تقرير: "موائد الرحمن وإفطار الصائم" بغزة تستبدل الأرز بأكلات تراثية
في ظل فقدان مادة الارز الأساسية من أسواق مدينة غزة وشمالها، اضطر سكان تلك المناطق المنكوبة والمحاصرة، لاستبدال هذه المادة باكلات تراثية، وتوزيع لحوم ومادة الدقيق لإقامة موائد الرحمن ومشاريع افطار الصائم التي تبرع بها أهل الخير.
ومنذ بدء شهر رمضان ينتظر الغزيون أن تتحسن الأمور المعيشية، وتدخل بعض المساعدات الإنسانية، كي ينفذوا مشاريع إفطار الصائم، التي يعكف أهل الخير على إقامتها في أكثر المناطق جوعا، على مستوى العالم، إلا أن الأمور بقيت على حالها في ظل ضعف دخول تلك المساعدات، والتي باتت مغمسة بالدم، بعد قتل الاحتلال لمئات الفلسطينيين على نقاط التقاطها سواء على دوار الكويت شرقا أو النابلسي غربا.
وقال أحد نشطاء الإغاثة في غزة: بعد تأمين مبلغ من المال من المتبرعين من أهل الخير في الضفة الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل فقدان مادة الارز من الأسواق قررت استبدالها بأمور أخرى وجدت ترحيبا من المحاصرين.
وأضاف ذلك الإغاثي الذي فضل تعريف نفسه باسم (سعيد) وهو اسم مستعار خشية استهدافه من قبل الاحتلال؛ اقترحت على المتبرعين عمل أكلت السماقية التراثية وتوزيعها مع الخبز، وتوزيع مادة الدقيق، ولحمة فلاقت استجابة كبيرة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة وجدت ترحيبا كبيرا في أوساط الناس، نظرا لاحتياجهم لها، وكسرت النمط التقليدي لموائد الرحمن، التي كانت تقتصر على الارز مع اللحم .
وأكد سعيد أن الكثير من المتبرعين، عمدوا على إخراج معجنات في ظل توفر مادة الدقيق والجبن والزعتر وغيرها من الشوربات لإبقاء موائد الرحمن قائمة رغم كل المعيقات.
وقال المواطن حسام توفيق فوجئت بأحد الشباب يطرق باب منزلي ومعه طبق سماقية، حيث اعتدنا سابقا ان يكون طبق ارز.
واضاف توفيق لـ" قدس برس" أدركت حينها أن الحاجة أم الاختراع، لأن الارز غير متوفر في الاسواق، وطبق السماقية إضافة إلى كونها أكلة تراثية، فهي مفيدة جدا، وذات قيمة غذائية عالية، من معادن وأملاح وألياف وخضار، وهي مكونة من السلق والسماق والطحينة الحمراء والحمص والجرادة الناشئة.
وأضاف: بعد السماح للتجار باستيراد اللحوم تم توزيع اللحوم على كل بيت وأهل البيت يقومون بطبخها حسب احتياجهم.
ومن جهتها قالت المواطنة فاطمة سليمان: مع توفير مادة الطحين الكثير من المتبرعين عمدوا على عمل معجنات بأشكالها المتعددة وتوزيعها.
واضافت سليمان: تم توزيع الشوربات والكعك، واموال نقدا لعدم اختفاء موائد الرحمن وكسر النمط التقليدي لها.
