إعلام عبري: قضية شرائح الاتصالات الإسرائيلية مجرد نقطة واحدة في سلسلة من الإخفاقات

بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة "حماس" على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة المحاصر، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لا يزال حجم الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي يتكشف مع الكشف عن مزيد من الإشارات التي ظلت تتلقاها الأجهزة الأمنية حتى اللحظات الأخيرة عشية الهجوم، ورغم ذلك لم يتم اتخاذ إجراءات كافية لإحباط الهجوم.
وقالت صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية: إن آخر ما تم الكشف عنه في هذا الشأن، المؤشرات التي رصدها جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) والتي تتمثل بتفعيل المئات من شرائح الهاتف (بطاقات "سيم") الإسرائيلية في قطاع غزة، قبل ساعات من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهذا بتطلب تحقيقا، فقد كان لدى إسرائيل إشارات واضحة عن تلك البطاقات في تلك الليلة، وأيضاً في الفترة التي سبقتها.
وادعت أن حماس قامت بعملية تمويه، ونفذت تدريبا مماثلا عدة مرات في الأشهر التي سبقت الهجوم، وحتى هذه المرة اعتقدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه كان تدريبا.
وأضافت إذا نظرنا إلى الماضي، فمن الواضح أن حماس هدأت إسرائيل حتى شنت هجومها. وهكذا تصرفت أيضاً في العمليات الوهمية التي نفذتها للوصول واقتحام السياج الأمني والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وأشارت إلى أن النظام الإسرائيلي كان أسيرًا لهذا المفهوم. ورأى أن "حماس" مترددة وتخشى عملية عسكرية، وتفضل الجمع بين المال والعمال على الحرب.
ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية، عززت هذا المفهوم لسنوات. لقد رفضت بحزم كل من يسعى إلى تقويضها – سواء في مقترحات القضاء على كبار قادة حماس (التي طرحها رؤساء الشاباك الثلاثة الأخيرون)، أو في مقترحات وقف المساعدات القطرية (التي روج لها رئيس الموساد الحالي).
وأضافت أن هذا المفهوم كان عميقا ومتجذرا لدرجة أنه يبدو أنه حتى لو أعلن السنوار بصوته أنه سيهاجم ومتى، لكانت إسرائيل ظلت نائمة.
ووفق الصحيفة الإسرائيلية، سارع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الادعاء بأنه علم بفتح شرائح الهاتف الإسرائيلية فقط من خلال إعلان صدر قبل بضعة أيام في وسائل الإعلام، مضيفة أن هذه كانت كذبة: لقد علم بها على الفور، وظهر الموضوع أيضاً في عدة مناقشات شارك فيها في الأيام الأولى للحرب. لم يكن نتنياهو الوحيد الذي يعرف: كذلك فعل معظم وزراء الحكومة، وعوامل أخرى لا حصر لها، بما في ذلك كل صحفي تقريبا يتعامل في هذا المجال، لكن سبب عدم النشر، يعود إلى الرقابة المشددة التي فرضت، خوفا (حقيقيا) من المساس بأمن الدولة: فالعدو (حماس) يتعلم من مثل هذه المنشورات، ويسكر الثغرات.
وقالت الصحيفة: إن مسؤولية كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي والشاباك واضحة ومعروفة: لقد أخذوها على عاتقهم. وفي نهاية الحرب سوف يستقيلون أيضًا ويعودون إلى ديارهم. وقبل ذلك، سيجرون تحقيقات ثاقبة بأخطائهم.
وأكدت الصحيفة، أن قضية بطاقة سيم (SIM)هي مجرد نقطة واحدة في سلسلة طويلة من الأمور التي سيتم فحصها. وهي تشمل الإخفاقات في جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية، وفي فهم العدو، وبالطبع في الدفاع الفاشل عن المستوطنات المحيطة.
يشار إلى أنه بحسب هيئة البث /كان 11/ العبرية فإنه في ساعات مساء الجمعة 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تلقت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحذيرات من الشاباك على تفعيل عشرات الشرائح الهاتفية الإسرائيلية في قطاع غزة، "قبل منتصف الليل بساعات".
وساد الاعتقاد في الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية أن التطورات التي رصدت هي تدريب ولم تتم التوصية برفع حالة الاستنفار، وهكذا كانت التقديرات في كلتا المداولات.
ولليوم 144 على التوالي يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و782 شهيدا، وإصابة 70 ألفا و43 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.