تقرير: السجن يفرق بين الصحفية الأسيرة رولا حسنين ورضيعتها ايلياء

منذ التاسع عشر من شهر آذار/ مارس الماضي، والنوم لا يعرف طريقه إلى عيون الصحفية الأسيرة رولا حسنين، وهي تفكر بطفلتها الوحيدة إيلياء التي تبلغ من العمر تسعة أشهر فقط.
ومع رفض محكمة الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن الزميلة حسنين التي اعتقلت من منزلها في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، باتت عائلتها تخشى على حياة طفلتها الرضيعة التي تعاني من سوء تغذية وترفض الرضاعة الصناعية، ما حدا بالمؤسسات الحقوقية لإطلاق حملة للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأم، لا سيما أنها مصابة بـ "داء التبدلات الصغرى" في الكلى، وتحتاج إلى تناول الأدوية بشكل مستمر دون انقطاع، كذلك تعاني من آلام في قدمها وركبتها.
وانعقدت عدة جلسات لمحاكمة الأسيرة، حيث وجه لها الاحتلال تهمة "التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وقدمت نيابة الاحتلال عديد المنشورات للأسيرة مرفقة بإحصاء عدد الإعجابات والردود والتعليقات وضمها للائحة الاتهام كون لديها الكثير من المتابعين، واتهمتها بـ"التحريض ضد الدول".
تعنت الاحتلال في الإفراج عنها، دفع بعائلتها كذلك لاطلاق حملة لإنقاذ حياة الأسيرة وطفلتها إيلياء، التي أصيبت بفيروس اليد والفم والقدم، ورفضها تناول الطعام، كونها كانت ترضع من والدتها التي وضعتها في ولادة مبكرة "خداج".
وكانت حسنين قد أبلغت الاحتلال حين قدومه لاعتقالها أنها أم ومرضعة لطفلة ولا يمكنهم اعتقالها، وردوا أنّ بإمكانها أخذ الطفلة معها، وبعد رفضها ذلك، قيّدوا يديها واعتقلوها.
بدوره، يقول شادي بريجية زوج الزميلة رولا إن "طفلتهما بدأت بعد ساعات من الاعتقال تعاني من الجفاف، ولم تتناول لفترة طويلة أي شكل من أشكال التغذية، واضطر الأطباء إلى تغذيتها عن طريق الوريد".
ويضيف "لقد انقلبت حياتنا رأساً على عقب في لحظة واحدة، أصبح كل شيء كئيباً، وكانت طفلتي تبكي وتصرخ أمامي من دون أن أتمكن من مساعدتها".
وعن حالة زوجته ايضا، أكد أنها "تحتاج لزيارة الطبيب كل أسبوعين وإجراء فحوصات منتظمة، وأن الاحتلال رفض طلب حسنين بأخذ أدوية حيوية معها، واحتجزها في ظروف سيئة".
من جهتها، حثّت لجنة حماية الصحفيين سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن "تفرج عن الصحفية حسنين على أساس إنساني بسبب تدهور وضعها الصحي والوضع الصحي لطفلتها الرضيعة".
ودعا مدير البرامج في لجنة حماية الصحفيين، "كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا"، الاحتلال الإسرائيلي إلى الإفراج فورا عن حسنين على أساس إنساني كي تتمكن من الاعتناء بطفلتها البالغة من العمر تسعة أشهر".
وأضاف "يجب على الاحتلال أن يسمح لرولا بالرد على الاتهامات الموجهة إليها أمام محكمة مدنية، وليس محكمة عسكرية، إذ أن المحكمة المدنية هي المكان الملائم لمعالجة الشواغل المتعلقة بالمواد التي ينشرها أي صحفي على وسائل التواصل الاجتماعي".
وتُظهر وثائق المحكمة أن رولا متهمة بـ"التحريض" بسبب مواد نشرتها، بما في ذلك تغريدات على موقع إكس ’X‘، تويتر سابقاً، وموقع فيسبوك بين آب/ أغسطس 2022 وكانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث علّقت على عدوان الاحتلال على غزة.
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعادت رولا نشر تغريدة على موقع إكس تُظهر صورة لها مرفقة بعلامة هدف لقناص ونص باللغة العبرية يصفها بأنها صحفية نازية منتمية لحركة "حماس" تعيش في رام الله، وقالت رولا إن "المستوطنين روّجوا الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي ودعوا إلى اعتقالها في إطار حملة تحريض ضدها".
وعملت الصحفية رولا في عدد من وسائل إعلام، بما في ذلك قناة الجزيرة القطرية، والموقع الالكتروني النسائي "بنفسج" والمحطة الإذاعية الفلسطينية النسائية "راديو نساء إف إم"، والمركز الفكري "مركز القدس للدراسات السياسية".