الفلسطينيان فاتن وناصر.. قصة ارتباط رغم حكم بالسجن مدى الحياة

لم تكن تتوقع الناشطة في الدفاع عن الأسرى، فاتن إسماعيل، من قطاع غزة، أن رفعها صورةَ الأسير ناصر الشاويش، من الضفة الغربية المحتلة، سيوصلها إلى الارتباط به.
الأسير الشاويش (47 عاما) من محافظة طوباس (شمال الضفة) المعتقل منذ 21 سنة، والمحكوم بعدة مؤبدات (مدى الحياة)؛ لفتت انتباهه فتاة ترفع صورته خلال الاعتصام الأسبوعي في مقر الصليب الأحمر بغزة.
وتروي فاتن لـ"قدس برس" حكايتها مع الشاويش، وتفاصيل ارتباطها به، رغم أنه محكوم بالسجن مدى الحياة.
وأوضحت أنه "في إطار اهتماماتها في قضية الأسرى بسجون الاحتلال، وكناشطة في هذا المجال منذ 10 سنوات، فإنها تختار كل أسبوع أسيراً كي تلقي الضوء عليه، وتبرز قصته إعلامياً، فوقع الاختيار قبل أربعة أشهر تقريباً على الأسير الشاويش من طوباس".
وقالت إنها "تهدف إلى إيصال رسالة إلى الأسرى، لا سيما أسرى الضفة الغربية، والمعتقلين مدى الحياة؛ أن هناك من يهتم بقضيتكم، ويدافع عنها، مهما تباعدت المسافات، وأن هذه السجون يوماً ما ستُفتح وتحررون".
وأضافت: "تابعت صفحة الأسير ناصر على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ثم أحضرت صورته المكبرة، ورفعتها خلال أحد الاعتصامات في مقر الصليب الأحمر بغزة".
وأشارت فاتن إلى أن "الأسير الشاويش خلال متابعته في السجن لتقرير بثه التلفزيون الفلسطيني عن الأسرى، رآني أرفع صورته، فكان لديه شغف كبير ليعرفني".
ولفتت إلى أن ابن عم الأسير، الذي يغذي صفحته على "فيسبوك"؛ تواصل معها، وتعرف عليها، ونقل للأسير اسمها، وقدّم لها شكره.
وبينت أنها بعد ذلك؛ فوجئت أن أهل الأسير ناصر من طوباس يتواصلون مع ذويها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، عبر الهاتف، من أجل خطبتها، فلم تتردد، ووافقت على الفور.
وأكدت أن عائلته أوكلت أحد أصدقاء ناصر، وهو أسير محرر من الضفة الغربية، بالتواصل مع عائلتها لإتمام عملية عقد القران بشكل رسمي.
وقالت فاتن إن "عقد القران تم من خلال بث مرئي بين غزة والضفة، وأنها أتمت إجراءاته في محكمة غزة، بعد إحضار توكيل من ناصر عبر الصليب الأحمر".
وشددت على أن "لديها قناعة تامة أن ناصراً سيُفرج عنه قريباً في صفقة تبادل، ولديّ أمل أن يتحقق ذلك".
وأضافت: "ناصر قدم زهرة شبابه من أجل فلسطين داخل السجن، وقبل ذلك خلال مقاومته للاحتلال، وليس كثيراً عليه أن ارتبط به من أجل أن يشعر بالأمل".
وطالبت فاتن كل الصبايا الفلسطينيات وغير الفلسطينيات أن يرتبطن بأسرى، وقالت إن "القيد لن يطول بإذن الله، وفجر الحرية آت".
وأوضحت أن ناصراً شاعر وأديب، لديه أربعة دواوين شعرية، ونظم قصيدة خاصة بها من داخل سجنه، مشيرة إلى أنها أشرفت على ديوانه الأخير الذي تم إشهاره من غزة.
واعتبرت أن "يوم الإفراج عنه، والزواج، سيكون يوما تاريخيا"، مشيرة إلى أن "من الصعب وصف الأمر كيف سيكون".
وكان للناشطة فاتن تجربة سابقة بالارتباط مع الأسير أيمن حميدة من الضفة الغربية عام 2017، إلا أن عدم تمكنهما من اللقاء في الضفة أو الأردن أو غزة، بعد تحرره، والمنع الإسرائيلي لهما من السفر؛ كان سبباً في انفصالهما بعد مرور أربع سنوات على ارتباطهما.
واعتقل الأسير الشاويش عام 2002 بعد مطاردته من قبل قوات الاحتلال، وواجه تحقيقًا قاسيًا استمر ثلاثة شهور، وبعد عام على اعتقاله حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد أربع مرات.
وسببت له ظروف الاعتقال القاسية مشاكل صحية في العظام والعمود الفقري، وما يزال يعاني حتى اليوم، وخلال هذا العام تعرض لجلطة، وتفاقم وضعه الصحي، مقارنة مع السنوات الماضية، جرّاء سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
وتمكّن خلال سنوات اعتقاله من استكمال دراسته، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، وصدر له مؤخرًا ديوان شعر بعنوان "أنا سيد المعنى"، وهو شقيق الأسير خالد الشاويش المحكوم بالسجن 11 مؤبدا، والذي يعاني من أوضاع صعبة للغاية.
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها أربعة آلاف و600 أسير، جلهم من الضفة الغربية والقدس المحتلة، فيما لا يزيد عدد الأسرى من قطاع غزة عن 190 أسيرا، جلهم من قدامى الأسرى وأصحاب الأحكام العالية.