أسواق عيد الفطر في الأردن تعج بالزبائن الباحثين عن علامات تجارية "غير مقاطعة"

في ظل مقاطعة الأردنيين للعشرات من العلامات التجارية، التي أُدْرِجَت ضمن قائمة دعم الاحتلال، واجهت العديد من الأسر تحديا في شراء احتياجاتها من ملابس العيد هذا العام.

ويواصل الأردنيون حملة مقاطعة غير مسبوقة، منذ الـ 7 من تشرين أول/أكتوبر الماضي، للعشرات من العلامات التجارية، التي كُشِف عن دعمها لدولة الاحتلال، أدخلت عدداً من تلك العلامات في تحديات مالية كبيرة، فيما قررت أخرى إغلاق فروع لها في البلاد.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية.

ويقول أبو أسامة، كما فضل أن يعرف عن نفسه، وهو مهندس برمجيات في فرع إحدى الشركات العالمية العاملة في الأردن، لمراسل "قدس برس"، إنه اعتاد في كل عيد أن يصطحب أفراد عائلته إلى أحد المراكز التجارية الكبرى في العاصمة عمان، لشراء ملابس العيد والتسوق لاحتياجاته "لكني فوجئت أن أبنائي قرروا عدم الشراء من المحال التي اعتادوا شراء ملابسهم منها بسبب أنها مقاطعة".

ولم يخف أبو أسامة تفاجئه من موقف أبنائه، مشيرا إلى أن أكبرهم لم يكمل الـ 19 عاما من عمره، إلا أنهم "امتنعوا من شراء ما كانوا يفضلونه من العلامات التجارية تضامنا مع أهل غزة... لقد كانوا أكثر تفاعلا مني في ذلك"، على حد قوله.

ولفت، أنه وأبناءه بدؤوا في التعرف على علامات تجارية غير داعمة لـ "إسرائيل"، متجهين إلى علامات محلية وتركية وأخرى أوروبية، تم التأكد أنها غير واردة في قائمة "المقاطعة".

وتحدث أبو أسامة بفخر عن ابنه الأكبر "أسامة": "لقد كان يرفض أن يرتدي إلا من علامات تجارية كبرى محددة... لم يغيرها منذ أن بدء سن المراهقة... اليوم أراه يقدم تنازلات، بالنسبة له تعتبر كبرى، لكي يوصل رسالة تضامن مع إخوانه في غزة".

وبات من السهل ملاحظة، العشرات من النساء والشباب والفتيات، وهم يحملون هواتفهم مستخدمين تقنية الـ "كيو. آر" على كل منتج، للتأكد من كونه يخضع للمقاطعة أم أنه ضمن "القائمة الخضراء".

  • أثر المقاطعة على الاقتصاد الأردني

وقال رئيس غرفة صناعة عمّان، فتحي الجغبير، في تصريحات نشرها موقع /جو 24/، الأسبوع الماضي، إن: "الطلب على منتجات الشركات المحلية ارتفع بعد انطلاق حملات المقاطعة الشعبية واسعة النطاق على المنتجات الغربية الداعمة"، مشيرا إلى أن "العديد من المنتجات الوطنية تضاعف الطلب عليها من قبل المواطنين بعد التوجه نحو البديل المحلي حيث وصلت بعض الصناعات إلى حد الاكتفاء".

ورصد مراسل "قدس برس" تراجعا كبيرا في الحركة داخل فروع المتاجر العالمية التي أُعْلِن عن كونها داعمة لـ "إسرائيل"، في الوقت الذي كانت تشهد فيه بالأيام الأخيرة من شهر رمضان قبيل عيد الفطر حركة كبرى وصفوف طويلة من الزبائن.

وكان قطاع الطعام والشراب هو الأكثر تأثرا من مقاطعة الأردنيين، حيث تعرضت علامات تجارية بارزة في مجال المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة لحالة من شبه الشلل الكامل.

وتحول زبائن تلك العلامات نحو علامات تجارية وطنية منافسة، حيث أكدت الأردنية راية بركات، التي تعمل في مجال التصميم الداخلي، إنها اكتشفت أماكن محلية لاحتساء القهوة ومتابعة الأعمال "أكثر كفاءة وأقل سعرا" من منافسين عالميين ينشطون عبر فروع لهم في مختلف أنحاء الأردن، مؤكدة أنها تحولت من "المقاطعة إلى الاستغناء الكامل" على حد تعبيرها.

وأعرب نشطاء في حركة "الأردن تقاطع" عن ارتياحهم من التفاعل الشعبي الأردني مع المقاطعة، في الوقت الذي لم يخفوا فيه خشيتهم من "محاولات تشويه حملات المقاطعة من قبل الجهات الرسمية وإظهار أنها تؤثر في الاقتصاد الوطني، وترفع نسبة البطالة".

