"حزب الله" يقصف بصاروخ من طائرة مسيّرة هدفاً في "مستوطنة المطلّة".. المغزى والدلالات؟

أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الخميس، عن قصف إحدى مسيّراته بالصواريخ هدفاً في مستوطنة "المطلة" شمال فلسطين المحتلة، في تطور غير مسبوق، وفي حادثة هي الأولى من نوعها.
حيث تمكّن "حزب الله" من خلال سلاح الجو من الإغارة على أهداف للاحتلال بصواريخ "جو-أرض" من طائرة مسيّرة.
وقال في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الخميس، إنه "هاجم ظهر اليوم موقع (المطلة) وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصواريخ (S5) عدد 2، وعند وصولها النقطة المحددة لها أطلقت صواريخها على إحدى آلياته والعناصر المجتمعة حولها وأوقعتهم بين قتيل وجريح، وبعدها أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة".
وقال الأكاديمي والخبير الاستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن "المقاومة في لبنان ومنذ الأيام الأولى لدخولها في معركة إسناد قطاع غزة والدفاع عن جنوب لبنان تعتمد استراتيجية عسكرية قائمة على استخدام تكتيك قتالي متدرّج، وهو ما يعني استخدام عنصر المفاجأة".
وأضاف دربج في تصريح خاص لـ"قدس برس" أنه "في كل مرحلة تقودها المقاومة في لبنان في حرب الاستنزاف التي تواجه بها جيش الاحتلال الصهيوني على الجبهة الشمالية مع فلسطين المحتلة، باتت تكشف نوعاً جديداً من الأسلحة والوسائل القتالية التي في حوزتها، وهي حتى لم تكشف حتى الآن كل ما تمتلكه، والأيام حبلى بالمفاجآت، وأوراق القوّة، وهذا ما يربك العدو الصهيوني ويدفعه لاستفزاز المقاومة".
وأكد على أن "المقاومة في لبنان تخوض هذه المعركة بتوقيتها هي، وبالرؤية التي تمتلكها هي، وبالكيفية التي تمتلكها هي أيضاً وليس كما يريد الاحتلال الصهيوني".
وأشار إلى أن"التفكير (الإسرائيلي) وأفعاله تسعى إلى دفع المقاومة في لبنان إلى الكشف عن المزيد مما تملكه من أسلحة متطورة، وهو ما لم ولن يحصل إلا بقرار المقاومة نفسها".
ولفت إلى أن "العدو الصهيوني يواصل سياسة التصعيد والمناورة واغتيال القادة واستهداف المدنيين وغيرها من أشكال التصعيد العسكري، ولكن المقاومة في حالة راحة وتعمل وفق قواعد معينة دون أي ضغوط، وتجيد المناورة بقدرة عالية جداً، وتملك قدرات استخباراتية مميزة".
وأكد على أن "عملية اليوم سلطت الضوء على قدرات المقاومة في لبنان على صناعة أسلحة نوعية، متمثلة بصناعة مسيّرات مسلحة، أي أنها قادرة على إصابة أهداف بدقة أثناء عملها فوق أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة".
واعتبر أن "ما حصل هو تحوّل نوعي في المواجهة، وهو ما سيدفع العدو الصهيوني إلى أن يعيد حساباته جيداً، وهذا الامر يؤكد أن المقاومة توجه رسالة إلى قادة الكيان الصهيوني بأنه لم ولن يكون له يد طولى في معركته مع لبنان".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 35 ألفا و272 شهيدا، وإصابة 79 ألفا و205 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.