوط على الاحتلال، وفضح جرائمه، كما قدموا دعوة لأعضاء اللجنة البرازيلية لزيارة الأراضي الفلسطينية؛ للوقوف على حقيقة الجرائم الإسرائيلية هناك.
واستمعت اللجنة لكلمة البرلماني الفلسطيني، حسن خريشة، الذي بيّن أن "البرلمان الفلسطيني هو البرلمان الوحيد من بين جميع برلمانات العالم الذي لا يستطيع عقد جلساته بين جميع نوابه إلا من خلال تقنية الفيديو عن بُعد؛ بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي".
وقال خريشة في تصريح لـ"قدس برس" إن "دعوة البرلمان البرازيلي تمثل حدثاً جديداً ومهماً، وأعتقد أنها بداية لعلاقة طيبة بينه وبين البرلمان الفلسطيني".
وأضاف أن "الدعوة تأتي بعد انتخاب الرئيس (لولا دا سيلفا)، الذي سيعزز وجوده في السلطة العلاقات البرازيلية الفلسطينية"، مبيناً أن "البرازيل من الدول المؤثرة في المنطقة والعالم، وهي قوة اقتصادية، وشعبها شعب متفهم، وكثير من أصدقائنا البرلمانيين موجودون هنا، والفلسطينيون في البرازيل وجودهم مؤثر، ويلعبون دوراً مهماً".
وتابع: "نقلنا صورة الوضع في فلسطين بشكل عام، بداية من النكبة الفلسطينية ونتائج التآمر الغربي، على اعتبار أن نكبة الفلسطينيين صناعة غربية؛ بدأت بريطانية، واستمرت أمريكية، وهي اليوم مستمرة بأدي كل هؤلاء جميعاً".
وبيّن أن جبهة أعداء الشعب الفلسطيني أصبحت واضحة، وجبهة أصدقائه كذلك، "ونحن بحاجة لتعزيز جبهة الأصدقاء".
وأكد خريشة أن "75 من عمر النكبة لم تثنِ الشعب الفلسطيني في يوم من الأيام عن ممارسة حقه في المقاومة المشروعة والمسلحة، وغيرها من أشكال المقاومة، لإنهاء الاحتلال".
من جهته؛ قال رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال) لـ"قدس برس" إن "البرلمان البرازيلي ما زال في دورته القديمة، وما زالت الحكومة اليمينية قائمة، ورغم كل هذه الصعوبات تمكنا من عقد هذه الجلسة"، مضيفاً أن "البرلمان الحالي يودع أعمال دورته الانتخابية بتأكيد تضامنه مع الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "الجلسة مثلت إنجازاً كبيراً، فليس سهلاً أن تُدعى شخصيات برلمانية فلسطينية للبرلمان البرازيلي"، لافتاً إلى أن "الكثير من العراقيل وُضعت أمام هذه الدعوات، ولكننا استطعنا تجاوزها بمساندة النواب المؤيدين لقضيتنا".
وأوضح شحادة أن "الجلسة عُقدت بجهد نواب الجبهة البرلمانية المشتركة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وبالتنسيق مع المعهد البرازيلي الفلسطيني".
وأكد أنه "بمجرد بدء أعمال البرلمان البرازيلي الجديد في شباط/فبراير القادم؛ فإننا سنعمل على تجديد الجبهة البرلمانية التي تشكلت عام 2019 من 210 نائب وسيناتور برازيلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والتي ستضم المزيد من النواب الجدد المؤيدين لفلسطين".
وكان البرلمان البرازيلي قد عقد في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، جلسة رسمية خاصة بفلسطين، إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بحضور عدد من أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ، وممثلين عن مختلف الأحزاب البرازيلية.
ويشار إلى أن الزعيم اليساري البرازيلي لولا دا سيلفا، المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية، فاز برئاسة البرازيل للمرة الثالثة، بعد فوزه في جولة الإعادة نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بفارق ضئيل، على الرئيس اليميني المنتهية ولايته جايير بولسونارو.