فيما أكد نشطاء في جمعيات اقتصادية أردنية، على أن النمو في قطاع الصناعات والمتاجر الوطنية، من شأنه أن يستوعب الأيدي العاملة في الشركات العالمية، التي من المتوقع الاستغناء عنها بسبب المقاطعة.

ولفت الخبير الاقتصادي الأردني، عامر الشوبكي، في تصريحات صحفية، إلى أن "سلاح المقاطعة بات فعالا مع استمرار العدوان على قطاع غزة، والمستقبل يبشر بذلك، لأن ثقافة المقاطعة أصبحت عالمية وقانونية خاصة بعد قرار محكمة استئناف باريس الذي أكد أن مقاطعة البضائع الإسرائيلية أمر مشروع".

ويظهر أن حملة المقاطعة قد أثرت إلى حد بعيد على الأسواق في الأردن خلال فترة العيد، حيث تغيرت تفضيلات المستهلكين، وشهدت العلامات التجارية تحولات كبيرة. ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير في الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى تغيرات أكبر في قطاعي الصناعة التجارة في البلاد.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
صحيفة عبرية: حكومة نتنياهو مسؤولة عن تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين
يوليو 1, 2025
قالت صحيفة عبرية، إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية، تغاضت خلال الأشهر العشرين الماضية، عن الاعتداءات التي يشنها مستوطنون متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقالت صحيفة/جروزاليم بوست/ العبرية: إن أرقام وزارة الجيش تشير إلى أن الهجمات القومية اليهودية في الضفة الغربية ارتفعت بنسبة 30% هذا العام، من 318 في النصف الأول من عام 2024 إلى
"الإعلام الحكومي في غزة": وفاة شاب بسوء التغذية منعطف خطير بمسار كارثة التجويع
يوليو 1, 2025
اعتبر "المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة"، وفاة شاب فلسطيني نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد "منعطفا خطيرا في مسار الكارثة الإنسانية بما يشير إلى بدء مرحلة أكثر قسوة"، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ آذار/مارس الماضي. وأمس الإثنين توفي الشاب أيوب أبو الحصين بمدينة خانيونس جنوب القطاع، متأثرا بإصابته بـ"سوء تغذية حاد" جراء التجويع الإسرائيلي بمنع دخول
الاحتلال يناقش خطة لبناء وحدات استيطانية خلف جدار "الفصل العنصري" في الضفة الغربية
يوليو 1, 2025
كشفت مصادر عبرية النقاب عن أن ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط التابع لجيش الاحتلال، سيناقش غدا الأربعاء مخططا استيطانيا لبناء 267 وحدة استيطانية في مستوطنتي معاليه عاموس جنوب شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وغاني موديعين المحاذية لجدار الفصل العنصري قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وقالت حركة "السلام" الإسرائيلية المتخصصة بمراقبة النشاطات
إدارة ترامب توافق على صفقة أسلحة بقيمة 510 ملايين دولار لصالح دولة الاحتلال
يوليو 1, 2025
وافقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفقة أسلحة لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 510 ملايين دولار. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، إن الصفقة التي تمت الموافقة عليها تشمل أكثر من سبعة آلاف مجموعة توجيه للقنابل من نوع “ذخائر الهجوم المباشر المشترك” بنوعين مختلفين. وجاء في بيان الوزارة: “الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل،
أبو محفوظ: فصل موظفين في أونروا لبنان يخدم الاحتلال ويستهدف تصفية الوكالة
يوليو 1, 2025
دعا القائم بأعمال الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هشام أبو محفوظ، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان إلى التراجع عن قرار فصل عدد من موظفيها، مشددًا على أن الخطوة تمثل "خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي" وتتماهى مع محاولاته لتصفية الوكالة. واستنكر أبو محفوظ، في تصريح صحفي مكتوب تلقته "قدس برس" اليوم الثلاثاء،
طفل في الكويت شهيد في غزة: كيف طوّر حكم العيسى قدرات المقاومة؟
يوليو 1, 2025
أبو عمر السوري، أو "الصحابي" كما يسميه أهل غزة الذين عاش بينهم طويلًا، هما كنيتان لرجل واحد: حكم العيسى، القيادي في "كتائب القسام"، وأحد من ساهموا في تطوير تجربتها العسكرية. تنحدر عائلته من بلدة "رامين" قضاء طولكرم في شمال الضفة الغربية، وقد نعت العائلة ابنها بفخر واعتزاز. وُلد العيسى في دولة الكويت عام 1967، وأكمل