السلطة الفلسطينية تواصل اعتقالاتها لكوادر "حماس" بالضفة
واصلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، حملات الاعتقال والاستدعاء للمئات من كوادر وعناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، مع اقتراب ذكرى انطلاقتها الـ35، التي تصادف غداً الأربعاء.
ونشر العديد من الناشطين مقاطع مصوّرة لعمليات الاعتقال، التي رافق بعضها حالات اعتداء وضرب وسحل للمعتقل أو ذويه.
وأكد الناشطون أن "جهازي المخابرات والأمن الوقائي تحديدا، وزّعا استدعاءات ورقية لقيادات وكوادر وناشطين وأسرى محررين، تجبرهم على الحضور لمقراتها للتحقيق، في حين جرى الاتصال هاتفيا مع آخرين للغرض ذاته".
وقال ناشط من "حماس" طلب من "قدس برس" عدم الكشف عن اسمه، إنه "ذهب أمس الاثنين إلى مقر الأمن الوقائي في نابلس (شمال الضفة) بعد وصول استدعاء له، حيث جرى وضعه مع أكثر من 15 آخرين في غرفة انتظار ضيقة".
وأشار الناشط إلى أن "الغرفة احتوت أسرى محررين، وأئمة مساجد، ومدرسين، من مختلف أنحاء المحافظة، بعد سحب الأجهزة المحمولة منهم، وإدخالهم واحدا تلو الآخر إلى غرف التحقيق".
وتابع: "المحقق الذي جلس معي كان ملثماً، وفجاً جداً، ويهدد من أي فعالية لحماس بالضفة، وقال لن نسمح برفع أي علم أو مسيرة، ولو على دمائنا".
وأضاف الناشط: "حاولت في البداية تهدئة المحقق، والحديث معه بلغة العقل، لكنه شتم حماس والمقاومين، فلزمت الصمت حتى انتهت المقابلة، وغادرت بعد التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في أي فعالية".
ولاقت الحملة استنكارا شديدا من الناشطين والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين عقدوا مقارنة بين واقع الحريات في الضفة الغربية، وقطاع غزة.
وقال الكاتب والناشط محمد أبو علان: "هل يشكل احتفال حركة حماس خطراً على الأمن القومي الفلسطيني، لكي يُستدعى نشطاؤها أو يعتقلوا".
وأضاف أبو علان أن "جماهير حركة فتح في قطاع غزة، أحيت ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، بكل حرية وهدوء، فأين الحكمة بالتضييق على حماس في ذكرى انطلاقتها بالضفة الغربية؟".
واستدرك: "لو كنت صاحب قرار؛ لتركتهم يحتفلون بحماية وتأمين الشرطة الفلسطينية في أنحاء الضفة".
اعتداءات وضرب
واتهمت عائلة الأسير المحرر حسام الدين الهور، عناصر الأجهزة الأمنية بالاعتداء عليها، خلال اعتقاله مع نجله من منزلهم في بلدة صوريف، شمال الخليل (جنوب الضفة) فجر أمس.
وقالت العائلة إن "رنين الهور، بنت الأسير المحرر، أصيبت بكسر في قدمها وجروح، إثر الاعتداء عليها خلال اعتقال والدها".
وقال والد حسام إن "جهاز المخابرات حاول اعتقال نجلي قبل ما يقارب شهرين، بعد مداهمة منزله وتكسير بابه، وإجراء عمليات تفتيش فيه".
وأضاف أنه "لم يكن حينها في البيت، ورفض التوجه للمقابلة، لأنه في كل مرة يجري اعتقاله لفترات دون أي سبب أو ذنب".
وتابع "فجر أمس، اقتحمت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية المنزل، واعتدت على حسام بالضرب، واعتقلته مع نجله، وعندما حاولت ابنته رنين التدخل لمنع ضرب والدها، تعرضت لصعقة كهربائية، ثم وقعت على الأرض، قبل أن تدوس قدمها عجلات مركبة عسكرية كانت في المكان".
وذكر أن نجله اعتقل لأكثر من سبع سنوات في سجون الاحتلال، ولم يعرف الاستقرار منذ أعوام جراء الاعتقالات والاستدعاءات المستمرة من قبل السلطة، مشيراً إلى أن حفيده عبدالرحمن حدوش معتقل منذ 15 يوماً في سجون السلطة، ومضرب عن الطعام.
وكانت "حماس" أدانت حملة الاعتقالات السياسية، التي تتزامن مع ذكرى الانطلاقة الـ35، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني "سيبقى حاضناً لمشروع المقاومة".
وأكدت أن "المحاولات المستميتة التي تبذلها أجهزة السلطة لمنع فعاليات انطلاقتها في الضفة الغربية محاولات فاشلة"، مشددة على أنها "لن تنجح في نزع فكرة المقاومة من صدور أبناء شعبنا".
وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية بـ"كف يدها الغليظة عن شعبنا، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، والتوقف عن سياسة التنسيق الأمني لصالح الاحتلال، على حساب شعبنا وخياراته ومبادئه الوطنية والتحررية".