هل ينجح "بن غفير" في تنفيذ مخططاته بالمسجد الأقصى؟

يسعى وزير الأمن الداخلي المفترض في الحكومة الإسرائيلية القادمة (لم يُعلن عن تشكيلها بعد)، المتطرف إيتمار بن غفير، خلال الأيام القليلة القادمة، للإيفاء بوعوده للمستوطنين بالسماح لهم باقتحام المسجد الأقصى في كل وقت، وزيادة أعدادهم، ونقل الصلوات التلمودية لأماكن كانت ممنوعة في حدوده.
ويرى المتخصص في شؤون المسجد الأقصى المبارك، خالد زبارقة، أن "الانسجام العربي والإقليمي مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي، والصمت المطبق رسمياً وشعبياً على ممارساته الإجرامية في المسجد الأقصى، شكل فرصة سانحة لبن غفير".
وأضاف زبارقة لـ"قدس برس" أن "المسألة لا تتعلق بشخص بن غفير، بقدر ما تتعلق بالسياسة العامة الإسرائيلية، التي تشجع جنود الاحتلال على إطلاق النار على الفلسطينيين بمجرد الشبهة، وتطمئنهم بأنهم سوف يحظون بالحماية من الملاحقة القانونية".
وحذر من أن "الأحداث تتصاعد، ولا أحد يستطيع تصور كيف ستتطور، ولكن القراءة المتأنية لحركة وصيرورة الوقائع تقول إننا أمام أحداث كبيرة".
التقسيم المكاني والزماني
من جهته؛ قال الباحث السياسي سليمان بشارات، إن "موضوع التقسيم المكاني أو الزماني فيما يتعلق بالمسجد الأقصى ليس وليد اللحظة، فقد بدأ منذ نهاية التسعينات تقريباً".
وأضاف بشارات لـ"قدس برس" أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول ترسيخ هذه القاعدة، وتطويرها من مجرد مطالبة إعلامية إلى أمر واقع على الأرض، وهو يدرك أن أي تسرع في تطبيق هذه السياسة؛ سيجعل الاحتلال يخسر الكثير من الخطوات التي حققها، ولهذا السبب يعمل على فترات زمنية طويلة قد تصل إلى 20 سنة".
وأكد أنه "بالرغم من فكفكة الواقع التنظيمي والفصائلي في الضفة الغربية بداية عام 2005، إلا أن الحالة الثورية التي بدأت تنتعش وتبرز في الضفة الغربية خلال الشهور القليلة الماضية؛ ربما تصل لإعادة بلورة حالة عمل نضالي شعبي فلسطيني، قد يتخذ أشكالا متعددة في الوقت الحالي".
واستدرك أنها "قد تتبلور في المستقبل القريب كحالة شعبية جماهيرية، خصوصا إذا وقع حدث كبير وفاصل في المسجد الأقصى".
اختبار عيد الأنوار
من جانبه؛ قال الباحث المتخصص في شؤون القدس، عبدالله معروف، إن "مناسبة عيد الأنوار اليهودي القريبة؛ تعتبر الاختبار الأول للمتطرف بن غفير، باعتباره وزيراً للأمن الداخلي".
واستدرك معروف أن "بن غفير سيسعى في هذه الفترة بكل قوته لإثبات نفسه وقدرته على تغيير الوضع القائم في الأقصى، وفرض سياسته التي يريدها، وتنطلق أساساً من رؤية جماعات المعبد المتطرفة على المسجد من خلال شرطة الاحتلال، وتحكمه بها كوزير".
وأضاف أن "تمكن أو عدم تمكن بن غفير من تنفيذ رؤيته في المسجد الأقصى المبارك في هذه الفترة؛ منوط بالدرجة الأولى في طريقة وشكل ردود الفعل السياسية والشعبية في فلسطين".
ورأى أن "المناخ العام العربي السياسي البائس، يمكن أن يكون مشجعاً لهذا الشخص وحكومته، بالقيام بما تريده فعلياً في المسجد الأقصى، ولكن التعويل دائما يكون على ردود الفعل الشعبية، وهذا الذي يخشاه الاحتلال بالدرجة الأولى، وأثبت نجاعته في السنوات الماضية".
يشار إلى أنه وفق الاتفاقات الائتلافية بين رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ومعسكره اليميني؛ سيتولى بن غفير رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) منصب وزير الأمن القومي (وزارة مستحدثة من الأمن الداخلي)، مع صلاحيات واسعة على الشرطة وقوات حرس الحدود المنتشرة بالضفة الغربية.